تُعدّ "إشارة المرور البيضاء" تقنية مبتكرة اقترحتها دراسة أجريت في جامعة ولاية كارولينا، تهدف إلى تحسين كفاءة التنقل في المدن الحديثة.
ومن المتوقع أن تشهد هذه التقنية تطورًا كبيرًا في السنوات القادمة، مما سيؤدي إلى تحسين تجربة القيادة والمشي للجميع.
وتواجه المدن الحديثة ضغطًا متزايدًا على بنيتها التحتية للمرور، مما يؤدي إلى ازدحام الشوارع وزيادة أوقات الانتظار في التقاطعات.
ووفقاً للدراسة المنونة بـ "تطوير نموذج التحكم بالمرور في المرحلة البيضاء للنظر في حركة المشاة" فإن إضافة ضوء رابع إلى إشارة المرور – بالإضافة إلى الأحمر والأخضر والأصفر – من شأنه أن يقلل أوقات الانتظار في زوايا الشوارع للمشاة، فضلاً عن تحسين تدفق حركة المرور لكل من المركبات الذاتية وللسائقين.
وبدلاً من أن يتوقف السائقون عند التقاطع، سيكون بإمكانهم الاستمرار في القيادة بشكل آمن وكفء إذا كانت مركباتهم متصلة بنظام ذكي ينسق حركتهم مع باقي المركبات على الطريق.
وتعتمد هذه التقنية على تكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة المتقدمة، حيث ستتمكن هذه المركبات من التواصل فيما بينها ومع أجهزة التحكم في إشارة المرور عبر اتصالات لاسلكية. وعندما يصل عدد كافٍ من المركبات ذاتية القيادة إلى التقاطع، سيتم تنشيط الإشارة البيضاء، مما يسمح بمرور جميع المركبات المتصلة دون توقف.
وأظهرت الدراسة أن "المرحلة البيضاء" ستؤدي إلى تقليل أوقات الانتظار بنسبة تصل إلى 27% في حالة التبني الشامل للمركبات ذاتية القيادة. وحتى مع نسب أقل من هذه المركبات على الطرقات، لا تزال هناك تحسينات ملحوظة في تدفق حركة المرور.
ولم تقتصر فوائد "المرحلة البيضاء" على تحسين تدفق حركة المركبات، بل أظهرت الدراسة أيضًا أن هذه التقنية ستقلل من أوقات انتظار المشاة عند التقاطعات.
يوقول علي حاجي بابائي، معد الدراسة: "كلما زادت نسبة المركبات ذاتية القيادة في حركة المرور، ازدادت كفاءة تدفق الحركة عبر التقاطعات لجميع المستخدمين – سواء كانوا سائقين أو مشاة".
ورغم أن تنفيذ هذه التقنية على نطاق واسع قد لا يحدث في المستقبل القريب، إلا أن الباحثين يعملون بالفعل على إنشاء نموذج اختباري لمواجهة التحديات المحتملة قبل البدء في تجارب حقيقية. كما أنهم متحمسون للشراكة مع الصناعة ومؤسسات البحث لدفع هذه التقنية إلى الأمام.