
تعدّ كان وأخواتها من الأفعال الناسخة التي تدخل على الجملة الاسميّة فتُحدِث فيها تغييرًا تركيبيًا وآخر دلالي، وهي: "كان، أصبح، أمسى، أضحى، بات، ظل، صار، ليس، ما زال، ما دام، ما برح، ما انفك، ما فتئ، ولعلها رغم انتمائها إلى حقل الأفعال إلّا أنها لا ترتق إلى مستوى الأفعال بحقٍ فتظل ناقصة، وذلك يعود لافتقارها للدلالة على الحدوث، فكان وأخواتها أفعال لا تحمل في فحواها معنى الحدث ولذلك تسمى أفعالًا ناقصة. في هذا المقال نستعرض كان واخواتها بالأمثلة ومعانيها واعرابها.
كان واخواتها ومعانيها
سميت كان واخواتها أفعال ناقصة لأنها لا تكتفي بالمرفوع بعدها وتحتاج إلى المنصوب لتتم المعنى، فقد غفل عن الجملة الفعلية ذات الفعل المتعدي والتي لا تكتفي بالفاعل المرفوع بعدها ليتم معناها ويكتمل بوجود المفعول المنصوب أيضًا، وأمّا من قال أنها سميت ناقصة لكونها لا تحتاج إلى فاعل، فقد احتج بالنتيجة التي تتخفى الأسباب خلفها، إذ لو أنها دلت على حدوث فإنها ستحتاج فاعلًا وستكون أفعالًا تامة حقًا. تتمثّل كان وأخواتها بما يأتي: ما يعمل بغير شرط، مثل:
- كان: مثل كان الزحامُ شديداً، وتفيد وصف المبتدأ بالخبر في الزمن الماضي.
- صار: مثل صار البردُ قارساً، وتفيد تحول المبتدأ من حال إلى حال آخر.
- ليس: مثل ليس العاملُ كسولاً، وتفيد النفي.
- أصبح: مثل أصبح الجوُّ ماطراً، وتفيد توقيت المبتدأ بالخبر في فترة الصباح.
- أمسى: مثل أمسى الزهرُ متفتحاً، وتفيد توقيت المبتدأ بالخبر في فترة المساء.
- بات: تفيد وقوع الخبر في وقت الليل بطوله، ومثالها: بات المجتهدُ ساهراً.
- أضحى: مثل أضحى الشارع مزدحماً بالمارة، وتفيد توقيت المبتدأ بالخبر في فترة الضحى.
- ظلّ: وتفيد الاستمرار، مثل: ظلّ زيد قائماً. ما يعمل بشرط أن يسبق بنفي، أو نهي، أو دعاء.
- زال: لا تعمل إلّا إذا كانت مسبوقة ب (ما النافية)، وتفيد الاستمرار، مثل ما زال زيدٌ قائماً.
- برح: لا تعمل إلّا إذا كانت مسبوقة بنفي، وتفيد الاستمرار، مثل ما برح الحارسُ واقفاً.
- فتئ: تفيد الاستمرار، ويُشترط في عملها أن تسبق بنفي، ومثالها ما فتئ الطالبُ يستذكر واجباته.
- انفك: تفيد الاستمرارية، وتعمل مثل أخواتها السابقة، أي أنها لا تعمل إلّا إذا سُبقت بنفي، مثل ما انفك زيدٌ واقفاً. ما يعمل بشرط أن يسبق بما المصدرية: تعمل (دام) بشرط أن تسبق بما المصدرية، وتفيد المداومة أو البقاء لمدة معينة من الوقت، مثل ما دام الطالبُ مُجداً.
كان واخواتها وشروطها
أوردت مصادر اللغة العربية من الشعر والنثر شواهد على كان وأخواتها، سواء كانت عاملة ناسخة، أم تامة قد بطل عملها، كما أظهرت هذه الشواهد صورًا لاسمها وخبرها فيما هو مظلّل على النحو الآتي: قال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ}
- "قال تعالى: {لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ}
- قال تعالى: {فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}
- "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أمسَى كالًّا من عملِ يدَيْه أمسَى مَغفورًا له".
