تقترب فايسبوك من الاكتتاب الأولي العام الذي سيجمع 13 مليار دولار ويكون أكبر إكتتاب عام يحصل ويثبّت قيمة الشركة على 100 مليار دولار.
على عكس عدّة مؤسسين، تمكن زوكربرغ من الحفاظ على حصّة كبيرة في شركته، والمدير التنفيذي الذي يقترب من عامه الثامن والعشرين سيحتفظ بـ 57% من الأسهم، ما يتيح له قدرة هائلة على السيطرة على مستقبل فايسبوك كشركة مساهمة عامّة، وهو يسعى إلى مليار دولار نقداً من عملية الاكتتاب الأولي. هذا هو الصواب الذي قام زوكربرغ للوصول إلى تلك النقطة.
لم يحتفظ بمنصب إداري واحد وإنما بإثنين
حين أصبح شون باركر رئيساً في فايسبوك سنة 2004، حرص على التأكد من أنّ الشاب زوكربرغ حافظ على ماليّة فايسبوك. وحين قامت فايسبوك بأول جولة تمويلية سنة 2005، من أجل 13 مليون دولار، وضع باركر سعياً حثيثاً للحصول على تقييم مرتفع للشركة، أي حوالي 100 مليون دولار ذلك الوقت، لكن ما هو أهمّ أنّ باركر صمّم المجلس ليحصل فيه مارك على مقعدين، ما صعّب المهمّة على المجلس، وحين خرج باركر من الشركة، أعطى مقعده لزوكربرغ.
كان حذقاً بشأن أسهم الشركة
في نوفمبر 2009، صوّت مجلس الإدارة لصالح إعتماد هيكلية لفئتين من الأسهم، محولاً أسهم المساهمين الحاليين من فئة (أ) إلى فئة (ب)، 10 مرّات قيمة الاكتتاب. هذه الهيكلية لا تعطي بالضرورة زوكربرغ الكلمة الفصل، لكن يصبح لصوته ثقل بغض النظر عن كونه المؤسس والمدير التنفيذي.
رفع الدعاوي القضائية
إدّعى رفيقا زوكربرغ في جامعة هارفرد كاميرون وتايلر وينكلفوس أنهما صاحبا فكرة فايسبوك الأصلية، وأنّ زوكربرغ الذي استعانا به كمطوّر نفذ بتلك الفكرة.
وفي محاكمة أشبه ما تكون دعائية، قام زوكربرغ بتسوية مع التوأم قدرها 68 مليون دولار في العام 2008، لكنّ الأمر لم ينتهِ هنا، فالتوأم إدعى أنه تمّ تضليله من قبل تقييم الشركة، لكن كان هناك قرار حاسم من قبل محكمة الاستئناف الفدرالية، وفي يونيو 2011، أعلن التوأم أنه سيوقف الاستئناف مقرراً عدم أخذ القضية إلى المحكمة العليا.
تخلّص من شركائه المؤسّسين
قد لا يكون هذا الأمر بالحسن، لكن جزء من نجاح زوكربرغ الكبير يعزى إلى دفعه شركائه إلى الخروج بشكل مبكر من الشركة دون أن يأخذوا حصة كبيرة منها معهم، هذا ما قام به مع سافرين إدواردو الذي قلّص دوره بالتعاون مع المستثمرين، فدفع إيّاه إلى ترك الشركة وأقام في أبريل 2005 دعوى قضائية ضدّ الشركة وزوكربرغ شخصياً وربحها دون أن يتمكّن من الحصول على نصف الشركة، إنما حصل فقط على 5% منها.
رفض البيع
مع تقييم بـ 100 ملير دولار يلوح في الأفق، تبدو قرارت زوكربرغ القاضية برفض عروض شراء شركته صائبة تماماً، وبالرجوع إلى عاميّ 2004 و2007، لم تكن الخيارات واضحة، ففي أوائل العام 2004، أبدت غوغل إهتماماً بالشركة، وبحلول مارس 2005، قدّمت فياكوم عرضاً لزوكربرغ بقيمة 75 مليون دولار، وبحلول 2006، كانت ياهو وإي أو أل يتقدّمان بمبلغ مليار دولار، ورفعت فياكوم سعرها إلى مليار ونصف.
سنة 2007، أصبح رقم مايكروسوفت 15 مليار، لكنّ زوكربرغ رفض العرض في النهاية، قائلاً: "أنا هنا لأبني شيئاً يدوم طويلاُ، وأيّ طرح آخر ما هو إلا مدعاة للهو".
سعى إلى الأفضل
لطالما سعت فايسبوك إلى توظيف المواهب بعيداً عن منافسيها، وأبرزهم غوغل وأبل. في هذا الصدد، إدّعت مدوّنة أنّ خمس موظفي فايسبوك كانوا في غوغل، ومن أصل 2174 موظفاً لديهم حساب في لينكدإن، ذكر 378 منهم غوغل كعمل سابق، ومن أبرزهم: شيريل ساندبرد، المديرة التنفيذية لعمليات فايسبوك، والتي كانت نائب رئيس العمليات والمبيعات على الإنترنت في غوغل، وهناك أيضاُ برات تايلور، المسؤول عن إطلاق غوغل مابس (خرائط غوغل).
إنه لا يخاف وول ستريت
في أول يوم له في الترويج لحملة الاكتتاب الأولي في مدينة نيويورك، ووجه زوكربرغ بعدّة عبسات بسبب اختياره ارتداء رداءه الأسود المعتاد وحذاءه الرياضي بدلاً من البدلة وربطة العنق، ولم يظهر حتى خلال جلستين. البعض اعتبر ما قام به بمثابة إزدراء للتقاليد الأميركية، بينما اعتبر محلّل أنّه "إشارة إلى عدم النضج".
لكن يوم يحل الثامن عشر من مايو، سيكون لمارك الضحكة الأخيرة.