أحدثت عملية ترميم تماثيل أسود قصر النيل، والتي شهدت طلائها باللون الأسود، صدمة واسعة في الشارع المصري، حيث انتشر الغضب والجدل على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يرى الكثيرون أن هذا التغيير الجذري في مظهر هذا الرمز التاريخي يمثل إساءة لتراث مصر، ويثير تساؤلات حول مدى الوعي بأهمية الحفاظ على التراث العمراني.
وقام رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، الدكتور جمال مصطفى، بإجراء اتصال مع نقيب الفنانين التشكيليين طارق الكومي حول الواقعة، للاستماع إلى رأي الأخير في أعمال ترميم وطلاء أسود قصر النيل.
وقال الدكتور مصطفى، إن الإدارة المركزية للترميم الدقيق بقطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار، أكدت أن عمليات التنظيف والترميم أسود قصر النيل، تتم بشكل دقيق، كما أن عملية غسل التماثيل تتم باستخدام الصابون المعالج والمحايد بما يناسب المادة البرونزية المصنوعة منها التماثيل.
وأضاف، أن محافظة القاهرة استعانت بوزارة السياحة والآثار، للتعاون في عمليات تنظيف وترميم الأسود، والتي لم يتم تنظيفها منذ فترة طويلة وعانت من تدهور كبير.
وافتتح الملك فؤاد، كوبري الخديوي إسماعيل، والذي يعرف اليوم بكوبري قصر النيل، في 6 يونيو 1933، وتم وضع أربعة أسود عند مداخل الجسر، اثنان على كل مدخل، وتم تصنيعها خصيصا من البرونز الخالص في فرنسا.
أسود قصر النيل غير مسجلة كآثار
ورغم أن أسود كوبري قصر النيل، غير مسجلة كآثار، بحسب الدكتور مصطفى، إلا أنها تحمل أهمية تاريخية.
وأكد أنه سيتم الإعلان عن تفاصيل اجتماعه مع مسئولي نقابة الفنانين التشكيليين، وتشكيل لجنة فنية لدراسة المواد المستخدمة في أعمال الترميم.
وفي 6 يونيو 1933، افتتح الملك فؤاد كوبري الخديوي إسماعيل، والذي يعرف اليوم بكوبري قصر النيل.
وهو أول كوبري تم بناؤه فوق نيل القاهرة عام 1869، وثاني كوبري تم بناؤه في مصر بشكل عام بعد كوبري بنها عام 1856، وهو يجسد حلم الخديوي إسماعيل في تحويل القاهرة إلى قطعة من أوروبا.
وتم وضع أربعة أسود عند مداخل الجسر، اثنان على كل مدخل، وتم تصنيعها خصيصاً من البرونز الخالص في فرنسا، وتم نقلها إلى القاهرة.
أعمال صيانة أسود كوبري قصر النيل
أعربت نقابة الفنانين التشكيليين، الاثنين، عن تخوفها من أعمال صيانة أسود قصر النيل، ضمن خطة صيانة 21 تمثالاً في الساحات العامة بالقاهرة، والتي أعلنتها محافظة القاهرة، ووزارة السياحة والآثار.
وقالت نقابة الفنانين التشكيليين، إن أعمال الصيانة بدأت في دهان أسود كوبري قصر النيل، حيث لوحظ استخدام "رولرة" لطلاء التماثيل البرونزية، وهذا عبارة عن خطأ فادح، ومخالفة للقواعد العلمية والفنية لأعمال الصيانة.
وأضافت، أن ذلك أدى إلى فقدان التماثيل لقيمتها الفنية، وطمس اللون الأصلي للمادة البرونزية للأعمال ذات القيمة الفنية والتاريخية الكبيرة.
وأكدت نقابة الفنانين التشكيليين، لا يجب أن تتم صيانة هذه التماثيل بالطرق التقليدية، بل باستخدام طرق أكثر دقة لإزالة الغبار الملتصق فقط دون استخدام مواد تلميع تفسد العمل على المستوى البصري والفني.