مع الارتفاع المستمر لسعر الذهب والذي وصل إلى 2500 دولار أمريكي للأونصة، إن السؤال الأبرز هو إن كان هذا هو الوقت المناسب للاستثمار بالذهب أم أنه من المفضل الانتظار قليلاً. للإجابة على هذا السؤال توجهنا إلى الخبير المالي والاقتصادي الدكتور عماد عكوش الذي أوضح لنا كل جوانب مسألة الاستمثار بالذهب في الوقت الراهن وما إن كان من الأفضل الاستمثار بالعقود المؤجلة أو الذهب كمعدن. باختصار، الاستثمار بالذهب هو دائماً مسألة رابحة؛ لأن أسعار الذهب في ارتفاع دائم من عام إلى عام، المهم هو اختيار الوقت المناسب لشرائه.
ما هي العوامل التي تلعب دوراً في ارتفاع أسعار الذهب؟
بشكل عام، عند الحديث عن الذهب، فهو سلعة كأي سلعة أخرى يتم تداولها بالبورصة والأسواق التجارية. القاعدة الأساسية التي تحدد سعر هذه السلعة هي قانون العرض والطلب.
اليوم، عندما يكون هناك طلب كبير على سلعة من السلع ستشهد بطبيعة الحال ارتفاعاً في سعرها وهذا ما نشهده في ما يتعلق بالذهب منذ العام 2023.
هناك أمور أخرى تدخل في عملية تعزيز سعر الذهب، أبرزها معدلات الفائدة التي يطرحها المصرف المركزي الأمريكي، فكلما انخفضت الفائدة كلما زاد التداول بالذهب من قبل المستثمرين، لاسيما وأن الذهب من الاستثمارات الآمنة، ما يعني أن المسثمر سيحصل على مردود على رأس المال، أي ربح على رأس المال الذي اشترى فيه الذهب.
من بين الأمور التي تؤثر على سعر الذهب ايضاً هو الاستهلاك العالمي للذهب. معدل استهلاك الذهب مرتفع ففي العام 2023 بلغ الاستهلاك العالمي 4500 طن بينما بلغ الانتاج العالمي 1800 طن لا أكثر. هذا الفرق الكبير أدى إلى ارتفاع سعر الذهب.
من أبرز العوامل التي تثر على سعر الذهب أيضاً هي الأحداث الجيوسياسية، من أحداث أمنية وسياسية. إلى جانب التضخم والركود الاقتصادي.
هل العام 2024 هو الوقت المناسب للاستثمار بالذهب؟
اليوم علينا التمييز بين السعر الحقيقي للذهب والسعر المقدر للذهب فعند الاستمثار بالذهب أو شراء الذهب فنحن نشتريه بصورتين إما العقود المؤجلة أو شراء الأونصات مباشرة من الأسواق التجارية
اليوم الباب مفتوح أمامنا لشراء الذهب بصفة عقود مؤجلة بالكميات التي نريدها هذا يكبر حجم الشراء فمن خلالمن خلال العقود المؤجلة بألف دولار بإمكانك على سبيل المثال شراء 100 أونصة ولكن فعلياً وعلى أرض الواقع في الأسواق هذه 1000 لا يمكنك من خلالها شراء أونص واحدة لأن الأونصة 2510
حجم الشراء الذي تم على منصات التداول كان كبير جداً ما أدى إلى ارتفاعه وهذا الأمر دفع الكثير من المستثمرين وحاملي العقود المؤجلة إلى بيع الذهب وبالتالي أدى هذا الأمر إلى "تصحيح" سعر الذهب وليس إلى انخفاضه فالذهب سيعاود الارتفاع، وهذا ما شهدناه عبر السنوات. أي يتم تصحيح السعر ويستقر على سعر منخفض ليعود ويرتفع. سعر الذهب علىالمدى الطويل دائماً في حالة ارتفاع. لهذا ننصح من لديه مبلغ من المال وهو ليس بحاجة إليه إلى شراء الذهب من الأسواق عندما يتعرض ثمنه للتصحيح. عليه استغلال هذه الفرصة لأن الهب إلى مزيد من الارتفاع.
أيهما أفضل الاستثمار بالعقود المؤحلة أو الذهب كمعدن؟
المسألة تختلف باختلاف الأشخاص وتفضيلاتهم، ولكن إذا لم يكن لدى الشخص العلم الكافي والمعرفة الكافية للتداول عبر المنصات قد يخسر الكثير؛ كونه يستند في قراراته إلى تكهنات وليس إلى علم حقيقي. اليوم من يرغب بشراء الذهب على شكل عقود مؤجلة عليه أن يتابع الأخبار والمؤشرات الاقتصادية العالمية بشكل مستمر، ولاسيما التي تصدر عن الولايات المتحدة والصين والاتحاد اللأوروبي لمعرفة إلى أين تتجه الأسواق. ليس هذا وحسب بل عليه أيضاً متابعة قرارات المصارف العالمية؛ لأنها تؤثر بشكل كبير على أسعار الأسهم وأسعار المعادن. كما أن عليه متباعة العقوبات العالمية التي تُفرض على بعض الدول، وهذا لضمان أن الدولة التي اشترى فيها أسهماً معينة لم يفرض عليها أي نوع من العقوبات، فهذه العقوبات ستؤثر على سعر الأسهم سلباً. وفي ما يتعلق بالعقود المؤجلة أيضاً، على المتداول ألا ينسى أن عليه أن يبقى Active أي أن يبيع ويشتري العقود المؤجلة بشكل مستمر لأن لها تاريخ صلاحية، فإذا انتهى هذا التاريخ قد يخسر المتداول كثيراً.
بالنسبة إلي، شراء الذهب كمعدن أفضل من شرائه على شكل عقود مؤجلة؛ لأن خوض هذا المجال يحتاج إلى كثير من المعرفة والإلمام بالوضع الاقتصادي والسياسي والدقة وإلى المتابعة الدائمة.
ما هي ايجابيات التدوال والاستثمار بالذهب وما هي السلبيات؟
الايجابية الاساسية هي أن سعر الذهب في ارتفاع مستمر وهو يحقق للمستثمرين عائداً جيداً. إن قارنا سعر الذهب في نهاية العام 2023 وبسعره اليوم نجد أن نسبة الارتفاع في السعر وصلت إلى 30% وهذا يتكرر كل عام تقريباً.
لا يوجد سلبيات أبداً للاستثمار في الذهب، سواء كمعدن أو عقود مؤجلة، ولكن هنا علينا التشديد على نقطة مهمة وهي أن الاستثمار بالذهب المشغول أو ذهب الزينة يترتب عليه خسائر كبيرة على عكس الاستثمار بأونصات الذهب، التي لا تتخطى نسبة الخسارة فيها 1%.
ماذا عن الاستثمار بالعملات المشفرة؟
هذا يعتمد على المستثمر وإن كان من النوع المخاطر، فالاستمثار بالعملات المشفرة يشكل مخاطرة كبيرة، إذ قد يخسر المستثمر أمواله وكل رأس ماله فجأة.
أنا شخصيا لا أنصح بالاستثمار بالعملات المشفرة؛ لأن فيها مخاطر كبيرة، لاسيما وأن ليس لديها مصرف مركزي ولا أي نوع من الحماية ما يعني أن سعرها قد يصل في أي لحظة إلى الصفر.