احتفلت الجزائر يوم الأحد 25 فبراير 2024 بافتتاح جامع الجزائر الكبير، علامة فارقة معمارية ودينية على ساحل البحر المتوسط، يعتبر ثالث أكبر مسجد في العالم وأكبر مسجد في أفريقيا.
يتميز هذا الصرح الديني الضخم بمئذنته الأطول في العالم، حيث يبلغ ارتفاعها 256 مترًا، أي ما يعادل 43 طابقًا.
يستوعب المسجد 120 ألف مصلّ، ويُعدّ رمزًا للإسلام المعتدل والتراث الثقافي الجزائري، حيث يضمّ تصميمه الحديث زخارف عربية وشمال أفريقية، بالإضافة إلى مهبط للمروحيات ومكتبة تتسع لمليون كتاب.
قال علي محمد صلابي، الأمين العام للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، إن الافتتاح سيرشد المسلمين "إلى الخير والاعتدال".
مثل الترويج لنسخة معتدلة من الإسلام أولوية رئيسية في الجزائر منذ أن قمعت القوات الحكومية التمرد خلال التسعينات من القرن الماضي، عندما اجتاحت حرب أهلية دامية البلاد، عرفت بـ"العشرية السوداء".
افتتح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المسجد، الأحد في الجزائر العاصمة، وفاء بوعده بافتتاحه في أبهة وحدث عظيم.
ويعد الاحتفال شرفيا بشكل أساسي، حيث كانت أبواب المسجد مفتوحة أمام السياح الدوليين وزوار الدولة منذ ما يقرب من 5 سنوات، بينما تم تأجيل حفل افتتاح سابق.
يتيح توقيت الافتتاح، فتح المسجد رسمياً أمام الجمهور في الوقت المناسب لاستضافة صلاة التراويح خلال شهر رمضان الذي يبدأ الشهر المقبل.
يشار إلى أن المسجد في الأصل هو مشروع للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، الذي صممه ليكون الأكبر في أفريقيا، إذ كان يرغب في أن يكون إرثه، وأطلق عليه "مسجد عبد العزيز بوتفليقة"، ليشبه بدرجة كبيرة مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء بالمغرب.
وفي وقت سابق كان يتم تسويق هذا المسجد، الذي يحمل اسم الملك السابق للمغرب، جارة الجزائر ومنافستها الإقليمية، على أنه الأكبر في أفريقيا.
لكن الاحتجاجات التي اجتاحت الجزائر عام 2019 وأدت إلى استقالته بعد 20 عاما في السلطة منعت بوتفليقة من تحقيق خططه، وتسمية المسجد باسمه أو افتتاحه في فبراير 2019 كما كان مقررا.
مميزات جامع الجزائر:
- يعد أكبر مسجد في العالم بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي.
- صمم لاستيعاب 120 ألف مصل في قاعة تبلغ مساحتها 20 ألف متر مربع.
- يحتوي على قبة يبلغ قطرها 50 مترا، وهي تتوسّط قاعة الصلاة.
- يضم مكتبة لحوالي مليون كتاب وقاعة مؤتمرات وبيتا للقرآن ومتحفا للفن والتاريخ الإسلامي ومركزا للأبحاث عن تاريخ الجزائر.
- يبلغ ارتفاع المئذنة 265 مترا، أي الأعلى في العالم.
- التكلفة الرسمية للمشروع 898 مليون دولار.