حقّق الفيديو الالكتروني منذ عشر سنوات قفزة استثنائية بعدما كان حكراً على المحترفين ضمن مساحة مغلقة ومحدودة.
في السّابق، كانت الاتصالات بطيئة وعرض النطاق التردّدي محدوداً، وتجهيزات الفيديو باهظة وكبيرة، لكن تقدُّم الإنترنت الديناميكي ساعد على نشر فكرة أن الفيديو الإلكتروني – يصوّره ويحمِّله ويشاهده عبر الشبكة ملايين الناس حول العالم - ممكن خصوصاً أنه هامّ من العديد من النواحي.
فجأة، خلق الفيديو الإلكتروني طبقات لامتناهية من المحتوى، فكان التقسيم الناتج هائلاً. كل دقيقة، يتم تحميل أكثر من 35 ساعة من المحتوى على يوتيوب، في وقت تستضيف وتطوّر مواقع كثيرة أخرى أشرطة مصوّرة إلكترونية. لذلك يعدّ تقسيماً مفرطاً بطرق عدة، ومجرد استمرار لتوجّه شهدناه في مجال الفيديو على مدى عقدين من الزمن.
وبحسب "إي ماركيتير"، يضمِّن قرابة ثلاثة أرباع الباعة في الولايات المتحدة مواقعهم محتويات مصوّرة، بزيادة فاقت العام المنصرم نسبة 55 %. لذلك، الفيديو الالكتروني هو استمرار لقصّة التقسيم المصوّر التي تفجّرت في منتصف التسعينيات، بعد تقسيم التلفاز من بضع شبكات إلى مئات الشبكات، وانبثقت أنواع جديدة من المحتوى.
من ناحية أخرى، يمكن المعلنين خلق محتوى يعجب المستخدمين؛ لقد غيَّر التقسيم والفيديو الإلكتروني العديد من المفاهيم بالنسبة لصانعي المحتوى، كما غيَّر كلّ ما يتعلّق بالإعلان. وعلى مدى سنوات حاول المسوقون بناء إعلانات وأجبروا المشاهدين على مشاهدتها عبر ربطها بالمحتوى. لكن المشاهدين فضَّلوا مشاهدة هذه الإعلانات العظيمة على مشاهدة المحتوى.
تفجّرت صناعة الفيديو من خلال تحوُّلات عدّة وهي على وشك المضي نحو انفجارها الأكبر. ونعتقد بأن هذا سيكون عظيماً بالنسبة للصناعة والمشاهد على حدّ سواء.
سيولّد التقسيم فرصاً جديدة لمنتجي المحتوى وستسمح التفاعلية لكبار المعلنين بالتنافس على لفت الانتباه من خلاله. وفي النهاية سيقود اتحاد مصادر الفيديو إلى تجربة أفضل للمشاهدين، وهذا هو المستقبل الذي نسعى لتحقيقه.
لذلك، بدأ يتكشّف شكل مستقبل الفيديو الإلكتروني حيث سنرى مزيداً من:
• تطوير فعالية الفيديو الإلكتروني: سيتمكّن الباعة الإلكترونيون من امتلاك توجّه دقيق لقياس فعاليّة هذا الفيديو.
• الفيديو الإلكتروني أداة شخصيّة: عبر الفيديو الإلكتروني، يعمل الباعة على جعل تجربة الموقع الإلكتروني تحاكي تجربة التسوّق، حيث سيتكيّف المحتوى مع احتياجات الزائر، وسيتوفّر محتوى أكثر تخصّصاً وتنوّعاً.
• عهد الفيديو النقال: تمكِّن قدرات منصات الفيديو المتعدّدة الشركات الإلكترونية من الوصول إلى الزائرين أينما كانوا، داعمة قوائم الفيديو الراسخة للمستهلكين الذين قد يستخدمونها عبر أجهزة نقّالة تعزّز المقارنة بين الأسعار عند تصفّحهم متاجر ماديّة.
• إعلان الفيديو الإلكتروني: إعلانات الفيديو أكثر فعاليّة بستة أضعاف من الإعلانات الأخرى في ما يتعلّق برفع العلامة التجاريّة، وفقاً لدراسة حديثة أجرتها "بيت تي في".
في غضون عشر سنوات، نعتقد بأن بث الفيديو الإلكتروني سيغدو أكثر عالميّة وستواصل أدوات تسجيل الفيديو تطوّرها لتصبح أصغر وميسورة التكلفة، كما ستكون أجهزة الإعلام الشخصية عالمية ومترابطة.
إضافة إلى ذلك، سيحظى كثير من الناس بفرصة تسجيل ومشاركة مزيد من الأشرطة المصوّرة مع مجموعة صغيرة من الأصدقاء في شتى أنحاء العالم.
خلال العقد المقبل، سيغدو الناس في مركز تجربتهم المصوّرة والإعلاميّة وسيتحوّل مزيد من المستهليكن إلى مبدعين. أمّا نحن، فلن نتوانى عن مساعدة الناس ومنحهم خيارات لا حصر لها من المعلومات، خصوصاً أن العالم سيصبح مكاناً أصغر.