عبير صقر... اسم أثبت مدى قدرة المرأة العربية على اثبات حضورها عالميا، وان بإمكانها التنسيق بمهارة كبيرة بين بيتها ومسيرتها المهنية. تتساءلون من هي عبير صقر؟ باختصار هي واحدةً من أكثر الاستشاريين ثقة في العالم في إيجاد العلاجات الطبية المبتكرة والمتوفرة في كافة الولايات المتحدة ورائدة من رواد السياحة الطبية. ولنتعرف عليها أكثر أجرينا معها هذا اللقاء العفوي، الذي كشف لنا عن مدى مهنيتها وانسانيتها.
1- حصدت جائزة من "المؤسسة الدولية للمرأة الريادي (IWEC)" كأفضل رائدة أعمال في مجال الرعاية الصحية، ما أصعب المراحل التي قد تواجه المرأة العربية في الغرب في مسيرة تحقيق أهدافها؟
مراحل كثيرة صعبة قد تواجه المرأة العربية في الغرب عموماً، فقد تتراوح أوجه عدم المساواة التي أثرت منذ فترة طويلة على النساء في قطاع الأعمال وريادة الأعمال من الأعراف الثقافية إلى عدم كفاية الدعم المقدم للمشاريع التي تقودها النساء، ونقص في موازين السياسات التي تعالج الفجوة بين الجنسين والتحدي المتمثل في الموازنة بين مسؤوليات الأسرة وعملهن من بين أمور أخرى، إلا أن الإرادة الصلبة تكفي لتحقيق الأهداف المنشودة.
2- ما هي النصائح التي تقدمينها للنساء العربيات اللواتي يسعين وراء أحلامهن؟
يجب أن يكتشفن أن تكمن طاقتهن وألا يضيعن وقتهن، وعليهن البحث عن أخطائهن ليتعلمن منها. كما عليهن ألا يخشين طلب المساعدة أبداً، وألا يخفن من الفشل، ففي الكثير من الأحيان لا يقدمن النساء على ريادة الأعمال بسبب هذا الشعور الطبيعي، ولكن الذي عليهن التغلب عليه. إضافةً إلى أن يلتزمن مع الآخرين دائماً، فالالتزام صفة مهمة جداً.
3- حققت الكثير من أحلامك في مجال الرعاية الصحية، إلام تصبين اليوم؟
أتمنى أن أؤسس جمعية خيرية، فقد أثبتت المؤسسات الخاصة بأنها محركات ناجحة وأساسية للتغيير الإيجابي في المجتمع. وقد سبق لي أن ساعدت عدداً من تلك المؤسسات في مجال التوعية الصحية في المدارس والتعليم، كما أننا نساعد في حلول للتحديات البيئية والفقر والمشاكل المستمرة الأخرى.
4- على الرغم من أن أموال وأنشطة المؤسسات الخاصة تخدم الجمهور، هل تعتبرين أنها تقدم فوائد للمانحين أيضاً؟
نحن نساعد المتبرعين على إنشاء إرث شخصي من خلال إنشاء أموال دائمة وممنوحة بأسمائهم حيث يقدر العديد من المانحين الفرصة لمساعدة المجتمع مع الاعتراف بأعمالهم الخيرية. فأحد أسباب إنشاء الهبة الآن هو وجود وسيلة يمكن من خلالها للأصدقاء والأحباء التعبير بشكل ملموس عن كرمهم وعطائهم أثناء الفجيعة. في النهاية، أن تكون قادراً على العطاء الدائم يمثل تأثيرك المستمر ويمكن أن يفيد الكثير من الناس في المجتمع وهذه خطوة يجب ان يحققها كل انسان ناجح.
5-ترددين دائماً أن الماضي يؤثر بك كثيراً وهو الذي يوّجه نظرتك للمستقبل، إلى هذه الدرجة سيّر مرض والدتك مسار حياتك؟ وما الذي يؤثر أيضاً بك ويوّجهك؟
صحيح، فقد تمّ تشخيص والدتي بمرض السرطان، وكان عليها السفر باستمرار للعلاج وترك بيتها وعائلتها؛ وخلال هذا الوقت العصيب، كنت وعائلتي نعيش بالكويت. كنا نتمنى أن نكون معها ولكننا كنا صغاراً، وكنا لطالما نتساءل كيف تقضي احتياجاتها وتدبر أمورها الطبية. مؤلم جداً أن تتخيّل والدتك مريضة ووحيدة وبعيدة عنك. المعاناة من مرض السرطان صعب للغاية، ولكن الأصعب أن تعاني منه بعيداً عن بيتك وعائلتك. لذا أقدم لمرضانا العناية التي كنت أتمناها لوالدتي، وما أعنيه بذلك لا يشمل فقط العلاجات الطبية الجديدة والمتطورة، بل أيضاً الراحة النفسية والطمأنينة بأنهم بين أيدٍّ أمينة تساندنهم في بلد بعيد عن ديرتهم، وهذا سبب وجودي في عملي لأكثر من 27 عاماً.
