تسجل

العطار تيري واسر لـ"رائد": L’Homme Ideal للرجل الذي يحب الكمال

العطار تيري واسر لـ"رائد": L’Homme Ideal للرجل الذي يحب الكمال
العطار تيري واسر لـ"رائد": L’Homme Ideal للرجل الذي يحب الكمال

ردّاً على كلّ مَن يعتقد أن هذا الرجل الذي يتمّ وصفه أعلاه ليس موجوداً، تقدّم "جيرلان" Guerlain الجواب. فهذا الرجل موجود في تركيبة عطر "جيرلان" Guerlain الجديد للرجال، "لوم إيديال" L'HOMME IDEAL.
التقى موقع "رائد" بالعطار المبدع لدي GUERLAIN تيري واسر THIERRY WASSER، في فندق سوفيتيل في جزيرة النخلة في دبي، بمناسبة إطلاق العطر الرجالي الجديد L’Homme Ideal. خلال اللقاء تحدث تيري عن تصميمه للعطر وعن عمله لدى دار GUERLAIN. تابع حوارنا التالي مع العطار السويسري THIERRY WASSER.

من أين جائت فكرة أن الرجل المثالي غير موجود ؟
أعتقد إن كنت تملكين حسّاً فكاهياً فستعلمين تلقيائاً بأن الرجل المثالي غير موجود، فكل الرجال يعرفون أن هذه الحقيقة مزيفة، لأننا فعلاً لسنا مثاليين، لقد عبّرت عن نفسي في تصميم عطر لرجل ولكنني لم آخذ بالحسبان أنه مثالي أو غير مثالي، بل جاءت الفكرة بعد ابتكار العطر، فنحن نعمل يداً بيد مع قسم التسويق، وأنا لا أقوم بهذه الأمور، ولكن مع مرور الأيام تعلمت من فريق التسويق وتعلموا مني. "الرجل المثالي" ليست بالضبط فكرتي، فأنا أعتقد أنها فكاهية للغاية، وأوافق على المفهوم ككل، ولا آخذ نفسي على محمل الجد كثيراً لذا أعتبر أنها تنطبق علي أيضاً، والفكرة لا تعود إلى مصمم العطور، فالعطار يعمل على تركيبة العطر، ومن خلال نفحات العطر أعمل على سرد قصة، وقصة العطر هي: لعل الرجل قوي ووسيم وذكي ولكن غالباً ما ينقصه شيء لا تجدينه فيه بحكم خبرتك في الحياة... الشيء نفسه انطبق على عطر Le Petite Robe Noir فأنا ابتكرت العطر ولم أكن أنا من أبتكر قصته بل فريق التسويق، على الرغم من أنني لم اقتنع كثيراً بفكرة القصة، ولكن عرفت ما معنى أن تأخذي قطعة أيقونية من دار أزياء وتضعينها في دار للجمال، وفي قضية العطر الحالي الذي ابتكرته لم تكن قصته قد نضجت بعد، فنحن نقوم بابتكار الكثير من عطور النساء ولكن ليس الكثير من عطور الرجال. أما نفحة الأماراتو اللوزية الداخلة في تكوين هذا العطر فقد قمت بسرقتها من عطر جيكي الخالد من عام 1889، فالنفحة السفلية المكونة للعطر هي اللوز المر الذي إن تم خلطه مع الفانيليا وفول التونكا ستحصل على إحساس رائحة الأماراتو.

بالنسبة إلى نفحات العطر، وجدنا النفحات الذكية والوسيمة والقوية، لماذا وجدنا نفحة الحمضيات في قسم النفحات الذكية وليست الوسيمة على سبيل المثال؟
لأن الحمضيات تعطي تأثير الذكاء واللمعان، قمنا بتسمية النفحات الوسيمة بهذا الإسم بسبب النفحات الزهرية الجميلة، فهي ذكورية جداً لأن أزهار البرتقال تعطي الوسامة التي أعتقد انها تضيف للرجل المثالي ليس فقط الذكاء والقوة بل الوسامة من الناحية الفيزيائية. فأزهار البرتقال هذه تمنح الوسامة للرجل. إن جئنا إلى القوة والعضلات، شممنا رائحة الجلد والخشب والباتشولي والفيتيفير، كلها روائح قوية وتعطي القوة الجسدية إلى الرجل المثالي.

