عندما نتأمل الغاز الطبيعي الأميركي، يمكننا أن نلحظ أن الأسعار قد هبطت بقدر كبير في الثلاث إلى أربع سنوات السابقة وقد نتوقع أنها قد وصلت أخيراً إلى أدنى حد لها ولكن، فإن المناخ الدافئ على غير العادة والإمدادات الوفيرة ستضع المزيد من الضغوط على الأسعار.
ومن المرجح أن النمو الثابت في الإنتاج منذ عام 2008 سيستمر طوال 2012 ولربما سيرفع من مستويات المخزون. وعلى المدى القصير إلى المتوسط، نحن نعتقد أن أسعار الغاز الطبيعي قد تنخفض إلى أقل من دولارين لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
إن النمو القوي جاء مدفوعاً بالدرجة الأولى بالزيادة في إنتاج الغاز الحجري في السنة الماضية، ومع ذلك، فإن الطلب خلال نفس الفترة ارتفع على نحو معتدل. وسيتوسع الإنتاج في المستقبل القريب على الرغم من التباطؤ في نشاطات التنقيب الجديدة لتظل الإمدادات أكثر من المطلوب في السوق.
وفي الوقت ذاته، فقد شهدت الولايات المتحدة الأميركية أحد أكثر فصول الشتاء دفئاً منذ 60 عاماً مما جعل مخزونات الغاز الطبيعي ترتفع إلى مستويات قياسية.
وعلى المدى الطويل، هناك عدة عوامل تدعم فكرة أن أهمية وضرورة الغاز الطبيعي ستتعزز، فالرئيس أوباما في خطابه حول حالة الاتحاد اتخذ مؤخراً موقفاً صلباً تجاه فكرة الاهتمام أكثر بالغاز الطبيعي في الولايات المتحدة الأميركية، قائلاً: "لدينا إمدادات من الغاز الطبيعي يمكن أن تكفي أميركا لمائة عام تقريباً وستتخذ إدارتي كل الخطوات اللازمة لتطوير هذه الطاقة على نحو آمن." وإحدى المميزات الكبرى للغاز الطبيعي تكمن في أن البنية الأساسية للتوزيع موجودة الآن.
وكل ما على محطات الوقود أن تفعله هو إضافة مضخة للغاز الطبيعي ومن ثم تنطلق في توفيره. وفي إعتقادنا أن هذا يعطي الغاز الطبيعي ميزة هامة للمقارنة عند تقييم البدائل الأخرى مثل السيارات التي تعمل بالكهرباء والتي يجب بناء البنية الأساسية لها من الصفر.
ويفرض موفرو خدمات التخزين ما يسمى بـ "استراتيجيات إنتاج" لحماية حقولهم. واستراتيجيات الإنتاج هي عبارة عن التزامات تعاقدية تحتم على مستخدمي خدمات التخزين سحب كميات الغاز التابعة لهم إلى نسبة مئوية معينة بحلول نهاية موسم السحب في مارس. ومن المرجح جداً أن استراتيجيات الإنتاج هذه قد ترغم على سحب كمية كبيرة من الغاز من المخزون وإلا فقد يفرض على المستخدمين رسوم جزائية. وضخ فائض غاز في أسواق محلية معينة سيؤدي إلى أسعار أقل في تلك المناطق.
إن الإنتاج المحلي المُسوق في الولايات المتحدة خلال 2011 فاق الطلب بنسبة كبيرة. ففي مطلع شهر فبراير، أعلن بعض المنتجين عن خفضهم لأعداد منصات استخراج الغاز في الولايات المتحدة. ولكن ولكي تبدأ الأسعار بالارتفاع مجدداً، يجب تقليص الإنتاج أكثر.
وسيكون من الضروري أن يقوم خمسة أو ستة منتجون آخرون بتخفيض أعداد منصات استخراج الغاز بنفس القدر ولكن التاريخ يبرهن لنا أن إمكانية حدوث ذلك ضئيلة.