بدأ العد التنازلي لانطلاق الحدث الأبرز والأضخم في المنطقة "إكسبو 2020 دبي"، بحيث يترقب الجميع كافة تفاصيله التي تكشف مع مرور الوقت عن روعة في التنظيم والتصميم والأداء.
أكثر من 190 دولة ستشارك في الحدث المنتظر والعديد من المستثمرين يسعون إلى تحقيق انطلاقة جديدة لأعمالهم من إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ما يطرح سؤالاً بديهيا، وهو مدى استعداد السوق المحلي لاستقبال هذا الكم الهائل من الفرص الاستثمارية الجديدة وما هو مستقبل الوضع الاقتصادي في البلاد، أسئلة يجيب عنها حصرياً خبير الأعمال والعلاقات العامة صادق الأسعد، المدير التنفيذي لشركة "زيدر غروب" الرائدة في مجال الموارد البشرية والمشورات الإدارية.
1- ما هو الوضع الاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة قُبيل عام من انطلاق ’إكسبو 2020‘؟
بالتزامن مع اقتراب موعد انطلاق معرض ’إكسبو 2020‘، يُمكننا أن نلاحظ اكتساب اقتصاد الدولة المتين أصلاً مزيداً من القوة. يتسم رواد الأعمال وأصحاب المشاريع التجارية والشركات على حدّ سواء بالحماسة حيال الآفاق التي ستفتحها هذه الفعالية، وبالتالي بدأوا بتكييف نماذج الأعمال لديهم بناءً على ذلك. يكمن أهم عناصر الإعداد لفعالية ’إكسبو 2020‘ في الاتسام بقدر أكبر من المرونة وشق طرق جديدة لتحقيق النمو. وتتمثل إحدى هذه الطرق في الاستثمار بالموارد البشرية. فمن الأهمية بمكان الوصول إلى الجاهزية الكاملة من حيث رأس المال البشري لمجاراة الانتعاشة التي سيحققها ’إكسبو 2020‘ والنمو المتوقع الذي سيليه. ولاحظنا أنّ المزيد من الشركات باتت تستثمر في موظفيها من خلال تقديم الاستشارات والتدريب، فضلاً عن تعيين المرشحين الملائمين للوظائف.
2- يستقطب ’إكسبو 2020‘ الكثير من المستثمرين، فهل السوق المحلية جاهزة لتوفير كافة الخبرات المطلوبة في هذا الصدد، كالعاملين على سبيل المثال؟
نعم، أعتقد بأنّنا اقتربنا من تحقيق هذه الغاية. إذ بدأ القائمون على ’إكسبو 2020‘ بالفعل في دعوة الشركات وتحفيزها للاستعداد للفعالية. حيث يتم إرسال طلبات تقديم العروض على نحو منتظم، وجرى بالفعل إعداد قوائم مرشحة بأسماء بعض الشركات. ولطالما كانت الإمارات العربية المتحدة مركزاً استثمارياً جذاباً، ويعود ذلك لجاذبيتها العالمية ونظرتها المستقبلية المبتكرة ومجتمع الأعمال الحيوي الذي تحتضنه. وقد نجحت هذه العوامل مجتمعة في استقطاب مجموعة كبيرة من العمال المهرة. أمّا الآن، وبالتزامن مع قرب انعقاد المعرض والزيادة المطردة التي تشهدها أعداد الوظائف كلّ يوم، سنحافظ على قدرتنا على استقطاب القوى العاملة الماهرة والحفاظ عليها. ولهذا تستعد السوق المحلية بكلّ طاقتها لتوفير كل الاحتياجات التي تتطلبها فعالية ’إكسبو 2020‘. وأعتقد أنّنا سنكون في كامل جاهزيتنا خلال العام الجاري.
