أحدثت علامة زينيث السويسرية الرائدة في صناعة الساعات الفاخرة، منذ أشهر قليلة، نقلة نوعية تاريخية في عالم قياس الوقت بإطلاقها ساعة "ديفاي لاب" بمذبذبها الجديد، التي تحدّت المبدأ التشغيلي للساعات الميكانيكية ومفهوم الميزان المزدوج والنابض الشعري، الذي ابتكره كريستيان هيجنز في العام 1675 وتم اعتماده منذ ذلك الحين، بحيث تفتح آلية هذه الساعة آفاقاً جديدة كلياً، وتدخل بصناعة الساعات إلى بعد جديد، بما تمثله من إعادة ابتكار لمفهوم هيجنز مع نظام ميكانيكي مختلف.
بعد هذا الانجاز الباهر الذي سطّرته علامة زينيث، كان لرائد حوار خاص مع رئيس العلامة العالمية الفاخرة التنفيذي جوليان تورنار، البالغ من العمر 46 عاماً، حول استراتيجيته للعام الجديد ورؤيته المستقبلية المتعلقة بتطور وتجدد العلامة. وقد أكد لنا في حديثه أنه يسعى إلى ضخ روح وطاقة جديدتين وعصريتين في تصاميم زينيث مع الحفاظ على إرث العلامة وتاريخها العريقين، وذلك لتعود مجموعاتها إلى الواجهة من جديد.
في ظلِّ اهتمام الكثير من العلامات الفاخرة في صناعة الساعات بطرح منتجاتها في الشرق الأوسط، ما الذي لفت انتباهك في هذه المنطقة؟
يعتبر الشرق الأوسط من المناطق المهمة للغاية بفضل الفرص الكثيرة التي تقدمها، وعلامة زينيث من العلامات المعروفة في المنطقة، ومع ذلك نسعى على الدوام إلى تطوير منتجاتنا لتكون أكثر عصرية وقرباً من الناس.
العملاء العرب معروفون ببحثهم الدائم عن القطع الاستثنائية، والعديد منهم من محبي جمع الساعات الفريدة. كعلامة تاريخية، كيف تحافظ زينيث على عملائها في الشرق الأوسط؟
نحن نسعى في زينيث على الدوام إلى طرح تصميمات فاخرة وعالية الجودة، بحيث تتميّز في الوقت عينه بروح عصرية لتناسب حاجات ومتطلبات عملائنا. وسيتم الكشف عن تصميمين جديديّن وعصريين في العام 2019، لاسيما وأن التصميم العصري يطغى على الكلاسيكي في يومنا هذا. لذلك نعمل في زينيث على إنتاج قطع فريدة لمن يبحث عن التميّز والقطع النادرة.
على ماذا يقع تركيز علامة زينيث في الوقت الحاضر؟ على الصناعة الفاخرة أو العناصر المبتكرة؟
بإمكاننا القول إننا نسعى إلى تحقيق الاثنين معاً، إذ نهدف إلى إنتاج ساعات فاخرة ومبتكرة وعصرية في آن واحد. ولكن التركيز الأساسي لزينيث هو أن تكون علامة مبتكرة، فلا اعتقد أن بإمكان أي علامة أن تصمد في المسقبل إن قررت تكرير الماضي وحسب. وهذا الأمر يعنينا نحن أيضاً في زينيث فإن لم نبتكر شيئاً جديداً يضيف قيمة ملموسة إلى عالم الساعات فسنتأثر بشكل سلبي، لذلك تتمحور رؤيتنا المستقبلية حول الابتكار.
بعد فوزكم بجائزة الساعة المبتكرة والعصرية في جنيف، عن ساعة "ديفاي – لاب"، أخبرنا المزيد عن هذه الساعة وعما يميّزها عن غيرها من الساعات.
ساعة "ديفاي – لاب" من إنجازاتنا التي نفتخر بها، وأشعر بسعادة عارمة لتمكّننا من ابتكار هذا التصميم بقطعه الـ 10، فمن خلال آلية عمل "ديفاي – لاب" تمكنت زينيث من إحداث ثورة في عالم الساعات، ولكن هذا لا يكفي فعلينا القيام بالمزيد.
التحدي الحقيقي الذي واجهنا كان الانتقال بساعة "ديفاي –لاب" من مرحلة البروتوتايب إلى مرحلة الإنتاج الفعلي المتمثل بسلسلة متكاملة، ويسعدني أن أقول أننا في زينيث أصبحنا على أتمة الاستعداد لإطلاق سلسة من هذه الساعة وعملاؤنا في مختلف أرجاء العالم ينتظرون هذا الإصدار بفارغ الصبر.
أخبرنا عن تجربتك في أسبوع الساعات في دبي، وما هي مخططاتك للمنطقة؟
كانت تجربة رائعة، لاسيما وأنها المرة الأولى التي أشارك فيها بأسبوع دبي للساعات في الإمارات. أبهرني عدد العلامات الفاخرة الموجودة في دبي والمنطقة ومستوى المعرفة العالي في هذا المجال. هذا وسأسعى إلى تعزيز حضور زينيث بشكل أكبر في دبي.
