تسجل

بحث عن العصر الأموي

العصر الأموي هو أحد العصور الإسلاميّة العظيمة الذي أسسه معاوية بن أبي سفيان، ويحتل المرتبة الثانية من حيث ترتيبه في استلام الخلافة، وبدأ حكمه من عام 661 م وانتهى عام 750م (41 هـ إلى عام 132هـ) بعد العصر الراشدي الإسلامي الأول، ويقسم إدارياً إلى ست وأربعين دولة، وبلغت مساحة أراضيه 13.400.000كم2، ونظام الحكم فيه نظام خلافة وِراثيّة، وعملته الرسمية الدينار والدرهم الأموي. في هذا المقال نستعرض بحثا عن العصر الأموي.

مفهوم العصر الأموي

العصر الأموي أو (دولة بني أمية)، (41 - 132 هجريا)(662 - 750 م)، هي ثاني دولة في الإسلام، وأكبر دولة في تاريخ الإسلام، وعاصمتها دمشق، تأسست على يد معاوية بن أبي سفيان، واتسعت وازدهرت في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك، حيث إمتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً، حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح إفريقيا والمغرب والأندلس، وجنوب الغال والسند وما وراء النهر، أما أكبر الفتوحات فقد كانت في عهد الوليد بن عبد الملك.

معلومات عن العصر الأموي

شهد العصر الأموي ثوراتاً وفتناٌ كثيرة، وأبرزها ثورة الحسين بن علي على يزيد بن معاوية في معركة (كربلاء)، ومن أشهر الولاة الأمويين، والذي كان له الفضل الأكبر في إخماد هذه الثورات وتهدئتها هو (الحجاج بن يوسف الثقفي) وإلى الكوفة والعراق. في الشأن الأدبي والفنون التي انتشرت وبزخم وازدهرت في ذلك العصر (الشعر)، ومن أبرز شعراء العصر الأموي :- الفرزدق، جميل بثينة، كثير عزة، جرير، ليلى الأخيلية، النابغة الشيباني، وغيرهم الكثيرين. وانتشر فن الغناء في ذلك العصر على امتداد الدولة، وشغف به العرب كثيراً، حيث ازدهر في الحجاز، ومنها انتشر لأرجاء الدولة الأموية بإستثناء الشام عاصمة الدولة، فلم يظهر بها إلا (أبو كامل الغزيل الدمشقي) مولى الوليد بن يزيد.

فتوحات في العصر الأموي

اتسعت فتوحات الدولة الأموية اتساعا عظيما، منذ عهد معاوية الذي لم تكد تستقر له الأوضاع حتى جهز الجيوش وأنشأ الأساطيل ، وأرسل قواده إلى أطراف الدولة لتثبيت دعائمها ، بعد أن حاول الفرس والروم استغلال فترة الفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما. وقد أخضعت هذه الجيوش ثورة فارسية هدفت إلى الامتناع عن دفع الجزية ‏.‏ ثم توغلت جيوشه شرقا، فعبرت نهر جيحون، وفتحت بخارى وسمرقند وترمذ.

ومن الجهة الرومانية، كان الرومان قد أكثروا من الغارات على حدود الدولة الإسلامية في الناحية الشمالية الغربية ، فأعد معاوية لهم الجيوش ، وانتصر عليهم في مواقع كثيرة. وبأسطوله الذي بلغت عدته ‏(‏1700‏)‏ سفينة ، استولى على قبرص ورودس وغيرهما من جزر الروم - كما قام بالمحاولة الأولى لفتح القسطنطينية عاصمة الدولة الرومانية الشرقية سنة 48هـ ، فأرسل جيشا بإمرة ابنه يزيد، وجعل تحت إمرته عددا من خيرة الصحابة كعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وأبي أيوب الأنصاري ، لكن المحاولة لم تنجح.

