تعيش سيراليون أزمة إنسانية خطيرة دفعتها إلى إعلان حالة الطوارئ الوطنية، وذلك بسبب انتشار عصابات نبش القبور البشرية لجمع عظام الموتى واستخدامها في تصنيع مخدر ذي تأثير نفسي قاتل يُعرف باسم "الزومبي" أو "كوش".
يُصنع هذا المخدر من مزيج سام من المواد، وأحد مكوناته الرئيسية هو العظام البشرية المطحونة، ما أدى إلى ازدياد حالات السرقة من المقابر بشكلٍ خطيرٍ، حيث اقتحم اللصوص آلاف المقابر لسرقة الهياكل العظمية.
وظهر المخدر لأول مرة في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا منذ حوالي ست سنوات، وأصبح مؤخرا منتشرا بقوة وتحول التجار إلى لصوص قبور، واقتحموا آلاف المقابر لسرقة الهياكل العظمية لمواكبة الطلب.
وقال رئيس سيراليون يوليوس مادا بيو معلقا على هذا الأمر : "تواجه بلادنا حاليًا تهديدًا وجوديًا بسبب التأثير المدمر للمخدرات وتعاطي المخدرات، وخاصة عقار كوش الاصطناعي المدمر". وأضاف بيو أن هناك "وفيات متزايدة" بين متعاطي المخدرات. وقال أيضًا إنه شكل فريق عمل للقضاء على المخدرات. وأضاف أن هذا يعني أنه ستكون هناك مراكز في كل منطقة "مجهزة بما يكفي من المتخصصين المدربين لتقديم الرعاية والدعم للأشخاص الذين يعانون من إدمان المخدرات".
وفي الوقت الحالي، تضم فريتاون المركز الوحيد العامل لإعادة تأهيل مدمني المخدرات في البلاد. وتم إنشاء المنشأة التي تضم 100 سرير على عجل في مركز تدريب للجيش في وقت سابق من هذا العام. وبحسب ما ورد وصفه الخبراء بأنه "مركز احتجاز أكثر منه مركز إعادة تأهيل" بسبب افتقاره إلى المرافق الكافية.
ولا يوجد عدد رسمي للوفيات المرتبطة بتعاطي "الكوش"، لكن طبيبا من فريتاون قال لـ"بي بي سي" إن مئات الشباب لقوا حتفهم بسبب فشل الأعضاء الناجم عن هذا الدواء في الأشهر الأخيرة. وقال التقرير أنه بين عامي 2020 و2023، ارتفع عدد حالات القبول في مستشفى الطب النفسي في سيراليون بسبب أمراض مرتبطة بكوش بنسبة 4000%.