- "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن بات طاهرًا بات في شِعارِه مَلَكٌ فلَمْ يستيقِظْ إلَّا قال المَلَكُ: اللَّهمَّ اغفِرْ لعبدِك فلانٍ فإنَّه بات طاهرًا".
- " قال بشار بن برد: جفا ودّهُ فازورّ أو ملّ صاحبُهُ وأزرى به أن لا يزالَ يعاتبُه إِذَا كان ذَوَّاقًا أخُوكَ منَ الْهَوَى مُوَجَّهَة ً في كلِّ أوْب رَكَائبُهْ"

اعراب كان واخواتها
دخول كان وأخواتها على المبتدأ والخبر فترفع الأول ويسمى اسمها ، وتنصب الثاني ويسمى خبرها. أما علامات إعراب اسم وخبر كان فهي كالتالي :
يرفع اسم كان بالضمة الظاهرة إذا كان:
- اسما مفردا : كان الجوُّ جميلا .
- جمع مؤنث سالم : أمست الممرضاتُ ساهرات .
- جمع تكسير : كان الرجالُ غائبين .
- يرفع اسم كـان بالضمة المقدرة إذا كان :
- اسما مقصورا : ليس المستشفى بعيدا ( الضمة مقدرة).
- اسما منقوصا : أصبح القاضي في المحكمة ( الضمة مقدرة بسبب الثقل ) .
- يرفع اسم كان بالألف إذا كان : مثنى : بات التلميذان ساهرين .
- يرفع اسم كان بالواو إذا كان : جمع مذكر سالم : ظل المهندسون مجتهدين .
ينصب خبر كان بالفتحة الظاهرة إذا كان :
- اسما مفردا : أضحت الشمس مشرقةً .
- جمع تكسير : ظل الجنود أقوياءَ .
- ينصب خبر كان بالفتحة المقدرة بسبب : حرف الجر الزائد : ما كنتُ بغاضبٍ منك ( الباء حرف جر زائد ، وغاضب خبر كان منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد).
- ينصب خبر كان بالياء إذا كان :
- مثنى : أمسى اللاعبان نشيطين .
- جمع مذكر سالم : كان المهندسون محترمين .
- ينصب خبر كان بالكسرة إذا كان :
- جمع مؤنث سالم : أصبحت الممرضات نشيطاتِ .
امثلة على كان واخواتها من الشعر
تأمل الجمل التالية :
- كان الزحــامُ شديــداً .
- بات الضيفُ شبعانا .
- يصير الهلال بدرا .
- ظل الضباب كثيفا .
ستلاحظون أن هذه الجمل مسبوقة بفعل ماض هو ( كان ) ، أو (بات) ، أو (ظل ) ، ومسبوقة كذلك بفعل مضارع هو ( يصير).
وستلاحظون أن الجمل المسبوقة بالأفعال المذكورة كلها جمل اسمية، وقبل أن تدخل عليها تلك الأفعال كانت :
- الزحامُ شديدا .
- الضيفُ شبعانٌ .
- الهلالُ بدرٌ .
- الضبابُ كثيفٌ .
أي أنها جمل تتكون من مبتدأ مرفوع وخبر مرفوع ، لكن فور أن دخلت عليها تلك الأفعال بقي المبتدأ مرفوعا ، لكن الخبر صار منصوبا تلك هي عائلة كان وأخواتها ، وتسمى أيضا أفعالا ناقصة أو نواسخ الابتداء .
معلومات عن كان واخواتها
·كان وأخواتها وقد سمّيت ناقصة لأنها لا تكتفي بمرفوعها، أي لا تتمّ الفائدة بها والمرفوع بعدها، بل تحتاج مع المرفوع إلى منصوب في اللغة العربية هي أفعال ناسخة تدخل على الجملة الاسمية فترفع المبتدأ ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها.
- (مثال: كان خالدٌ مريضًا).
- من الأفعال الناقصة أصبح، أضحى، ظل، أمسى، بات، ما برح، ما انفك، ما زال، ما فتئ، ما دام، صار و ليس.
المراجع:
https://ar.wikipedia.org/
https://sotor.com/
https://analbahr.com/
https://sites.google.com/