
برغم أن سوق الإلكترونيات من الهواتف والحواسيب المحمولة هو سوق يسيطر عليه الرجال خاصة في الشرق الأوسط، إلا أن مجموعة من الفتيات السعوديات قد استطعن كسر هذه القاعدة. فقد لاحظت الجوهرة القحطاني أثناء دراستها في جامعة الأميرة نور بنت عبد الرحمن في الرياض أن بعض الناس وخاصة الفتيات يفضلن التخلص من هاتفها وحاسوبها القديم وشراء غيره بدلا من تصليحه خوفا على ملفاتها الخاصة الموجودة على الجهاز، لهذا فقد أعلنت على صفحتها عبر موقع تويتر عام 2013 أنها على استعداد لتقديم خدمات تصليح للهواتف وأجهزة اللاب توب لزملائها.
وبعد سنة، استطاعت مقابل ايجار بسيط فتح متجر صغير في الجامعة لتصليح الهواتف والحواسيب وبيع الإكسسوار الخاص بها. وفي 2015، حولت صفحة تويتر والمتجر الصغير لشركة كبيرة تحت اسم Fixtag ولها فرعان إحداهما في جامعة الأميرة نور والآخر في مخرج الطريق 6، كما حولت صفحة تويتر لمنصة كبيرة لطلب وعرض الخدمات والمنتجات، حتى بات للشركة اليوم 3 مؤسسيين وهم الجوهرة القحطاني، مداوي القحطاني والعنود القحطاني، وتعمل الشركة تحت شعار "يمكن للنساء إصلاح هاتفك" وهو الشعار الذي جلب لهن الكثير من الزبائن لثقتهم في الحفاظ على خصوصيتهم.
ومنذ إنشاء الشركة، استطاعت تقديم خدمات إصلاح لأكثر من 18 ألف جهاز، وتتلقى الشركة حوالي 20 طلبا يوميا معظمهم من زبائن المحل بينما 10% من زبائن الشركة يأتون عبر الانترنت: وتتلقى الشركة 30 ريال سعودي لفحص الجهاز أو 65 ريال للخدمات عبر الانترنت تدفع عبر التحويل أو عند الاستلام. وقد صرحت الجوهرة أن وجودهم في الجامعة ساعدهم كثيرا على فتح أول متاجرهم بدون الحصول على موافقة من البلدية بعد أن ساعدتهم الجامعة على الحصول على التصاريح اللازمة وقدمت لهم المتجر مقابل إيجار بسيط، ولكن أول مشكلة واجهت الشركة هي الحصول على تصاريح لإنشاء فروع للمتجر خارج الجامعة، لأن متجر الجامعة يعاني من انخفاض مبيعاته خلال فصل الصيف كما يصعب توظيف أي أحد به من خارج الجامعة.
وبعد الكثير من العمل والجهد، استطاعت الشركة إنشاء أول متاجرها خارج الجامعة وتشجيع الفتيات على الالتحاق للعمل معها، وتخطط الشركة لاحقا لإنشاء فرعين جديدين لها في جدة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا وفي الرياض في جامعة الملك سعود.