رغم أهمية الأدوات والأجهزة التقنية الحديثة في جوانب حياتنا المختلفة، إلا أن الأمر وفي ظل هذا التطور قد يضر بصحة الأشخاص بصورة كبيرة. والدليل على ذلك على سبيل المثال أن الكثيرين منا ربما يشعرون بأن الهواتف الذكية تقلل من درجة تركيزهم، كما أن تفحص رسائل البريد الإلكتروني وتويتر يحد من الانتاجية ويفصلنا عن حياتنا الواقعية.
التقنيات الحديثة تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في سلوكياتنا
هذه التقنيات الحديثة تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في سلوكياتنا، وهو الأمر الذي لا يزال قيد البحث والتدقيق من جانب العلماء والباحثين.
وبدا من نتائج الدراسات التي أجريت حتى الآن أن وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من درجة الشعور بالأنانية، والهواتف الذكية من الممكن أن تتسبب في الاصابة بالأرق وشاشات الأجهزة تجعل الأطفال أقل تعاطفاً.
أضرار يجب التصدي لها
من جانبها، قالت كيت انسوورث، التي تشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة Kovert Designs وتبلغ من العمر 29 عاما، إنها لا تريد أن تنشئ أطفالها على ذلك الواقع، مضيفة أنها بعد اطلاعها على تلك الدراسات ذات الصلة التي نشرت بهذا الخصوص، اقتنعت بأنه من الضروري فعل بعض الأشياء التي يمكن التصدي بها لتلك التأثيرات الضارة التي قد تلحق بالكبار والصغار من أوجه التكنولوجيا الحديثة.
ويعمل في شركة كيت هذه 20 موظفاً من بينهم علماء أعصاب وعلماء نفس وفلاسفة، يضعون التجارب التي من شأنها توفير معلومات بشأن الطريقة التي تغير بها التكنولوجيا أجسام الناس وسلوكياتهم.
وقبل شهرين، وجهت كيت الدعوى لمجموعة منتقاة من رؤساء الشركات، رواد الأعمال وغيرهم من الأشخاص أصحاب النفوذ للقيام برحلة إلى المغرب من أجل دراسة سلوكياتهم في وجود التكنولوجيا وفي غيابها.
وتبين من خلال تلك التجربة أنه بعد مرور 3 أيام من دون استخدام الأجهزة التقنية والرقمية الحديثة، تغيرت وضعية أجسام الأشخاص بصورة ملفتة للنظر، وبدأوا ينظرون لأعين بعضهم البعض بشكل مباشر بدلا من النظرات التي كانت تتم من جانبهم للأسفل باتجاه الشاشات، وهو ما عمل على تعزيز قوة علاقات الصداقة فيما بينهم بصورة أفضل. كم اتضح تحسن قدراتهم على صعيد الذاكرة، التواصل وجودة النوم.