إفتتح كمال جمجوم مؤسّسته الخاصة كمال عثمان جمجوم عام 1987، وحصل آنذاك على توكيل معتمد للعديد من العلامات التجاريّة في المملكة العربيّة السعودية. هو صاحب سلسلة متاجر في المملكة، يتحدّث للرائد عن بداياته، هواجس العملة الخليجيّة الموحّدة، معتبراً أنّ السوق الخليجيّة من أقوى الأسواق ذي التكوين الإقتصادي الصلب وهي أيضاً سوق حرّة، فهناك منافسة كبيرة وحيويّة. إليكَ تفاصيل اللقاء.
أخبرنا بدايةً عن إنتشار منتجات وفروع شركة جمجوم من بينها مكياجي ونعومي؟ وهل أنت راضٍ عن الأصداء التي حقّقتها حتى اليوم؟
بدأت بالعمل في عام 1987 ولدي حتى اليوم حوالى 600 متجر في دول مجلس التعاون الخليجي. وخلال السنوات الماضية أطلقنا ماركتيّ نعومي ومكياجي لخدمة العملاء المحلّيين، وقد شملت خدمتنا العام المنصرم حوالى 5 ملايين عميل. نحن سعداء بتطوّرنا، ولكنّنا نعمل جاهداً لإرضاء الزبائن من ناحية المنتجات والخدمة. نحن نعمل اليوم لتوسيع نطاق عملنا وإطلاق ماركات نشعر بأنّها تهمّ وتفيد المنطقة وهذا ما يسهم في إيجاد فرص عمل للأجيال الشابة والناشئة.
بعد خبرتك في P&G، ولو لم تؤسس لشركتك؛ ماذا كنت لتفعل؟
سؤال جيّد. عندما كنت في P&G، كنت أسأل المدير عن المستقبل المهني وما يخبّئه، نصحني بأنّني لو واظبتُ على العمل وثابرت فسوف احصل على مركز أهم. عندما غادرت الشركة بدأت بعملي الخاص مع متجرٍ واحد وعاملين، وكنت أفتقد إلى الحياة المهنية في P&G، سرعان ما وضعت خطّة واضحة، وكانت لدي فكرة في إفتتاح سلسلة متاجر. عندما أنظر اليوم إلى أعوام الخبرة، أجد أن القرارات الصغيرة كانت مصيريّة في بعض المحطات وأعطت حياتي إتجاهاً معيّناً، وأعتقد أنّ الأفكار التي وضعتها والإستثمار والعمل الدؤوب خلال مسيرتي عوامل قادتني إلى ما أنا عليه اليوم.
هل ترى أنّ الشركة اليوم إستطاعت إختراق السوق وإجتياز مرحلة مهمّة في مجال الصناعة والتسويق، وقد باتت المنتجات التي تقدّمونها قادرة على منافسة المنتجات الأخرى؟
كما قلت في السابق، بات لدينا أكثر من 5 ملايين عميل العام المنصرم وأعمالنا تضاعفت بنسبة 25 بالمية. هناك سرّ في المهنة ويكمن من خلال قياس وإستقطاب الـ Organic Costumers، وهذا مؤشر على ما إذا كنّا نستقطب عدداً من العملاء أو لا؛ إذا كان هذا المؤشر سلبيّاً فهذا يعني أنّه لدينا مشاكل، ونحن نعي بأنّ الطريقة الأمثل لإرضاء الزبائن هي توسيع نطاق العمل. فللسوق نموّها الطبيعي والمرتكز على تضاعف عدد الناس وحال الإقتصاد.
ما هي تحديات السوق الخليجي التي تواجه أصحاب الشركات الذين يدخلون حديثاً مجال الأعمال؟
السوق الخليجيّة من أقوى الأسواق ذي التكوين الإقتصادي الصلب وهي أيضاً سوق حرّة، فهناك منافسة كبيرة وحيويّة. في كلّ يوم، نسمع عن إطلاق ماركة جديدة تصل إلى بلادنا وتلوح في الأفق بشاير المنافسة وكسب الزبائن. لدينا جميعاً روح المنافسة وإستقطاب عدد من الزبائن وتقديم أفضل العروض والخدمات، وهذا الموضوع لا يختلف عليه إثنين. السوق الخليجيّة سوق كبيرة وصحّية وهي ساحة تتّسع للجميع.
