تسجل

قصة الشاب معتز عامر الذي هرب من براثن حرب اليمن إلى بلاط الملك تشارلز الثالث

لم يتخيل الشاب اليمني معتز عامر، بعد فراره من وطنه المدمر، أنه سيقف يوماً ما في بلاط ملك بريطانيا، وذلك في قصة نجاح ملهمة.
 بعد أن هرب من ويلات الحرب في اليمن، حقق الشاب اليمني معتز عامر إنجازًا غير مسبوق، حيث كرمه ملك بريطانيا تقديراً لإسهاماته المتميزة.
وفقاً لتقرير موقع العين الإخبارية، قرر والد معتز عند انفجار حرب الحوثي في اليمن 2015، مغادرة مدينة تعز (وسط) برفقة عائلته المؤلفة من 5 أفراد بمن فيهم معتز الذي كان حينها طفلا في ربيعه الثامن.
وكانت الأولى المملكة العربية السعودية محطة معتز وعائلته ، حيث بدأ رب الأسرة هناك ترتيب حياة جديدة؛ لكن وبعد 6 أعوام من الاستقرار وانتهاء عقد عمله في المملكة، قرر خوض مغامرة جديدة والهجرة رفقة عائلته لصعوبة العودة إلى دوامة الحرب التي تضرب بلاده.
بحلول صيف العام 2021، انتقلت العائلة إلى مصر حاملة معها آلامًا وآمالاً وأمنيات، ظلت في القاهرة بهدف استيفاء معاملات الهجرة إلى اليونان، وبعد 8 أشهر كان موعد الانتقال إلى أثينا قد حان، حيث كانت المحطة قبل الأخيرة لمعتز وعائلته قبل الوصول إلى غايتهم المملكة المتحدة، لتأسيس حياة جديدة كُليًا هناك.
يقول معتز في حديثه لـموقع "العين الإخبارية" إن جل ما كان يرغب به أن يلقَ ضالته في حياة آمنة ومستقرة مع عائلته، وأن تنتهي فصول الرحلة الشاقة التي فرضتها عليهم ظروف الحرب في الوطن الأم، وتحديدًا في تعز التي يحنّ لها ويتذكر فيها تفاصيل طفولته هناك قبل حوالي عقد.
بعد نصف عام قضاها وعائلته في اليونان، توّجت الرحلة أخيرا بالوصول إلى المملكة المتحدة بداية 2022 بعد أن حط معتز وعائلته الرحال في مدينة بلفاست بأيرلندا الشمالية، ليبدأ حياة جديدةً مودعًا سنوات الشتات والهجرة من بلدٍ لآخر.
خلال 6 أشهر منذ وصوله المملكة المتحدة كلاجئ، اتقن معتز وشقيقه معتصم اللغة الإنجليزية "تعلمنا اللغة في مقر إقامتنا المؤقت بالفندق على أيدي أساتذة أيرلنديين كانوا يقدمون لنا حصصا يومية"؛ ولحسن حظه، حظي بفرصة الانضمام إلى منظمة "The Prince's Trust"، منظمة خيرية أسسها تشارلز الثالث، من خلال معلميه الذين استشعروا فيه اهتماما في مساعدة الآخرين.
ويضيف معتز عامر للموقع أن انضمامه لهذه المنظمة المعنية بدعم الشباب "في المملكة المتحدة ودول الكومنولث في مجال التدريب وتنمية المهارات الحياتية الأساسية والاستعداد للعمل"، مهد له طريق الوصول الى البلاط الملكي لتكريمه من قبل الملك تشارلز الثالث.
وأشار إلى أنه انخرط ضمن منظمات محلية "لدعم أنشطة ومشاريع خيرية"، وبناء على تقييم نشاطه مع المنظمات في دعم الشباب وخدمة اللاجئين كسفير لمنظمة "The Prince's Trust" فاز بلقب "صانع التغيير الشاب في أيرلندا الشمالية" ثم فاز بنفس اللقب على مستوى المملكة المتحدة.
وفوجئ الشاب اليمني معتز عندما دُعي إلى قصر بكنهجام للاحتفاء به وتكريمه؛ وكانت المفاجأة الأكبر بالنسبة له أنه كُرم من قبل الملك تشارز الثالث شخصيا، وذلك في مايو / أيار 2023.
وقال معتز لـ "العين الإخبارية" وهو يصف تلك اللحظة التاريخية في حياته "كانت لحظة فخر واعتزاز وأمل وسعادة، آمنت وقتها أن فعل الخير يعود علينا بالخير ونحن نحصد ثمار ما نفعل، وليس ثمة ما هو أفضل من مساعدة الآخرين".
وأضاف "كان دعم والدي لي هو الأساس لهذا النجاح الذي يحققه أول شاب يمني، أنا فخور أنا ذلك الشاب هو أنا".
ولا يحد من طموح معتز أي شيء بل يسعى لتحقيق المزيد والأفضل "لقد علمتني رحلتي الشاقة والملهمة في نفس الوقت كيف أصبح قويا وصلبا على مواجهة التحديات"، فجل وقته يكرسه حاليا في التأسيس للمرحلة الجامعية والاستمرار في العمل التطوعي و"مواصلة تمثيل وطني بأفضل ما يكون",
وعلى موقعها الإلكتروني الذي تصفحته "العين الإخبارية"، قالت منظمة "The Prince's Trust"، إن تكريم معتز عامر كصانع تغير يأتي "تكريمًا للشباب الذين يلهمون الآخرين من خلال تجربتهم الشخصية في تغيير حياتهم".
وأكدت المنظمة أن معتز أظهر مرونة لا تصدق في مواجهة الشدائد، منذ وصوله كطالب لجوء، استغل فرص التعلم وصمم على رد الجميل لمجتمعه بتخصيص يومان في الأسبوع للعمل التطوعي كناشط في التغيير الاجتماعي كما يعمل في مساعدة طالبي اللجوء الآخري، إلى جانب عمله في التأسيس للمرحلة الجامعية.