تضم عادة الشركات برامج تدريب للموظفين الجدد. فتعين لهم أشخاصاً يكونون مسؤولين عنهم، وغالباً ما يكونون رفيعي المستوى. فيقدمون لهم الإرشاد والنصح لينطلقوا في أعمالهم. أما في حالة دارا كيرستين وجيرالد هاسيل، المدير التنفيذي لشركة تبلغ قيمتها 44 مليار دولار، فابنة الواحدة والثلاثين هي من تقدم النصح إلى المدير التنفيذي.
تخرجت كيرستين من جامعة ولاية بنسيلفانيا بشهادة في علوم المعلومات وتقنياتها وعملت أولا في BNY Mellon في برنامج رائد يعمل بموجبه الموظفون لفترات معينة في أقسام ثم يغيرون الأقسام ليتعرفوا الى كل الوحدات الوظيفية.
طُلب من دارا كيرستين تقديم النصح لأحد المسؤولون التنفيذيين الكبار. وفاتها الاجتماع الأول، فكان من حظها أن تم انتقاؤها لإرشاد المدير التنفيذي. تلتقي كيرستيل مع هاسيل مرة كل فصل إما شخصياً عندما تكون في نيويورك أو عبر Skype إذا كانت في بيتسبورغ، حيث تقيم.
أراد هاسيل معرفة توجه الأشخاص من عمر دارا في ما خص المعلومات، كما أراد أن يجمع أفكاراً وآراء حول رأي الموظفين بمشاركة المكاتب وكيف يستثمرون المعلومات ويستهلكونها. ومن الصعوبات التي واجهتها دارا هي عدم معرفة الأسئلة التي سيطرحها عليها المدير التنفيذي بشكل مسبق. تأتي دارا من عائلة مهندسي كمبيوتر. لذا، فهي ضليعة في هذا المجال. وفيما خفتت العلاقة التي جمعت غيرها من الموظفين الذين قاموا بإرشاد مسؤولين تنفيذيين، تطورت علاقتها بالمدير التنفيذي.
وفي أحد الأيام، حين كانت مترددة بشأن البقاء في عملها، بنصف دوام، أو قضاء الوقت مع عائلتها، علماً أنها كانت لا تريد أن تكون أماً فقط، طلبت نصيحة المدير التنفيذي الذي أجاب: "أخيراً، بإمكاني أنا أن أقدم لك النصائح". وهي تعمل الآن دارا في الشركة بدوام كامل.