الزواج رحلة طويلة تتطلب أكثر من مجرد الحب والرومانسية، ففي قلب العلاقة الزوجية الناجحة يكمن التواصل الصريح والفعال الذي يساعد على دوام الحب.
إن القدرة على الاستماع، الفهم، وحل الخلافات بهدوء هي التي تبني جسور الثقة والحب على المدى الطويل، فبينما قد تبدو الهدايا والإعجابات كلمسات جميلة، فإن التواصل هو الأساس الذي يبني عليه الزوجان حياتهما المشتركة.
تبحثون عن طريقة لتقوية علاقتكما الزوجية، يمكنكم الإستعانة ببعض من نصائح متخصصي علم النفس والعلاقات الزوجية وفقاً للعين الإخبارية، على الشكل التالي:
كيفية تحسين التواصل بين الزوجين
مع مرور الشهور والسنوات، قد يُفاجئ الزوجان أنهما يعيشان حياة مختلفة عما كانا يحلمان به، بعد أن صارا منغمسين في مشكلات الحياة والانشغال بالعمل والأطفال، وفقدان القدرة على التواصل كما اعتادا، أو أصبح هناك لا مبالاة ومشاعر فاترة وكأنه لم يعد بينكما أمور مشتركة.
وإذا كان هذا هو الحال، فهذا يعني أنكم في حاجة إلى بناء علاقة زوجية قوية قادرة من خلال تحسين التواصل بينكما، ويمكن اتباع اقتراحات موقع better health من أجل روابط زوجية أقوى:
- مشاركة الاهتمامات والمخاوف مع شريكك، وإظهار الاهتمام والمودة والتقدير.
- تقديم أفعال حميمية بسيطة، مثل صنع كوب من الشاي لزوجتك، أو مشاركة زوجك اللعبة التي يحبها أو مباراة كرة القدم لفريقه المفضل.
- تخصيص وقت لنشاط يجمعكما، مثل: مشاهدة فيلم، أو المشي ليلا، أو تنظيف المنزل، وتقوما باختياره معا.
- تحدثا عن نقاط اختلافكما وصراعكما الدائم، ومحاولة حلها.
- التواصل المنتظم على مدار اليوم، وتبادل أحوال اليوم والمزاج العام لكل منكما، مما يساعد على اختيار المواقف المناسبة في الوقت المناسب.
- مشاركة الخطط قصيرة وطويلة المدى.
- الحرص على إنجاح العلاقة الزوجية، وعدم التعامل بثقة وغرور وضمانة لمحبة الطرف الآخر، رغم سوء الظروف أو فقدان التواصل.
طرق فعالة لتواصل ناجح بين الزوجين
يمكننا أن نغفل عن الطريقة الصحيحة التي يمكننا اتباعها لإنجاح التواصل، ولكن يقترح متخصصو علم النفس التعامل مع العلاقة الزوجية بجدية، وتحقيق التواصل الفعّال من خلال هذه الطرق:
التواصل بوضوح
يعتمد التواصل الناجح بين الزوجين على الوضوح، الذي ينير الطريق لعلاقتكما ويبقيها قوية، ولكنه وضوحا قائم على الود واحترام مشاعر الآخرن ولذلك عندما تتحدثون إلى شريككم، احرصوا على:
- تخصيص وقت للحديث دون تشتيت بمتابعة الهاتف أو التلفاز والكمبيوتر.
- التحدث عن ما تحتاجه بوضوح، والتفكير فيما تريد توصيله.
- مشاركة المشاعر الإيجابية، وتقبل المسؤولية عن مشاعرك.
- اختر معاركك ولا تقع في خطأ استغراق الجهد والوقت في مشكلة أو حدث لا أهمية له.
- التعاطف مع شريكك والاستماع له.
- استخدام نبرة صوت غير انفعالية، والالتزام بالهدوء.
- تقبل أن النتيجة لن تكون دوما لصالحك، فلا يوجد شخص على حق طوال الوقت.
تعامل مع مشاعرك أولا
إذا كنت منفعلا وغاضبا، فمن الأفضل أن تهدأ قبل النقاش والحديث، حتى لا يتطور الأمر إلى مشكلة أكبر، ولذلك ينصح المختصون بأخذ فترة راحة بعيدا عن شريكك، تحاول فيها السيطرة على مشاعرك وتنظيم أفكارك، ليكون التواصل فعال.
التواصل غير اللفظي
للحديث أهمية كبيرة في خلق تواصل ناجح وفعال، وكن يمكن للإيماءة وحركة الجسم أن تكون طريقة أخرى للتواصل، فغالبا ما تكشف حركة الجسد عن ما نحاول إخفاءه، لذلك يجب الاتساق بين ما تريد أن تعبر عنه وما تخبر به وضعية جسدك أو نبرة صوتك وحركة يديك وتعبيرات وجهك، فتلك هي الرسائل التي يتم الاعتداد بها لا الكلام فقط.
