جورج فابل، رسام فن الغرافيتي من أصل بورتوريكي. ترعرع في سبانش هولم بمنهاتن بنيويورك المشهورة بتعدّد الأعراق من البورتوريكي، الأميركي-الأفريقي، الكاريبي. استطاع هذا التنوّع الثقافي والحضاري أن ينمّي فيه ثقافة الهيب-هوب، الفن الغرافيتي، رقص البريك-دانس، أغاني الراب، التي كانت نمط حياة لا مجرد نوع من أنواع الفنون. نمّى موهبته ككاتب غرافيتي وهو نائب رئيس The Rock Steady Crow، وهي مؤسسة هيب-هوب شهيرة جداً بدأت في أواخر السبعينيات. تعاون أخيراً مع كالفين كلاين لتصميم زجاجة جديدة، كان لـ"رائد" هذا الحوار معه.
ما الذي ألهمك لتصميم هذه الزجاجة لكالفين كلاين One Shock Street Edition؟
ألهمتني رحلتي في الحياة، عندما تم الاتفاق على القيام بتصميم زجاجات عطر Calvin Klein One Shock Street Edition قلت لنفسي إنها مهمة كبيرة، وعليّ أن أقوم بعمل يجذب ويبهر الجماهير، لا يمكن أن يكون مجنوناً وغامضاً فهو ليس لي فقط، ولكن أن يستطيع شرح نفسه فكأنه يدعو الناس لرؤيته وفحصه، ولكن في نفس الوقت أردت الحفاظ على نزاهة القواعد الأساسية لأشكال الحروف، وطريقة خلقها المبنية على أساس كيفية تطوّر الحروف، فلدينا مكوّنات عديدة منها الاسهم وغيرها لستايل الحروف التي تجعلها أصلية وخاصة بكتاب الغرافيتي في نيويورك.
أخبرنا عن أهم إنجازاتك في هذا المجال؟
أحد أهم انجازاتي أعتبره تصميم زجاجات عطر Calvin Klein Shock One Street Edition، وقد كان لي بعض الإنجازات خلال مسيرتي العملية كمؤدٍّ في أفلام نبض الشارع كانت تسمّى الكلاسيك في الثمانينيات، كما انني شاركت في تأليف أول عمل رسمي خارج برودواي لموسيقى الهيب هوب Jam On The Groove ، والذي سافر ليعرض حول العالم، فقد حظيت بمسيرة مهنية مثمرة، ولكنني أعتبر أن هذا التعاون يعدّ بمثابة تتويج لأعمالي وإنجازاتي.
ما هو أكثر تصميم قمت به ويعد الأقرب لقلبك؟
في الحقيقة لقد قمت بعمل العديد من التصميمات خلال حياتي، وبعض من أعمالي الحديثة التي قمت بها بطريقة قانونية على الجدران، مثلاً نفّذت قطعة في بروتوريكو على حائط مع بعض من أصدقائي كتّاب الغرافيتي هناك منذ عامين، وكانت قريبة إلى قلبي حتى قمت بتصميم زجاجات العطر لكالفين كلاين، فهذا عمل أنا أفخر به جداً، وأعتبره شهادة على كل التفاني خلال الأعوام الماضية محاولاً أن أحيي فنّاً، غالباً ما يُستهجن، ويُحتقر، فهذه شهادة على أن هذا الفن قد استحق مكانته في عالم الدعاية فقد كافح للبقاء على مر الأعوام، فهو صوت الشارع وصوت المدن أو الحضر، إنه نوع ثوري من الفن جاء ليبقى ويتطوّر، كما أنه يعد تكريماً لرواد هذا الفن الذين لم يتخيلوا أن يُقبَل هذا الفن في يوم من الأيام لدى شركة ضخمة وماركة عالمية مثل كالفين كلاين بل ويستخدم لتصميم زجاجة عطر، فهذه رسالة بأن فنّ الغرافيتي هو فن أصيل لا بد من احترامه كأي نوع آخر من أنواع الفنون.
