تسجل

رائد يتناول مراحل صناعة الساعات لدى هيرميس من البدايات وصولاً إلى الزمن الحاضر مع فيليب دولهتال

رائد يتناول مراحل صناعة الساعات لدى هيرميس من البدايات وصولاً إلى الزمن الحاضر مع فيليب دولهتال
رائد يتناول مراحل صناعة الساعات لدى هيرميس من البدايات وصولاً إلى الزمن الحاضر مع فيليب دولهتال

هيرميس Hermès ... اسم لامع في عالم الموضة والأناقة وهي من أبرز العلامات التي اكتسبت شهرة عالمية وحازت على إعجاب النجوم. الملفت في قصة هيرميس أنها ليست من أشهر من صمم الحقائب الجلدية ذات الجلود الفاخرة وحسب، بل هي أيضاً صانعة ساعات من الطراز الأول، وفي أرشيفها الكثير من الابتكارات التي تجتذب هواة الساعات الفريدة والمبتكرة.

لتسليط الضوء على الحرفية العالية التي تتمتع بها الدار في مجال تصميم وتصنيع الساعات، أقامت الدار حدثاً متميزاً في دبي مول، يأخذ الزوار برحلة إلى عالم صناعة الساعات ويكشف لهم أبرز المراحل التاريخية التي مرّت بها هذه الصناعة، كما يمنحهم نظرة عن كثب على الخبرات والحرفية التي تتمتع بها الدار في تصميم وتقديم أجمل القطع وأكثرها ابتكاراً.

في هذه المقابلة، يروي فيليب ديلوتال، المدير الإبداعي لقسم الساعات لدى هيرميس، لموقع رائد المزيد من التفاصيل عن صناعة الساعات لدى هيرميس والمراحل التي مرّت بها، وصولاً إلى الزمن الحاضر.

ما الذي يجعل الحرفية لدى دار هيرميس فريدة من نوعها؟ نحن نعلم بأنها دار مشهورة في تقديم التصاميم الجلدية الراقية وقطع الموضة الجميلة، وفي الوقت نفسه تتمتعون بحرفية كبيرة في مجال تصميم الساعات، وهو أمر ربما لا يعرف عنه جميع الناس.

لا يمكن أن ننسى بأن هيرميس بدأت بتصميم الساعات منذ العام 1928، في تلك المرحلة لم نكن نصنّع الساعات بأنفسنا، بل كنا نشتري القطع المختلفة ومن ثمّ نجمعها معاً لابتكار ساعاتنا الخاصة، وقد استمرّ الأمر على هذا النحو حتى العام 2006 عندما بدأنا نهتمّ بالحركات وقد أدخلنا مصنعاً يُدعى Vaucher Manufacture يختص بتصميم الحركات، ومنذ ذلك الوقت نحن نبتكر الحركات بأنفسنا. بعد ذلك ضممنا شركة تصنع علب الساعات وأخرى تصنع الميناء، وجمعنا بالتالي مختلف الأقسام معاً، واليوم تُعد هيرميس العلامة الوحيدة التي تصنع أحزمة وأساور الساعات بنفسها، وهذا ساعدنا على التمتع بالكثير من الخبرات والمهارة، كما ساعدنا على أن نوسّع هويتنا من علامة موضة إلى علامة بمصاف الدور الكبيرة المختصة بتقديم الساعات الراقية. فجامعو الساعات الذين يبتاعون ساعاتنا، هم أيضاً جامعو الساعات المهتمين بشراء ساعات باتيك فيليب على سبيل المثال.

أخبرنا كيف تتم عملية اختيار ساعات الفينتاج من إرث الدار، لإعادة تصميمها وتقديمها بأسلوب معاصر جديد؟

نحن لا نعيد استنساخ الساعات القديمة وتقديمها بستايل عصري، وإنما نستند إلى بعض التفاصيل المتميزة في ساعاتنا القديمة، ونستعين بها لتصميم ساعات جديدة تحمل روحية إرث العلامة. على الساعة الجديدة أن تحمل ستايلاً يشبه الزمن المعاصر من دون أن تتخلى عن العناصر التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من هوية هيرميس.

ما هو الابتكار الأخير الذي يجعلكم تشعرون بالكثير من الفخر بأنكم نفذتموه باعتباركم صانعي ساعات؟

الساعة الأولى من هذا القبيل تعود إلى العام 2011 وهي ساعة Le Temps Suspendu، فقط الساعة الأصيلة التي وضعت هيرميس في مصاف بقية دور تصنيع الساعات. فالابتكارات الأيقونية عادةً ما تجمع بين الجرأة والمخاطرة، وهذه الساعة هي التي أتاحت لنا أن نخطو خطواتنا الأولى في مجال صناعة الساعات التقليدية.

لقد قمتم بخطوة ذكية عندما تعاونتم مع ساعات أبل. لطالما كان هنالك خوف من أن تؤدي الساعات الذكية إلى تراجع سوق الساعات الراقية التقليدية. كيف تقيّمون تجربتكم مع ساعات أبل؟

ليس لديّ أي قلق حيال هذا الأمر، لأن الساعات التقليدية والساعات الذكية تنتمي إلى عالمين مختلفين تماماً. فالساعات التقليدية هي أشبه بقطعة مجوهرات، وقيمتها لا تذوي مع الزمن. الساعة التقليدية تحمل أيضاً قيمة معنوية كبيرة جداً، وهي تنطوي على الكثير من الخبرات والحرفية في تصميم وتنفيذ الحركات والتعقيدات. من ناحية ثانية، أرى أن الجمع ما بين هذين العالمين يؤدي إلى نتيجة جيدة جداً، رغم أن لكل منهما زبائنه وناسه.

مفهوم الترف تغيّر اليوم، فقد بات يميل أكثر إلى الراحة والتقليل من حب الظهور. كيف تعتقدون أن هذا سيؤثر على الابتكارات المقبلة التي ستقدمها هيرميس؟

صحيح أن مفهوم الترف تغير، كما أن الجائحة غيّرت كثيراً من عادات الناس الشرائية ومن أولوياتها، وهناك توجه كبير نحو اعتماد مفهوم الترف المسؤول بيئياً واجتماعياً. فغالبية دور تصميم الساعات تبحث اليوم عن طرق جديدة لاعتماد المقاربة البيئة والأخلاقية، وتبنّي هوية جديدة تتيح لها الخروج من الأنماط التي ظهرت في الثمانينيات، وتجلّت في الإفراط في استعمال المصادر والمواد. اليوم عالم الترف يسعى إلى أن يكون أكثر موضوعيةً مع الحفاظ على الخبرات والجودة. من المؤكد أن هذا التوجه سيأخذ بعض الوقت حتى يُطبّق بشكل كامل، فهو يحتاج إلى المزيد من التدريب والتعليم، ومع هذا هنالك توجّه جدّي من قبل العلامات المرموقة نحو التفكير بمستقبل الكوكب وضمان مصادر الحياة فيه.