غير أن التواصل البصري، والاقتراب من شريكك، والاهتمام بالتواصل الجسدي من خلال الربت على الكتفين أو لمس اليدين، يمكنه ان يمنح الطرف الآخر مشاعر دافئة، ويقوي من روابط الاتصال بين الزوجين
الإنصات والتفاعل
يشجع الإنصات والاهتمام الحقيقي بما يقوله الطرف الآخر، على التحدث بصراحة والبوح بالمشاعر والأفكار التي قد يتسبب كبتها في إفساد العلاقة بين الزوجين، لذلك يجب أن تكون زوج/ة مُنصت/ة ومهتم/ة من خلال الحفاظ على التواصل البصري، وإظهار الاهتمام والتعاطف، والحرص على عدم المقاطعة.
وضع حلول واضحة
النقاش في المشكلات أو القضايا الرئيسية المعتادة، ومحاولة تحليلها يساعد على الوصول إلى حلول واضحة تتفقا عليها معا، فقد تخصصا مبلغ معين للإنفاقات لا يجب تعديه شهريا، وقد تحسما أي المناسبات التي سيكون عليكما زيارة أسرة الزوج وأيها خاصة بأسرة الزوجة، وغيرها من الأمور التي يساهم وضع حدا لها على تجنب تقاقمها.
أهمية التواصل الفعّال في الزواج
لا يعني التواصل الناجح الفعال أنه لن يكون هناك مشكلات بين الزوجين، لأن الطبيعي أن تمر أي علاقة إنسانية بمراحل صعود وهبوط، وفقا للطبيعة البشرية، كوننا لم نُخلق أشباه، ولكن خلقنا مختلفين في كل شئ بدءًا من المظهر وحتى الأفكار والمعتقدات.
وهدف وجود تواصل فعال بين الزوجين، أن يكونا قادرين على التعبير عن أفكارهما دون تردد او خوف من سوء الفهم، وأن يملكا دوما القدرة على التعامل مع الخلاف وتقبله، من خلال التواصل بوضوح لتجنب سوء الفهم، الذي قد يعقبه الغضب والإحباط والأذى أيضا.
يعمل التواصل على:
- تعزيز الثقة والصدق.
- حل المشكلات بطريقة أكثر فعالية وإيجابية.
- إنشاء ترابط عاطفي قوي وتآلف بين الزوجين.
- الانفتاح والصدق يعمل على تقليل الصراع والنزاع.
- يشعر كلا الطرفين بالتقدير والاهتمام والثقة بالنفس.
- تنعكس السعادة الزوجية القائمة على التفاهم على الصحة العامة.
- وجود داعم قوي يساعد على التطور المهني والمجتمعي.
- التواصل يسمح بتخفيف الأعباء والضغوط على الطرفين.
كيف تتجنب المشاكل بالتواصل بين الزوجين؟
لا يوجد حياة زوجية دون مشكلات وصراع، ولكن يتوقف الأمر على طريقة حل الخلافات الزوجية وإدارة الصراع والتعامل معه بحكمة، وهنا يمكنكم الاعتماد على التواصل الجيد من خلال:
- تجنب الصمت العقابي ورفض التواصل.
- السؤال والاستكشاف بدلا من التخمين والتوصل لاستنتاجات متسرعة.
- عدم إصدار الأحكام المسبقة، والنقاش حول ما حدث بالفعل.
- تجنب التحدث بصيغة الماضي، والتركيز على ما يحدث وما قد يحدث في المستقبل.
- عدم التفرع لمشكلات ثانوية ومواقف سبق حدوثها، لكن الانتباه للمشكلة الرئيسية.
- عدم الانجرار وراء الصراع، والاهتمام بتحقيق الهدف المهم، وهو حل هذا النزاع وتسوية ما بينكما.
- خلاف الزوجين ليس مباراة تنتهي بفوز أحد الطرفين، فلا تجعل هدفك هزم شريكك، ولكن ركز على أن تتفاهما وتتوصلا معا إلى حل.
- عدم رفع الصوت والصراخ في أثناء النقاش، حتى لا يؤدي إلى عواقب سيئة.
- لا ترك المشكلة والنزاع دون حل، واللجوء إلى التجاهل والانسحاب.
- مهما تطور النقاش، فإن الاعتماد على الهجوم والإساءة اللفظية أو الجسدية بالسخرية أو العنف، من الممكن أن يتسبب في إنهاء العلاقة.
الحفاظ على العلاقة الزوجية يحتاج إلى صبر ومجهود، ويعتمد بشكل كبير على التواصل الجيد والصادق، فاحرصوا دائماً على إحياء ما بينكم بالحب والود والتفاهم.