6- أخبرينا عن عملك كمستشارة في مجال السياحة الطبية ورئيسة تنفيذية لـ"شبكة ميموريال انترناشونال للمرضى الدوليين- Memorial International Patient Care Network"؟
شاءت أن تمرّ السنين وتضعني في مكانة لأقدم لمرضاي ما تمنيت أن أقدمه لوالدتي. شغفي الآن هو أن أبحث عن الجديد والأكثر تطوراً في الطب ليستفيد كل من يتواصل معي. وأنا مؤمنة بأن الأمل هو التفاؤل والاجتهاد في البحث للاستمرار في الحياة. عملي هو التواصل مع المرضى للوصول لأفضل الأطِباء والاختصاصيين، كما التنظيم الفعال لرحلة علاج طبية ناجِحة وفقاً لترتيب مسبق. إننا نحرصُ على التعامل بإنسانيّة ليتمكن المريض من العيش بصورة طبيعية، فـ"إنّ إنسانية الطبيب والطاقم الطبي هي نصف العلاج".
7- هناك بلداناً كثيرة مشهورة بالسياحة الطبية منها أمريكا وفرنسا وإنجلترا، ما الذي يميّز هيوستن- الولايات المتحدة بالتحديد عن غيرها؟
تعتبر هيوستن باستمرار كواحدة من أفضل المراكز الطبية العالمية وذلك ضمن قائمة الـ"يو.اس. نيوز" والعالم "لأفضل المستشفيات"، كما صُنفت الرقم واحد بين المستشفيات في أمريكا. تصرف مستشفيات هيوستن الملايين من الدولارات في مجال رعاية المرضى وتقوم بتقديم أحدث الابتكارات والخدمات في المجالات الجراحية والطبية والتشخيصية، لذا تعتبر مستشفيات هيوستن من أفضل المستشفيات التي تقدم الرعاية الطبية الكاملة للمرضى من جميع أنحاء العالم.
8- ما هي المميزات التي تقدمينها كمستشارة في مجال السياحة الطبية والرعاية الصحية؟
بعد خبرتي لأكثر من 27 سنة في المراكز الطبية الأمريكية المتطورة، والتواصل لمعرفة كل ما هو متوفر في العلاج الحديث، تعتبر خدماتنا شاملة لكافة جوانب السياحة الطبية، إذ نؤمن الخدمات العلاجية التي تتضمن مراجعة التقارير قبل وصول المريض، وتحديد الأطباء المتخصصين بالحالة المرضية وترتيب المواعيد وتنسيق الرعاية بين الإستشاريين، وتوفير إدارة علاجية مدروسة ومنظمة. كما نوفر خدمات الترجمة وتسهيل الوصول للتقارير الطبية، بالإضافة لتأمين الإقامة والمواصلات والخدمات التكميلية من خلال تزويد المريض وعائلته بما يلزمه من معلومات وقوائم للأماكن والأنشطة والمطاعم وغيرها، كل ذلك بهدف تسهيل إقامته وضمان راحته وراحة عائلته النفسية.
9- النجاح في مجال إدارة الأعمال عموماً يحتاج إلى الاعتماد على المهارات العقلية، إلا أنك تدمجين في عملك بينها وبين العاطفة، كيف استطعت خلق هذا المزيج الناجح؟
من الممكن أن يكون العمل في مجال الرعاية الصحية متطلباً عاطفياً ومرهقاً. ما أقوم به ليس فقط بتطبيع ردود أفعال المرضى وعائلاتهم العاطفية، ولكن أيضاً نخفف من خوف وقلق مرضانا. في البداية كنت أكثر عرضة للإجهاد والإرهاق العاطفي، لكنه تحوّل مع الخبرة إلى قوة إنسانية بهدف مساعدة المريض في فترة علاجه عن كل تطوّر طبي ومن خلال إدارة خطط العلاج. بالنهاية من خلال دمج المهارات العقلية والعاطفة معاً، نحوّل السلبيات إلى قوة إيجابية بحتة.