كم يؤثر عليكم كساد السوق المحلي أو الركود؛ وهل هناك من سياسات تصريف إنتاج إلى دول أخرى؟
نحن نعمل في سوقٍ حرّة، وفي السنوات الخمس الماضية لم نواجه أيّة مشاكل. في فتراتٍ سابقة كانت لدينا إنحدارات إقتصاديّة وهذا أمر يحدث في العديد من الأسواق، فالإقتصاد حلقة مفرغة وهي جزء من عالم المال والأعمال ومن طبيعة الإنسان أيضاً. خلال تلك الأوقات يجب مراقبة التكاليف، إدارة الإستثمارات وخطط تطوير المشاريع. وفي بعض الأحيان نرسل البضائع إلى دول أخرى لتفريغ المستودعات من البضائع القديمة.
لنتحدّث عن حملات الترويج التي تقومون بها ولنأخذ مثالاً على ذلك (نعومي)؛ ماذا عن التعاون مع الفنانات؟ ما الذي تقدّمونه لهنّ وما الذي يُقدّمنه لكنّ؟
تعاوننا مع عدد كبير من نجمات الوطن العربي ونحن فخورين بهذه التعاونات. ماركتنا عربيّة ولديها عدد كبير من العملاء المحلّيين، وهم مرتبطون إرتباطاً وثيقاً بالمشاهير الذين يمكن أن يترجموا أفكارهم وأحلامهم. مكياجي ونعومي تقدّمان منتجات مميّزة تعشقها الزبونات، كما النجمات والمشاهير.
يارا نجمة "نعومي" هذا العام؛ كيف رأيتم المبيعات بعد إنضمامها إلى قافلة نجمات "نعومي"؟
يارا نجمة عربيّة شابّة صاحبة قاعدة جماهيريّة واسعة في الخليج. ونعومي ماركة معروفة في الخليج والدول العربيّة المحيطة، وتقدّم قطع مميّزة من ملابس النوم واللانجري. الماركة كانت قويّة وصلبة البنية خلال الأعوام الماضية وصولاً إلى اليوم، والأسباب تتعدّد، من بينها وجود يارا ونوعيّة البضائع التي نطرحها.
ألا تعتقدون أنّ التبديل في الوجوه الإعلانيّة قد يضرّ بالماركة والشركة؟
عند إختيار وجه إعلاني مشهور لتمثيل أي ماركة، فالشركة تقوم بذلك لأسباب وعوامل عديدة، أبرزها أن يُضيف الأمر إلى الماركة وإلى النجم نفسه. الماركات والشركات تعلن عن شراكتها مع النجوم في الإعلانات لفترات متفاوتة. ومن الأفضل الحصول على تعاونات على مدى قصير الأمد، وهذا يعتمد على خطّة الماركة وحاجات المشاهير.
ما هي الخطة التسويقيّة القادمة للماركتين؟ ومن هنّ النجمات الأخريات اللواتي ستتعاونون معهنّ؟
لا يمكنني البوح عن تفاصيل الخطط التسويقيّة والحملات القادمة والتي سرعان ما تتضح معالمها في الفترة القادمة، وكلّ ما يمكنني أن أقوله أنّنا نحضّر لأمور مثيرة ومفاجآت عديدة.
هل تتوقّع أن تشهد الدول الخليجيّة تراجعاً في نسبة الإقبال على شراء الكماليّات أو الأشياء الفخمة، في ظل الأزمات المالية المتلاحقة في العالم؟
أعتقد أن الدول اليوم متّصلة ببعضها البعض، والخليج يلعب دوراً في تزويد العالم بالطاقة. ونتيجة لذلك فالإقتصاد في الخليج صلب وثابت. ولكن في أوروبا مثلاً، فالدول إستعارت أموالاً طائلة لسدّ العجز والديون، والوضع بدا أسوأ. أعتقد أن الخليج ودول مجلس التعاون الخليجي قويّة وهذا سبب أساسي في نظرة بعض الشركات إلى المنطقة وطرح خططها فيه للتوسع. وقد ضاعفت الحكومات إنفاق الأموال في الإقتصاد ومجالات العمل ما سمح في تطوير المشاريع وإيجاد فرص عمل، والإقتصاد القوي هو الذي يفيد الجميع.
