يبدو للوهلة الأولى لمن لا يعرف أرون ليفي، ذلك الشاب البسيط في مظهره وتفاصيل وجهه وملابسه، أنه مجرد موظف عادي لا أكثر ولا أقل. لكنه غير ذلك في الواقع، إنه مليونير، وقد استطاع أن يبلغ كل هذا النجاح في سن صغيرة بفضل ولعه بعمله في مجال التكنولوجيا.
والمميز في شخص ليفي هو انه لا يتوقف عند محطة معينة، بل يحرص دوماً على الانطلاق وكذلك تغيير الاتجاه بين الوقت والآخر، وهذا ربما أحد أسباب تفوقه في مجال عمله بشكل عام.
يعيش ليفي الذي يبلغ من العمر 28 عاماً في شقة متواضعة من دون أن يستمتع بالعطلات، ويقول إن أكثر الأشياء الباهظة لديه هي هاتف ذكي من نوع "أي فون". وحتى الآن تقترب ثروة ليفي من حوالى 100 مليون دولار. ويركز ليفي، وهو رئيس شركة "بوكس" للتخزين السحابي في الولايات المتحدة، على أداء أعماله إلى درجة تجعله لا يغادر مكتبه حتى الساعات الأولى من الصباح، على مدار 6 أيام في الأسبوع.
وقال ليفي: "أعمل لساعات كثيرة لأني أحب عملي. أنا مولع إلى درجة كبيرة بالعمل". وأضاف: "في الوقت عينه، أدرك انه يتعين علي أن أتحلى بدرجة معينة من النظام والإصرار على النجاح في الحياة، ويتعين عليك أن تبذل قصارى الجهود وبذل التضحيات، وهو ما ينطبق على الجميع."
تقدم شركة "بوكس" ومقرها في لوس ألتوس في ولاية كاليفورنيا في وسط وادي السيلكون، لمجموعة الشركات والمستهلكين خدمة تخزين البيانات الالكترونية عن بعد، والتي تعرف باسم التخزين السحابي.
ويعني الأمر ببساطة انه بدلا من شراء أقراص التخزين الصلبة أو أجهزة وسيطة، يستأجر العملاء مساحات تخزينية في شركة "بوكس" على نحو يمكنهم استخدامها من خلال حواسيبهم أو الهواتف الذكية.
وسجلت شركة "بوكس" أرباحا في العام الماضي بلغ إجماليها 70 مليون دولار، بزيادة نسبتها 160 في المئة مقارنة بعام 2011، ويصل إجمالي حجم التعامل نحو مليار دولار بعد ضمان استثمارات رأس المال المساهم بمئات الملايين من الدولارات.
وليس هذا سيئاً بالنسبة إلى شركة تأسست فقط في عام 2005 بعد عدم استكمال ليفي تعليمه الجامعي في لوس أنجلوس ليؤسس الشركة مع صديق طفولته دايلان سميث.
وقال: "عندما دشنا عمل "بوكس" في الكلية، كان شاغلنا الشاغل هو التفكير في أفضل السبل التي تكفل للناس تخزين البيانات. كان وقتاً ممتعاً". ويعتبر تصميم مقر شركة "بوكس" من أبرز التصاميم الأنيقة في وادي السيلكون. لكن كما هو الحال في البداية، تمثل قضية التمويل تعثرا في بداية الانطلاق، وقال ليفي انه في البداية كان يعاني ضائقة مالية، فضلا عن أنه كان طالباً.
وأضاف: "كنا متعثرين مالياً في البداية، كنت ادفع راتبا شهريا بقيمة 500 دولار وأعيش على تناول الشعيرية سريعة التحضير والمعكرونة السباغتي". وقال: "خلال أول عامين ونصف كنت أنام على فراش من الحصير في المكتب. وكان الأمر أشبه بغواصة، وكنت اطوي الفراش وأبدأ العمل".
وعلى مدى 8 سنوات، بدا الأمر مغايرا وتحسنت الأحوال المالية لشركة "بوكس" وكذلك لليفي. في الوقت الذي يفكر فيه أبناء سن العشرينيات في الإنفاق بسخاء إذا أصبحوا من أصحاب الملايين، يقول ليفي: "إن ذلك لا يهمني".
عندما بدأت شركة "بوكس" نشاطها في عام 2005، لم يكن هناك الكثير ممن سمعوا عن التخزين السحابي، لذا فإن ضمان دعم مالي للشركة كان في البداية يمثل تحديا، على الرغم من جهود ليفي.
وقال: "يتعين أن تتذكر أن صناعة الكمبيوتر كانت مختلفة تماما في عام 2005. فهي تسبق إصدار الحواسيب اللوحية (آي باد) بخمس سنوات على سبيل المثال. كنا نواجه اعتراضات كثيرة من الداعمين المحتملين. أدركنا الاحتمالات التي تواجهنا. لكننا كنا على ثقة بأنفسنا، لذا كتبنا إلى مستثمرين محتملين، لأننا كنا على ثقة بشركة بوكس وكنا نتحمل رفض الناس. وهذا لم يثبط من عزيمتنا".
ورفض ليفي عدداً من العروض لشراء شركة "بوكس". وقال: "هناك تغيرات أساسية مستمرة تحدث على ساحة صناعة الكمبيوتر، كما تتمتع بوكس بفرص هائلة لتحقيق التقدم. فعملية البيع تحد في الواقع من الفرصة". وأشار ليفي، الذي يقود عملية التوسع لشركة "بوكس"، إلى أنه لم يدر بخلده أن يعمل لحساب احد آخر من قبل.
يمكنك قراءة المزيد
شاما كاباني طالبة طموحها جعلها مليونيرة ناجحة
كوري وادن رحلة شاب معدم أصبح مليونيرًا
صفقة اكتتاب تويتر تُحوِّل جورج زاكاري من مستثمر صغير لمليونير
مليونير يعمل في شوارع مكة عامل نظافة
هل تريد أن تصبح مليونيراً؟