أي مرحلة من مراحل تركيب العطر وإنشائه كانت الأكثر متعة لك؟
كما ترين حتى عندما أتكلم أشعر بالحماسة دائماً، الحماسة والمتعة كانتا بأن ألمح الشرارة منذ بداية الإبتكار، وكانت تلك اللحظة عندما "سرقت" النفحة العلوية من عطر جيكي الأزلي، شعرت بأنني كالطفل الصغير ذي السبع سنوات والذي يعبث مع أخوته أو والدته وينتصر في النهاية ويضحك بسرّه. لقد شعرت كذالك، ولكن عليك الإنتباه بأن تلك النفحة وهي اللوز المر، صعب التعامل معها فهي ذاتية وقوية جداً وباطنية أيضاً ، لذا فيما بعد أصبح الأمر كتحدٍّ لي ولكن في البداية ضحكت كثيراً.

بعد أن ابتكرت كل تلك العطور التي رأيناها... من أين تستمد الأفكار الجديدة لتبتكر المزيد؟
تعلمين؟ أنا محظوظ جداً في عملي هذا لأنني لا أعمل في مختبر أقوم بوضع صيغ لتركيبات كيميائية، فأنا أمضي 25 في المئة من وقتي في السفر للبحث عن المصادر والمواد الخام، فما يجعلنا متميزين هو أننا نقوم بتصنيع كل ما نخترعه و نكتشفه، ولن تصدقي كم يعطيني السفر مصدراً للإلهام. فعندما تكونين في الحقل أو في المصنع في مكان بعيد تكونين في حالة مزاجية مختلفة، وإحساس مختلف وبعد أن تنهي حديثاً مع شخص ما، تغمضين عينيك وتبقين في حالة تفكير وقد تؤلفين في هذا الوقت قصصك الخاصة، لذا لن تتوقف مخيلتك عن نسج الأخيلة، حتى الأحداث الصغيرة في الحياة تستطيع أن تؤلف قصة، بالنسبة إلي لا أطلق على العطر اسم عطر بل أحاول أن أروي قصة ما، أو أن أقول شيئاً ما  أو أن أعبر عن شيء ما.
يمكن أن يكون كل شيء أو أي شيء، هو شيء صغير أو شيء كبير يمكن أن يعلق في عقلك، ويحثك على ان تروي الحكاية... لذا الإلهام لا يتوقف.

كنت تتحدث عن إيجاد المصادر للمواد الأولية، هل تجد أن العثور عليها صعب هذه الأيام مقارنة بالسنوات الماضية؟
لقد قرأت عن مشاريع استدامة تقوم بإنشائها...
نعم، فإيجاد المصادر له معنى الإستدامة نفسه، لقد ترعرعت في أرياف سويسرا بعيداً عن المدينة فكانت الطبيعة من ضمن بيئتي وطفولتي، أنا الآن في عمر 53 سنة وفي تلك الأوقات كلمة الإستدامة لم تكن أصلاً موجودة، ولكنني كنت منذ الطفولة ومن دون قصد أقوم بأعمال الإستدامة، فهي جزء من المنطق، فأنا لا أقوم بصياغة التركيبات فقط بل أيضاً بتصنيعها. وأقدم مركبا قامت الدار بصياغته وتصنيعه كان في سنة 1883، لذا فإن كنت تصنّع إذا فعليك أن تبحث دائماً عن المواد الأولية، لقد ذكرتي أن هناك مشاريع إستدامة نقوم بها... نعم هذا صحيح ولكننا لا نقوم بها للدعاية والإعلان، نقوم بها لأننا نؤمن بضرورتها، نعم من الجميل أن يُكتب عنها، ولكنني لست بصدد الإفصاح عنها وصنع الدعاية، حتى لو كنت شخصا أنانيا ولكن عليك أن تؤمن بأن حياتك وحياة من سيأتي من بعدك معتمدتان على الإستدامة والمحافظة عليها... هناك الكثير من الأعشاب المهددة بالإنقراض مثل خشب الصندل، لذلك لدينا بعض العقود مع المزارعين لكي يزرعوا تلك الأصناف... فهناك حرب عالمية تُقام بين دور العطور من أجل هذا النوع المهدد، لذا نقوم بالتعاون مع المزارعين في كل أنحاء العالم وحتى في أوروبا لحثهم على زراعة تلك الأصناف المهددة وإعطائهم الثقة التامة بأننا سنعود إليهم لشراء محاصيلهم. لذا أعتبر أن هذا جزء من عملي ومهمتي تجاه البيئة.
الرجل في الخليج العربي والشرق الأوسط يحب خلط العطور مع بعض النفحات الشرقية، هل تنصح بذلك مع عطر L’Homme Ideal؟
لست مخولا أن انصح أو لا أنصح، فعالم العطور جميل لأنه لا تتحكم به القواعد والأحكام، ليس هناك أي خطأ بالخلط بل قم بما تشعر به.
أخبرني ما هو العطر المفضل إليك شخصياً..
أحب رائحة الورود، وأضع الرائحة علي أيضاً، هل تعلمين مجموعة Les Déserts d'Orient هي المفضلة عندي وأضع رائحة Rose Nacree du Desert دائماً، حتى أنني في رحلتي إلى دبي امتلأت رائحة الطائرة من عبق هذا العطر لأنني توقفت عند السوق الحرة ووضعت منها ما يكفيني طوال الرحلة... أحب الورد لأنك تستطيعين مزجه مع أي رائحة أخرى من العود أو الصندل أو المسك وسيبدو رائعا مع أي منها.