ما هو تأثير توحيد العملة الخليجية على عملكم وعلى الإنتاج والتسويق؟ وهل تؤمن بأنّ اتحاد الدول الخليجية لو اكتملت صورته سوف يحسّن الأوضاع أم تغرق الأسواق بقرارات ومراسيم جماعية لا تصب في مصلحة الدول الفردية؟
أظنّ أنّ موضوع العملة الموحّدة تمّ التداول فيه لسنوات عديدة. لست كفيلاً بإعطاء رأيي في هذا الموضوع ولكن لو نظرنا إلى المشاكل التي يواجهها اليورو اليوم، أنا سعيد بأنّنا لا نملك عملة موحّدة. فمن الأفضل أن ننتظر إلى ما ستؤول إليه الأوضاع ولنقرّر مصير العملة، والتي يجب أن نفهم أهدافها والمصالح التي تجلبها قبل أن نحكم على الموضوع.
نحن نعلم بأنّكم إفتتحتم الفرع الأول لمتجر بين ملابس الرجال من ماركة Mihyar في المملكة العربيّة السعوديّة؛ هل تطمحون في التوسع كما هي الحال مع نعومي ومكياجي؟
أطلقنا مؤخراً ماركة Mihyar في جدّة والأصداء جيّدة وهناك تجاوب في السوق. هدفنا تطوير هذه الماركة لخدمة الرجل السعودي وتلبية حاجاته الموضويّة. عندما نطلق أي ماركة نتشارك والزبون رأيه وردّة فعله ونحاول التحسين فيها حسبما تقتضي مصلحته.
هل تفكرون بسياسة توسّع أكبر؛ وما هي الخطوة القادمة للشركة؟
هدفنا هو الإبقاء على التنمية وتطوير العمل، إلى جانب تأمين فرص عمل للجيل الشاب الذي يطمح في بدء مسيرته المهنية وبناء مستقبله. نودّ تأمين وظائف وعمل لكثيرين في أجواء هادئة، ونحن نطمح ونخطط إلى إفتتاح حوالى 100 متجر ما يؤمن حوالى 400 فرصة عمل.
ما هو الخطأ الذي إقترفته وتحاول تجنّبه اليوم؟
هناك أخطاء كثيرة أقترفها، ولكن أنا أتعلّم من تجربتي. بدأت العمل على متجر للطباعة، لم ينجح فتركتُ هذا العمل وبعت المتجر، وأطلقت مشروع أكسسوارات ولم ينجح، وقد تعلّمت ألا أكرر الأخطاء التي قمت بها. يمكنك أن تتعلّم وتجرّب شرط ألا تؤذي نفسك أو تؤذي العمل ومن حولك. اليوم نحاول تخفيض مخاطر السوق والرهانات التي نتخذها في أسواق عديدة، والزبائن يحبّون ما نقدّمه والعمل يسير بشكل جيّد. والأهم أنّك لو أخطأت إعترف بخطئك وهذا ما يجعلك تتعلّم من تجربتك.
ما هو الدرس أو الأمثولة التي تعلّمتها طوال مسيرتك المهنيّة؟
الدروس عديدة وتكتسبها من الحياة والعمل، وتطبيق هذه الدروس في يوميّاتنا يُصبح تحدّياً. لتنجح يجب عليك العمل جاهداً، ويجب أن تأخذ العمل على محمل الجد، وللنجاح طرق طويلة. إعمل مع اشخاص أكثر خبرة منك وأكثر ذكاءً وإعترف بذلك؛ ولو قمت بذلك فستتعلّم أكثر وسيكون أداؤك المهنيّ أفضل، وستختار مع من تعمل ولصالح من. تعلّم كل يوم شيئاً جديداً، إسأل تجد. إقرأ وثقّف نفسك، وهذا الأمر مفقود في دولنا في ظل هيمنة التلفزيون والإنترنت، ويجب العمل على مواضيع تقرأ عنها. التخطيط أمر بديهيّ وضروريّ في كلّ عمل، وهو ضروريّ على الأمد البعيد، ولا تترك يوميّاتك صفحات فارغة. إحترم الناس، وعامل من يعملون لديكَ بطريقة جيّدة. ساهم في تحفيزهم ومساعدتهم على تحقيق المزيد، وإن لم يستطيعوا علّمهم. حافظ على العلاقة الطيبة بينك وبين العمال.