كيف ستفاجئ زينيث عملاءها في العام الجديد؟
عام 2019 هو عام مفصلي لعلامة زينيث لثلاثة أسباب، الأول هو تزامنه مع الذكرى الـ 50 لإطلاق آلية حركة El Primero التاريخية من زينيث، بحيث سيتم الاحتفال بهذه المناسبة على مدى 12 شهراً في 12 مدينة عالمية من بينها مدينة دبي في الإمارات.
أما السبب الثاني فهو إطلاق ساعة "ديفاي-لاب" التي تحدثنا عنها، في حين يكمن السبب الثالث في سعينا إلى خلق سياسة تواصلية جديدة أكثر تأثيراً بالمستهلكين وبعملائنا، بحيث علينا تعزيز حضورنا على مواقع التواصل الاجتماعي وإنتاج مقاطع فيديو ترويجية وغيرها من الأمور، فأنا أجد أن الترويج للمنتجات عن طريق الاعلانات فقط ليس كافياً.
ما رأيك الشخصي بظاهرة الـ Neo-vintage؟
الناس بشكل عام يحبون الأشياء الكلاسيكية والقديمة، كالساعات والسيارات والدراجات النارية، فالأشياء التقليدية في الوقت الحالي تعتبر عصرية وفريدة. ولكن هناك فرق كبير بين تكرار تصاميم الماضي وبين خلق منتج جديد بروح كلاسيكية. في زينيث نعمل على تحقيق توازن مثالي بين هذين الخطيّن، فنحن نتطلع إلى المستقبل وعلى منتجاتنا ان تكون عصرية بلمسة تراثية فاخرة تذكرنا بإرث الماضي.
في ظل الأزمة التي يمر بها قطاع التجزئة والعلامات الفاخرة، ما مدى صعوبة إحياء علامة زينيث من جديد وتعزيز مكانتها؟
صحيح أن عالم الساعات الفاخرة يواجه بعض المشاكل والصعوبات ولكنها ليست ضخمة، فعلامات صناعة الساعات مازالت تبلي جيداً في السوق. وفي ما يتعلق بنا، فحصص زينيث في السوق في تزايد في الوقت الحالي، وها إننا نصحو من فترة السبات التي مررنا بها. والفضل في ذلك يعود إلى إدراكنا بأنه علينا إجراء بعض التغييرات الجذرية بهدف أن نكون علامة تاريخية وإنما عصرية. هذا إلى جانب عدم رغبتنا في دخول عالم البيع الالكتروني إيماناً منا باننا نبيع مواد تقنية لذلك علينا أن نبقى على تواصل دائم مع تجار التجزئة.
بالنسبة إلي عام 2018 كان عاماً جيداً لعلامة زينيث وأنا على ثقة أن العام 2019 سيكون رائعاً أيضاً ويحمل العديد من الفرص للتقدم.
عالم صناعة الساعات الفاخرة يشهد منافسة كبيرة بين العلامات الكبيرة، لاسيما مع توجّه الجيل الجديد إلى العالم الرقمي. كيف ترى مستقبل صناعة الساعات السويسرية؟
هذه الفكرة يخشاها العديد من العلامات الفاخرة، وما علينا القيام به للحفاظ على موقعنا هو أن نظهر للجيل الجديد أن منتجاتنا عملية وتناسب حاجاتهم وأذواقهم، لاسيما وأن هذا الجيل يميل إما لعدم إرتداء الساعات او اعتماد الساعات الذكية.
برأيي، مسألة إعادة العلامات الفاخرة تصنيع تصميمات من الماضي، إيماناً منها بأهمية احترام الماضي، هو خطأ فادح، فاحترام الماضي يعني استخدامه لبناء المستقبل. بنظري علينا ابتكار منتجات وتقنيات جديدة لنثبت للعالم أننا عمليين وديناميكيين وأن ساعاتنا الفاخرة تناسب القرن الواحد والعشرين، بهذه الطريقة فقط بإمكاننا جذب الجيل الجديد، لأنه إن قمنا بصناعة الساعات عينها التي ارتداها أجدادنا وآباؤنا فهذا يعني أننا علامات مخصصة للمتاحف وحسب.
أخبرنا عن تجربة حياتية استقيت منها درساً مهماً بالنسبة إليك
انا أؤمن بفلسفة "لا تصدق الخبراء"، فقد علمتني رحلاتي وسفراتي المتعددة حول العالم أن على الفرد استخدام "عقله التحليلي" والتحقق بنفسه من كل ما يقال له، فالناس يقولون أشياء كثيرة قد لا تكون صحيحة، لذلك فإن قال لنا أحدهم تن السماء زرقاء علينا الخروج والتأكد من ذلك بأنفسنا.
وفي مجالنا علينا الخروج من مكاتبنا والنزول شخصياً إلى السوق والاحتكاك بالناس والتواصل معهم لمعرفة آرائهم وما يحتاجه السوق. بالمختصر "لا تصدق الناس تحقق من الأمر بنفسك".