أعلنت شركة فولفو عن تغيير خططها المستقبلية، حيث قررت التراجع عن هدفها السابق المتمثل في بيع السيارات الكهربائية فقط بحلول عام 2030، وذلك في ظل التحديات التي تواجه سوق السيارات الكهربائية عالميًا، مثل تباطؤ النمو وتحديات البنية التحتية للشحن.
وكانت فولفو، المملوكة لشركة جيلي الصينية، قد أصبحت أولى الشركات التقليدية في صناعة السيارات التي تعهدت بالتحول الكامل إلى الكهرباء. ومع ذلك، واجهت تحديات دفعتها إلى إعادة النظر في خططها، في الوقت الذي تراجعت فيه شركات أخرى مثل فورد وجنرال موتورز عن أهدافها الكهربائية، وفقًا لتقرير نشرته شبكة CNN.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة فولفو، جيم روان، إلى تغير ظروف السوق ومخاوف المستهلكين بشأن عدم كفاية البنية التحتية للشحن كأسباب رئيسة للتعديل في الهدف.
وقال روان خلال عرض سيارات فولفو الجديدة، التي تشمل الطرازات الكهربائية والهجينة: "سنكون مستعدين للانتقال الكامل إلى الكهرباء خلال هذا العقد، ولكن إذا لم تكن السوق والبنية التحتية وقبول العملاء جاهزين تماماً، فيمكننا أن نسمح بأن يستغرق ذلك بضعة سنوات إضافية".
وتباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا كان ناتجًا عن نقص العروض بأسعار معقولة، حيث تكلف السيارات الكهربائية عادة ما بين 20% إلى 30% أكثر من نظيراتها التقليدية التي تعمل بالبنزين.
وكان هذا التباطؤ ملحوظًا بشكل خاص في أوروبا، حيث توقفت بعض الدول مثل ألمانيا عن دعم مشتريات السيارات الكهربائية.
ووفقًا لبنك "اتش اس بي سي"، من المتوقع أن ينخفض انتشار السيارات الكهربائية في ألمانيا إلى 15% هذا العام، مع انخفاض المبيعات بنسبة 20% في الفترة من يناير إلى يوليو.
استراتيجية فولفو المعدلة
وفي ضوء هذه التحديات، عدلت فولفو هدفها لتسعى الآن إلى تحويل 90% إلى 100% من مبيعاتها إلى السيارات الكهربائية والهجينة بحلول عام 2030، وأعلنت الشركة أنها ستواصل الاستثمار في التكنولوجيا الهجينة، في ظل الطلب المتزايد عليها من المستهلكين.
ورغم هذا التعديل، أشارت فولفو إلى أن الطلب على السيارات الكهربائية الفاخرة ما زال مستمرًا في النمو، حيث وصل هامش الربح الإجمالي لهذه السيارات إلى 20% في الربع الثاني من العام.
تأثير الرسوم الجمركية
وحذر المحللون من أن الرسوم الجمركية الأعلى على واردات السيارات الكهربائية الصينية في الولايات المتحدة وأوروبا قد تزيد من تكلفة الإنتاج وتؤدي إلى ارتفاع الأسعار، ولتعزيز الطلب، لجأت شركات تصنيع السيارات إلى تقديم حوافز نقدية، ما أثر سلبًا على هوامش أرباحها.
وتمتلك فولفو مصانع في الصين، السويد، وبلجيكا، وتعمل على بناء مصنع جديد في سلوفاكيا من المتوقع أن يبدأ الإنتاج في عام 2026.
ولتجنب تأثير الرسوم الجمركية، أعلنت فولفو عن خطط لإنتاج طراز EX30 EV في مصنعها بجنت في بلجيكا، بالإضافة إلى الصين، بدءًا من العام المقبل.
وأكد جيم روان لصحيفة فايننشال تايمز أن الشركة تدرس إمكانية بناء مصنع جديد للبطاريات في سلوفاكيا لتلبية الطلب المستقبلي، موضحًا أن فولفو تركز حاليًا على إنتاج سياراتها الخاصة، لكنه لم يستبعد إمكانية استخدام الطاقة الإضافية لإنتاج سيارات أخرى من علامات تجارية مملوكة لشركة جيلي.