في رأيك، ما هي العلاقة بين هيب-هوب والغرافيتي؟
الغرافيتي كان دائماً جزءاً من ثقافة الهيب-هوب، فالهيب-هوب تتكوّن من الكثير من العوامل، مثل رقص البريك دانس أو كما نقولها نحن B-Boy (break boy) أو B-Girl (break girl)، هناك أيضاً الدي-جي الذين يتعاملون مع الطاولات المستديرة والميكسر كما ندعوها، وهناك أيضاً الغناء وهو الراب أو كما ندعوه نحن MC أي المتحكم في الميكروفون، وهناك كتابة الغرافيتي فهي أحد العوامل التي تكوّن ثقافة الهيب-هوب، التي يعد أسلوباً ونمطاً في الحياة أكثر منها فناً.
ما هي الرسالة التي تحاول إيصالها عبر كتابات او تصاميم الغرافيتي التي تقوم بها؟
الرسالة التي أحاول إيصالها هي التعبير عن نفسي، أن أقول عبر تصاميمي أنا هنا، موجود، أنا مهم ولديّ قيمة فعلية، وأعتقد أن هذه هي أهم الرسائل أن تريد أن تكون معروفاً، أن يلاحظك الآخرون وأن تحظى بالاحترام الذي تستحقه، فالناس يريدون السماح لك بأن تلقي نظرة على روحهم من الداخل.
ما هي العلاقة بين الغرافيتي والتسويق للعلامات التجارية؟
كنا نروّج لأنفسنا في البداية، فهي علاقة طبيعية كانت موجودة بالفعل، وعندما يتم الاتفاق معك على الترويج لمنتج وتقاضي مبلغ عنه خاصة مثل هذا العمل مع كالفين كلاين فهو يعد بمثابة الزواج، حركة كانت بالفعل تروّج لنفسها وماركة ضخمة وشهيرة توحّدان قواهما، إن ذلك كما القدر
المحتوم.
كيف ترى تطوّر الغرافيتي خلال السنوات الخمس عشرة الماضية وكيف تراها في المستقبل؟
لقد تخطت العديد من التحديات خلال الأعوام الماضية وفرضت نفسها على الواقع والمجتمع، فقد أثبتت أنها فن له احترامه، فهي تحدت العديد من أنواع الفن، وأرى أنه لا يزال حتى الآن بعض الناس يخشوننا ولا يقتنعون بما نفعله، وأنه فن شارع عنيف، ولا نزال نلقى الرفض في بعض الأحيان، ولكننا استحققنا مكانتنا، بغض النظر عن رأي المجتمع وقتها حتى بدأ يتعلم تقبلنا، وأعتقد أنه لا بد من فهم حقيقة أن الفن الجديد دائم التطور، فاليوم هناك جيل جديد وهناك مساحة في العالم الكبير لكافة أنواع الفنّ، فأنا أرى أن الهيب هوب عموماً تحدى كل الأعراف حتى فرض نفسه وتفهمه الناس.
لو لم تكون فنّان غرافيتي فماذا كنت ستختار أن تعبّر عن نفسك خلاله؟
أنا كنت أدرس فن الدعاية والإعلان، لذا أظن أنني كنت سأقوم بشيء مماثل، ممكن أن يكون الفن التجريدي، فأنا أحب الخيال العلمي، والأساطير والأبعاد المختلفة، فأنا انتقائي بعض الشيء، وأحب تخيّل ما هي الحال إذا كان هناك عالم آخر وهكذا.
أخبرنا بثلاث نصائح عن كيفية الوصول إلى حلمك وهدفك بنجاح؟
اعمل بجهد وادرس حرفتك أو موهبتك، وداوم على ممارستها، وتجنّب كل ما من شأنه إيقاعك في المتاعب، مثلاً في الغرافيتي عدم الرسم على الجدران بشكل غير قانوني، وتمسّك بحرفتك وداوم على إتقانها، ودائماً ادرس أسس هذه الموهبة أو المهنة التي تحبها، تعلم من السابقين الذين أثروا فيها على مر السنين، فالتاريخ هام جداً، خاصة للفنانين.