جلس الألماني يوب هاينكيس34 عاماً على مقعد القيادة قبل أن يعلّق نشاطه،وهو القرار الذي اتخذه في سن الـ68 بعد ثلاثية بايرن ميونيخ التاريخية، لكنه لم يجزم تقاعده، علماًبأن إيحاءات تفضيله الخلود الى الراحة ولو مؤقتاً ظهرت واضحة من خلال قرار مساعده الأمين بيتر هيرمان الانتقال الى شالكه، بينما عزا مطلعون خياره الى تأثره برأي زوجته ومستشارته ايريس.
ترك هاينكيس، الذي انتهى عقده مع النادي البافاري في نهاية حزيران (يونيو)، الباب مفتوحاً حول مستقبله في مجال التدريب، معلناً عن توجهه "لقضاء إجازة لتقويم الأمور"، مشيراً الى أنه لا يحب كلمة "نهائياً"على الرغم من وجود "حياة بعد الحياة الاحترافية".
تطرّق مراقبون الى ردة فعل هاينكيس غير المعلنة إزاء إعلان إدارة بايرن في مطلع هذه السنة التعاقد مع مدرب برشلونة السابق الإسباني جوسيب غوارديولا، فاعتبروا أن كرامة "مستر يوب" جُرحت باعتبار أنه لم يُستشر في شأن اختيار المدرّب الجديد.
من جهته، ظلل هاينكيس خطواته بعد انتهاء عقده مع بايرن بالغموض، إذ لطالما ردّد قبل أشهر أنه يعلم جيداً كيف سيكون مستقبله، وأتبع هذه التصريحات بأخرى مفادها أنه "لم يتقرّر شيء بعد، وكل الأمور ممكنة".
هاينكيس الذي بات رابع مدرّب يقود فريقين مختلفين الى لقب المسابقة القارية، يعتبره بعضهم وجهاًأسطورياً في عالم كرة القدم، فاللاعب السابق الذي اعتزل باكراً بسبب التهاب ضرب مفاصل ركبته اليمنى وخضوعه لأربع جراحات في القدم، يبدو جَداً لعدد كبير من لاعبي بايرن وحتى لغوارديولا الذي يخلفه في 26 الجاري.
يطلق على هاينكيس في ألمانيا لقب "أوسرام" وهي ماركة لمبات متينة، وذلك لأنه يتحمّل ضغطاً كبيراً على طريقة نظيره الأسكتلندي ألكيس فيرغسون، مدرّب مانشستر يونايتد الذي أعلن اعتزاله أخيراً.
من هو يوب هاينكيس
يصنّف هاينكيس بين أفضل المدربين في العالم، هو ابن حداد أنجب 10 أولاد وكان التاسع بينهم، عرف لاعباً مهاجماً في مونشغلادباخ (1963-1967 و1970-1978) وهانوفر (1967-1970). توّج مرتين هدّافاً للبوندسليغا، وهو ثالث أفضل هدّافي الدوري بـ220 هدفاً في 369 مباراة. احرز بطولة الدوري 4 مرات، وكأس الاتحاد الاوروبي (1975). وخاض 39 مباراة دولية سجّل فيها 14 هدفاً. وحصد مع "المانشافت" بطولة اوروبا عام 1972 وكأس العالم عام 1974.
وُلد هاينكيس وترعرع في الأحياء الشعبية لمونشغلادباخ على بعد 7 كيلومترات من ستاد بوكلبرغ، وعاش الفترة الذهبية لقوة ضاربة حصدت اللقب 4 مرات (بين 1971 و1977) بفضل نزعتها الهجومية. لكن من سوء طالعه أنه كان معاصراًللاعب بايرن غيرد مولر.
مسيرة هاينكيس التدريبية التي بدأها في سن الـ34، عرفت مداً وجزراً، فقد حصد لريال مدريد لقب دوري أبطال أوروبا بعدما غاب النادي الاسباني عن منصات التتويج 32 عاماً، وفجأة استُغني عن خدماته للنتائج المتواضعة في الـ"ليغا" (المركز الرابع)، علماًبأن السبب الاساسي علاقته السيئة مع مجلس الادارة.
قبلها أهّل هاينكيس الذي يتقن الاسبانية، اتلتيكو مدريد (1994) وتينيريفي (1996) لمسابقة كأس الاتحاد الاوروبي.
عموماً لم يُهضم هاينكيس كثيراً في البوندسليغا، ووُصف أحياناً بأنه مدرّب قديم العهدوانتُقد أسلوبه الممل. وعندما استغنى شالكه عن خدماته عام 2004، قال مدير الفريق رودي أساور إن "يوب ينتمي الى المدرسة القديمة ونحن في عام 2004". وكان رد هاينكيس مختصراً "لا بديل من الانضباط والالتزام لأنهما أقصر الطرق إلى النجاح".
غير أن تلك الانتقادات أو وجهات نظر، تبقى أقل وطأة من تصادمه مع نجوم إينتراخت فرانكفورت جاي جاي أوكوشا وأنطوني يبواه وماوريسيو غودينو خلال قيادته الفريق (1994-1995). وعام 2007، لم تصمد عودته إلى مونشغلادباخ إلا 8 أشهر، إذ خاض الفريق 14 مباراة من دون أن يحقق أيّ فوز.
يومها فضل الابتعاد لدواعٍ صحية، علماًبأن مقربين كشفوا أنه تعرّض لتهديدات بالقتل.
بعدها، بدأت تتحضر فصول حلقتين من قصته المشوّقة مع بايرن ميونيخ، معطوفتين على الحلقة الاولى (1987-1991) التي شهدت التتويج مرتين بلقب الدوري (1989 و1990).
فقد درّب هاينكيس بايرن من 27 نيسان (ابريل) 2009 حتى نهاية الموسم بعد إقالة يورغن كلينسمان. ثم كانت المرة الثالثة بدءاً من آذار (مارس) 2011.
يذكر هاينكيس أن أولي هونيس رئيس لجنة الإشراف في النادي اتصل به هاتفياً عام 2009، ووافق على العرض في غضون 5 دقائق، ويضيف: "قبلت المهمة من منطلق الصداقة التي تربطني به ولعبت دور الإطفائي،أنا شقيق أولي الذي لم تلده أمه".
يمكنك قراءة المزيد
فيليكس باومغارتنر يكسر الرقم القياسي بأعلى قفزة بشرية عن سطح الأرض
تعرّف إلى الرياضيّات العربيّات الأكثر جرأة وإثارة!
رياضيّون لم يمنعهم مرض السّرطان من الظّفر بالبطولات
من هم أغنى 11 رياضياً في العالم؟
قائمة اعلى 10 رياضيين دخلاً في العالم لهذا العام