ومن الشمال الإفريقي ‏(‏تونس والجزائر والمغرب الأقصى‏)‏ امتد الفتح الإسلامي، فأرسل ‏(‏معاوية‏)‏ عقبة بن ابن نافع سنة ‏(‏50هـ‏)‏ في عشرة آلاف مقاتل ، لتثبيت فتحها، وقد عمل عقبة على نشر الإسلام بين البربر ثم بنى مدينة القيروان ، وفي عهد ابنه الخليفة ‏(‏يزيد‏)‏ وصل عقبة في اكتساحه للشمال الإفريقي حتى المحيط الأطلسي غربا، وقال هناك كلمته المأثورة ‏"‏ والله لولا هذا البحر لمضيت في سبيل الله مجاهدا‏"‏

وفي الشرق اتجهت جيوش عبد الملك بن مروان - الخليفة الأموي الخامس - إلى التوسع في بلاد ما وراء النهر، وكانت القيادة في هذا الركن للمهلب بن أبي صفرة وليزيد بن عبد الملك. وكان من أبرز الفتوحات في عهد الوليد بن عبد الملك فتح بلخ، والصفد، ومرو، وبخارى، وسمرقند، وذلك كله على يدي قتيبة بن مسلم ‏.‏ أما محمد بن القاسم الثقفي فقد فتح السند ‏(‏باكستان‏)‏. وفتح مسلمة بن عبد الملك فتوحات كثيرة في آسيا الصغرى، منها فتحه لحصن طوالة وحصن عمورية، وهرقلة، وسبيطة، وقمونية، وطرسوس‏‏.‏ كما حاصر القسطنطينية أيام سليمان بن عبد الملك.

ابرز المساجد في العصر الأموي

أولى خلفاء بني أُمية (41 – 132 هـ / 661- 750 م ) وولاتهم المسجد الحرام والكعبة المشرفة جلّ عنايتهم. فقد كسى معاوية بن أبي سفيان الكعبة بالديباج والقَباطي (قماش يصنع في مصر). وأجرى عليها وظيفة الطِّيب لكل صلاة. كان يبعث لها بالمجمر (البخور) والخَلوق (الطيب) في الموسم وفي شهر رجب . وعيَّن موظفين يقومون على خدمتها. كما أجرى للمسجد الحرام زيتاً وقناديل لإضاءته. وقام ولده يزيد، من بعده، بكسوة الكعبة بالديباج الخراساني (الخسرواني).

وفي فترة خلافة عبد الملك بن مروان، قام الحجاج بن يوسف الثقفي (واليه على الحجاز 73-75هـ/692-694م) بهدم الزيادة التي أحدثها عبدالله بن الزبير في بنيانه للكعبة  من جهة الحِجْر عام 65هـ/685م. وأعاد بناءها عام 74هـ/693م وجعل لها باباً واحداً وأخرج الحِجْر منها. فعادت بذلك على الأصول التي كانت عليها قبل عبدالله بن الزبير. وكساها الحجاج بالديباج  الذي اعتاد عبد الملك إرساله كل سنة فيمرُّ على المدينة ويُنشر يوماً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأساطين ثم يُطوى ويُبعث إلى مكة. وكان يَبعث بالطِّيب إليها وبالمُجَمّر.

العمارة في العصر الأموي

على الصعيد العمراني، فقد إمتاز فن العمارة ببساطته، إلا أنه تأثر كثيراً بالعمارة البيزنطية التي كانت سائدة في بلاد الشام، ويظهر هذا التأثير جليا في مسجد قبة الصخرة، أما القصور الأموية فكانت فريدة لا مثيل لها، وهنا يعد مسجد قبة الصخرة المبني في عهد عبد الملك بن مروان في القدس، و جامع بني أمية الكبير (المسجد الأموي) المبني في عهد الوليد بن عبد الملك في دمشق، من أشهر وأهم الإنجازات المعمارية في العصر الأموي.

المراجع:

https://andalusiat.com/

http://www.uobabylon.edu.iq/