قال أرجونا ماهيندران، الرئيس التنفيذي للاستثمار في بنك الإمارات دبي الوطني ان الأسهم الأمريكية التقطت أنفاسها الجمعة الماضي، وتحديداً قطاعات التكنولوجيا الحيوية والإنترنت التي سجلت أداء متفوقاً في الأسواق عموماً خلال الأشهر الستة الماضية. واستبعد هنا أن يكون هذا التوجه بدايةً لتسجيل هبوط في الأسواق الأمريكية التي تحتاج الى مزيد من التطمينات خلال موسم الأرباح الذي يبدأ الأسبوع المقبل، وهو ما توقع أن تحصل عليه بطبيعة الحال.
وتشكل الأسهم ذات الأرباح المرتفعة التوجه السائد حالياً في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي لأن المستثمرين الذين يمتلكون أسهماً سيحصلون على معظم أرباحهم خلال أبريل. وحالما يصبح المشاركون في السوق مؤهلين لجني هذه الأرباح، توقع أن يلجأوا إلى تسييل محافظهم واستكشاف فرص استثمارية جديدة تقدم لهم عوائد مجزية كما هو الوضع في المنطقة، وذلك بالنظر إلى المكاسب التي شهدتها سوق الأسهم أخيراً. وتوقع أن يفضي ذلك إلى نشوء حركة التفاف نحو أسهم الشركات التي تحقق نمواً في منطقة الخليج منذ أواخر أبريل الجاري.
ومن شأن ذلك أن يحافظ على المستوى الجيد لأسواق السندات والائتمان الإقليمية خصوصاً وسط تراجع إصدارات السندات والائتمان.
ومن جهة ثانية، حقق مؤشر "ستاندرد آند بورز" المشترك للبلدان العربية مكاسب بنسبة تخطت 1.4 في المئة الأسبوع الماضي.
ومن المتوقع أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة أحد المستفيدين الرئيسيين من ترقية سوقها وإدراجها ضمن مؤشر "مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال" في مايو المقبل، وذلك نظراً الى ترجيحها الكبير الذي يعزز مكانتها كمنصة رئيسية لمن ينشدون الأرباح ويتطلعون الى الانكشاف على مؤشرات الأداء في الدولة. وفي هذا السياق، توقع أن يتجه المستثمرون من الشركات الأجنبية نحو أسهم الشركات الكبيرة التي توفر مضاعفات تقييم أقل نسبياً ورؤية واضحة من حيث المشاريع المرتقبة.
وشهدت أسواق الأسهم العالمية صعوداً طيباً خلال الأسبوع، ولكن مؤشرات الأداء الرئيسيّة في الولايات المتحدة التي تصدرت حتى الآن مسيرة الصعود العالمي، تراجعت بشكل مفاجئ الجمعة بعد ملامستها مستويات قياسية. وانخفض مؤشر "ستاندارد آند بورز500" بنسبة تجاوزت 1.25 في المئة، كما تراجع "مؤشر ناسداك للتكنولوجيا الثقيلة" متجاوزاً عتبة 2.6 في المئة، كما كانت الأسهم - التي سجلت مكاسب معظم فترات عام 2013 - الأكثر تضرراً بما فيها قطاعات التكنولوجيا الحيوية والتقنيات، في حين تكبدت أسهم الشركات الصغيرة خسائر تجاوزت تلك التي سجلها "مؤشر ستاندارد آند بوزر500".
وتعزا هذه الخسائر إلى عمليات جني الأرباح التي انطلقت قبيل بدء موسم الأرباح هذا الأسبوع، وذلك بعد الانطلاقة القوية المسجلة أخيراً؛ وذلك على اعتبار أن الشركات الأمريكية خفضت توجيهاتها بشكل كبير منذ مطلع العام، وأن أوضاع الربع الأول ساهمت بفعالية في تفاقم تقلبات الأرباح. ولذلك توقع أن تسجل الشركات معدلات أرباح أقل مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي والتي شهدت تسجيل معدلات أرباح أعلى بقليل.
ورغم احتمال تسجيل تراجع بعد أن جاءت الأرباح مخيبة للآمال، قال انه ينبغي أن نضع في الحسبان إمكانية شراء الأسهم في الأسواق عند تسجيل تراجع. وبشكل عام، تبقى التوجهات الاقتصادية الكلية إيجابية على صعيد البيانات الاقتصادية التي ترسخت أخيراً في الولايات المتحدة، وكانت ضمن مسارها الصحيح في أوروبا، ومن دون التوقعات في الصين، وكذلك على صعيد سياسات البنوك المركزية الداعمة دائماً في غمرة الأجواء غير التضخميّة.