3- هل سيتواصل النمو الاقتصادي في الفترة التي تعقب انعقاد المعرض؟
نعم، تدل كافة المؤشرات على أنّ الفترة اللاحقة لانعقاد المعرض ستشهد قدراً إيجابياً ومستداماً من النمو. ومن الناحية التاريخية، لطالما تركت فعالية ’إكسبو‘ آثاراً إيجابية على الدول المستضيفة لها. فلنأخذ ميلان على سبيل المثال. ففي الفترة اللاحقة لفعالية ’إكسبو‘، تمتعت إيطاليا بمزايا اقتصادية إيجابية امتدت لحوالي عامين. وفي حالة ’إكسبو 2020‘، يعمل المسؤولون مع مجموعة من أبرز الشركات وقادة الفكر المبتكرين في العالم، لاستقطاب الجمهور ولفت الانتباه في جميع أنحاء العالم. ستكون المزايا طويلة الأمد للفعالية من نصيب قطاعات رئيسية مثل السياحة وتجارة التجزئة والضيافة والتكنولوجيا والعقارات والتمويل والرعاية الصحية وغيرها الكثير.
4- كيف تُسهم المشاريع التجارية الصغيرة في اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة؟
تُعتبر الشركات الصغيرة المحلية واحدة من الأسس التي قامت عليها دبي، وقد حققت بعض هذه الشركات مستويات مذهلة من النجاح. ولا شكّ لدينا بأنّ المشاريع الصغيرة والمتوسطة هي الركائز الأساسية التي يقوم عليها اقتصادنا. إذ يُعتبر مستوى الابتكار الذي تحققه هذه الشركات واحداً من السمات المميزة لثقافة الأعمال في دولة الإمارات.
وفي الواقع، نجح كلٌّ من المقيمين والمواطنين على حد سواء في بناء تكتّلات أعمال هائلة مع مرور الوقت، برغم انطلاقهم كمشاريع صغيرة في بادئ الأمر.وإنّ أكثر ما يُثير إعجابي في القائمين على فعالية ’إكسبو‘ هو تشجيعهم المستمر للشركات الصغيرة للمساهمة في الفعالية، وعدم اقتصار تركيزهم على الشركات العملاقة فحسب. وينبع ذلك من إدراكهم بأنّ أصحاب الشركات الصغيرة هم من يُحدثون الفارق في نهاية المطاف، نظراً للقيمة الكبيرة التي تعنيها شركاتهم بالنسبة لهم.
5- باتت جهودكم التي تبذلونها لتشجيع رواد الأعمال على تطوير أعمالهم الخاصة معروفة لدى الجميع، ولكن كيف ولماذا تقومون بهذا؟
نؤمن في ’أو إس إم‘ بأن رواد الأعمال والشركات التي يملكونها هُما وجهان لعملة واحدة، وبالتالي فإنّ نجاح أحدهما هو نجاح الآخر. وبتعبير آخر فإنّ الشركة هي انعكاس لمالكها. ولهذا نسعى لمساعدة أصحاب الشركات على إدراك هذه المسألة. ومن ثم نعمل على توظيف إمكاناتهم الحقيقية، إلى جانب الحفاظ على الأهداف الأساسية لشركاتهم.ما السبب الذي يدفعنا للقيام بهذا؟ يميل أصحاب الشركات عادة، وبينما ينكبّون على أداء أنشطتهم اليومية، إلى إغفال الأهداف الأولية للشركة ويغرقون في تفاصيل الأعمال التنفيذية. ويكونون بحاجة للعودة للاهتمام بالمستويات الاستراتيجية الأعلى وترك موظفيهم ليهتموا ببقية التفاصيل.كيف نقوم بذلك؟ نحرص على تمكين رواد الأعمال، وذلك من خلال تزويدهم بالأدوات العلمية المثبتة تجريبياً والتي أظهرت نتائج مؤكدة النجاح. نعمد في بداية الأمر إلى الاستماع إلى المشاكل المحددة التي يواجهها أصحاب الشركات ومن ثم نزودهم بخطة معدة لهم خصيصاً لكي تضعهم على مسار النمو، بالنسبة للموظفين والشركة على حد سواء.