هل أحببت الرائحة منذ وقت طويل أم الروائح المفضلة لديك تتغير مع الوقت؟
قصة الحب هذه منذ وقت طويل، ولكنني عندما كنت أصغر بكثير كنت أحب رائحة الحمضيات، وكان هذا منذ وقت طويل. فقد وضعت العطر الأول للرجال من أرماني وكان حامضي الرائحة جداً من المندرين والأولا، وكان هناك عطر من ريتشي ولكنه توقف عن الإصدار ويدعى سينيور ريتشي رقم 2، كان رائعاً أيضاً. إذن كنت ميالاً أكثر الى المندرين والحمضيات، في وقت آخر أحببت الفيتيفير ولكنني أحبته من إصدار جيفنشي فقد كان يتمتع أيضاً بقليل من الحامضية، ولكن أول عطر وضعته في حياتي كان Habit Rouge صدقي أو لا تصدقي، ابتعته عندما كنت بعمر 13 وكان أول عطر أحصل عليه.

كيف يمكننا اختيار ما يناسبنا من العطور؟
بالطبع عن طريق تجربته على الورق أولاً فإن لاءمك جربيه على البشرة لأنه من الضروري أن تجربه على الجلد، فإن أحببت عطراً ما يجب على العطر أيضاً أن يحبك، ولن تعرفي إن كان يناسبك إلا إذا وضعته عليك. ولكن وكما قلت لا يوجد قواعد للإنتقاء، فالعلاقة بين الناس والعطور حساسة فعلاً، وشخصية، فلن أقول إن كنت أسمر اختر الرائحة الفلانية أو غيره من هذا الكلام.
هل تحث الناس على تغيير العطر من الليل إلى النهار؟
لست من المؤيدين لذلك، إلا إن كنت تقوم بخلط العطور مع بعضها البعض، إن ذكرت الليل والنهار أو الصيف والشتاء، أو السمراء أو الشقراء فهنا قد وضعت قواعد، وكما قلت لا أحث على وضع قواعد لإتباعها في ما يتعلق بالعطور.

أخيراً ما هي الأصداء التي تتوقع الحصول عليها من قبل الرجال الذين سيجربون العطر الجديد L’Homme Ideal؟
لا أتخيل أي شخص على الأرض لا يحب أن يكون محبوباً، أنا لست شخصاً مختلفاً عن الآخرين، إن أحبوه فهذا ما أتوقعه، متى ولد الطفل كما ولد العطر اليوم، لن أستطيع تغيير أي شيء. على الطفل أن يعيش، وأتوقع من الرجال أن يحبوا هذا العطر وهذا ما أتمناه، حتى النساء إن أحببنه فليس هناك من قاعدة تمنعهن من اقتنائه...  كما قلت لك سابقاً أنا أروي القصص من خلال عطوري، فإن أحببتي عطري فضعيه... لم لا؟

يمكنك قراءة المزيد

Pâte de Velours بلسم ما بعد الحلاقة من Guerlain