
أثارت حادثة موت أسطورة السلة الأمريكي كوبي براينت وابنته في تحطم مروحية، ذكريات حوادث تحطم طائرات راح ضحيتها نجوم وفرق على مدى سنوات التاريخ الرياضي العالمي.
ومن بين الحوادث التي وقعت في التاريخ وراح ضحيتها رياضيون حادثة تحطم طائرة كانت تقل فريق تورينو الإيطالي، في منطقة جبلية بالقرب من مدينة تورينو في مايو عام 1949، وراح ضحيتها 31 شخصًا أغلبهم من لاعبي فريق الكرة، ليعاني الفريق لسنوات طويلة في إعادة البناء، إذ كان وقتها مهيمنًا على كرة القدم الإيطالية، وتوج بطلاً للدوري الإيطالي 5 مرات متتالية.
وفي عام 1958 تحطمت طائرة كانت تقل لاعبي فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي أثناء الإقلاع من مطار ميونخ بألمانيا، وكان الفريق عائدًا من العاصمة اليوغوسلافية بلغراد، بعد مواجهة نادي ريد ستار، وتسببت وقتها الثلوج الكثيفة، في فشل قائد الطائرة في الإقلاع بها أكثر من مرة، قبل أن يصطدم بجدار المطار، ثم بمنزلين، مما أدى إلى اشتعال النيران بالطائرة، وقتل في الحادث 8 لاعبين من فريق نادي مانشستر يونايتد.
وشهد عام 1961 حادثة أخرى قُتل بها 18 لاعبًا يمثلون المنتخب الأمريكي للتزلج على الجليد، إلى جانب 55 شخصًا آخرين، عندما تحطمت طائرة كانت تحاول الهبوط في مطار بروكسل، وكان المنتخب في طريقه إلى براغ للمشاركة في بطولة العالم، والتي ألغيت بسبب تلك الحادثة.
وفي 13 أكتوبر عام 1972 اختفت طائرة تحمل فريق أوروغوياني للرجبي، وهي في طريقها من العاصمة مونتيفيديو إلى سانتياغو في تشيلي، وبعد شهرين وجدت القوات الجوية التشيلية، 14 ناجيًا من الحادث، بعدما مشى اثنان من الناجين لمدة 10 أيام، وبعد أن قام الناجون بأكل أجساد الموتى، في طقس شديد البرودة، قبل أن يعثر عليهما بعض الرعاة بالصدفة عند سفوح جبال الأنديز، وتم تحويل قصة تلك الحادثة إلى فيلم بعنوان "على قيد الحياة".
ولم تتوقف الحوادث عند هذه الحادثة المروعة ففي عام 1979 راح 17 لاعبًا من فريق نادي باختاكور طشقند الأوزبكي لكرة القدم ضحية حادث طائرة فوق أوكرانيا، نتيجة تصادم طائرتين، وقتل فيه جميع ركاب الطائرتين، والبالغ عددهم 178 راكبًا، وتبرعت وقتها فرقًا من الاتحاد السوفيتي، بلاعبين لباختاكور طشقند، حتى يستطيع إكمال الموسم.
وفي الثمانينيات تحطمت طائرة فريق ألينانز ليما البيروفي في البحر عام 1987، وقبل دقائق من الهبوط، وقُتل جميع لاعبي الفريق ضمن 43 راكبًا كانوا على متن الطائرة، ونجا من الحادث قائد الطائرة فقط.
كما قُتل 18 لاعبًا من المنتخب الزامبي لكرة القدم، عندما تحطمت الطائرة التي كانت تقلهم بالقرب من الغابون في 28 أبريل 1993، وأثناء سفرهم إلى السنغال لخوض مباراة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1994.
وشهدت الألفية الجديدة عدة حوادث تحطم طائرات من بينها حادثة تحطم طائرة كانت تقل أفراد فريق لوكوموتتيف ياروسلافل الروسي لهوكي الجليد في سبتمبر 2011، إلى بيلاروسيا لخوض أول مباراة في الموسم، وتسببت الحادثة في قتلهم جميعًا، وتساقط بعض من حطام الطائرة والجثث في نهر تونوشنا، وراح ضحية الحادث نحو 36 لاعبًا ومسؤولاً، و7 أفراد من طاقم الطائرة، ولحق بهم بعد أيام قليلة، اللاعب الوحيد الذي نجا من الحادث، متأثرًا بجراحه في إحدى المستشفيات.
وفي نوفمبر عام 2016 تحطمت طائرة كانت تقل فريق كرة القدم البرازيلي شابيكوينسي، قرب مدينة مديين في كولومبيا، مما أسفر عن مقتل معظم ركابها البالغ عددهم 81 شخصًا، وكان الفريق في طريقه لخوض مباراة الذهاب للدور النهائي لبطولة كأس أمريكا الجنوبية.
كما شهد شهر أكتوبر عام 2018 حادثة مروعة حين قتل فيتشاي سريفادهانابرابا مالك نادي ليستر سيتي الإنجليزي، ضمن 5 أشخاص لقوا حتفهم في حادث تحطم طائرة هليكوبتر خارج استاد كينج باور، بعد مباراة الفريق أمام وست هام يونايتد، ووقع الحادث أثناء إقلاع الطائرة الهليكوبتر من منتصف أرضية ملعب ليستر، وعلى بعد حوالي 200 متر من الملعب، انفجرت الطائرة في السماء، وهبطت متفحمة، مع وفاة الطيار والراكبين.
وفي 21 يناير 2019 لقي الأرجنتيني إيمليانو سالا مهاجم نانت الفرنسي، حتفه إلى جانب قائد الطائرة، والتي سقطت بهما في القنال الإنجليزي، أثناء توجهه من فرنسا إلى ويلز، وكشفت التحقيقات بعدها، تعرض الراكبين لمستوى عالِ من غاز أول أكسيد الكربون.