مع اقتراب ذكرى ميلاد النبي الكريم محمد ﷺ، نستعد للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة. لنستقبل نور الهدى الذي أضاء به النبي دروبنا، ونحيي سنته الحسنة بالتعرف على موعد المولد النبوي الشريف في مختلف الدول العربية لعام 1446 هـ.
"ولد الهدى فالكائنات ضياء" جاء الرسول ﷺ بنور الهدى والهداية الذي أخرج الناس من الظلمات إلى نور التقرب إلى الله تعالى، وإتمامه لدين الله، حتى أتم الرسالة وأدى الأمانة، وفي يوم مولده نتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بإحياء سنة رسوله وحبيبه محمد ﷺ؛ لذا نتعرف فيما يلي إلى موعد المولد النبوي الشريف 2024 في الدول العربية.
متى نحتفل بالمولد النبوي الشريف؟
نحتفل بالمولد النبوي الشريف في يوم 12 من ربيع الأول من كل عام، حيث ولد رسول الله ﷺ في عام الفيل، ويشير بعض المجتهدين من العلماء، أن ميلاد الرسول ﷺ يوافق بالميلادي يوم 20 أبريل 571، لكن يظل مولد النبي حسب التقويم الهجري هو الأكثر دقة؛ فالثابت وما أجمع عليه أهل العلم أنه ولد في عام الفيل، في شهر ربيع الأول، في يوم الإثنين.
لهذا نحتفل بميلاد الرسول محمد ﷺ في يوم 12 من شهر ربيع الأول من كل عام؛ إحياءً لسنة رسول الله، وتقرباً إلى الله بالصلاة على نبيه ومصطفاه وحبيبه، وباتباع نهجه وسنته في كل قول وفعل.
موعد المولد النبوي الشريف 2024 في الدول العربية والإسلامية
من المقرر أن تستطلع دار الإفتاء المصرية هلال شهر ربيع الأول 1446 عقب غروب شمس يوم الإثنين، 29 صفر 1446، الموافق 2 سبتمبر 2024، على أن يكون مولد النبي عقب المتمم لشهر صفر، وغرة ربيع الأول بأحد عشر يوماً.
ومن المتوقع أن يكون موعد المولد النبوي 2024 في مصر هذا العام، يوم الإثنين، الموافق 16 سبتمبر 2024، حالة وافقت الرؤية الشرعية الحسابات الفلكية، حيث يبدأ إحياء هذا اليوم المبارك عقب مغرب يوم الأحد، الموافق 15 سبتمبر 2024، وينتهي عقب مغرب يوم الإثنين، الموافق 16 سبتمبر 2024. بالتالي، تحتفل الدول العربية والإسلامية بيوم المولود النبوي 1446 في نفس التوقيت، وحسب الرؤية الشرعية في ليلة آخر أيام شهر صفر في كل دولة.
لماذا نحتفل بالمولد النبوي؟
باتفاق علماء السنة، إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أمر مشروع، فيستند المقطع السابق لدار الإفتاء المصرية إلى الآية الكريمة "وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ"، وأيام الله هي أيام نصر أنبياء الله وأوليائه، وأيام مولدهم، وخيرها مولد النبي ﷺ ناصر الأمة، وكاشف الغمة.
كما تستند دار الإفتاء المصرية بقوله تعالى "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ". ويسن عن النبي ﷺ صوم يوم الإثنين، فحين سئل عن سبب صومه لهذا اليوم، فقال النَّبيُّ ﷺ: «ذاك يومٌ وُلِدْتُ فيه، ويومٌ بُعِثْتُ» وفي رواية أخرى قال: "أُنزِلَ علَيَّ فيه"، فهو يوم له الأولوية في الصيام، مثله مثل يوم الخميس الذي يُرفع فيه الأعمال.
كيف نستقبل المولد النبوي الشريف؟
إحياءً لمولد النبي المختار، وتقرباً إلى الله -جل وعلا- فمن المستحب أن نذكر الله ورسوله، ونتبع سنته في هذا اليوم العظيم، وخير الأعمال في هذا اليوم الصلاة على النبي، بأي صيغة، وخير الصيغ هي الصلاة الإبراهيمية، وهي:
أما عن خير الأعمال في هذا اليوم المبارك، تجديد العهد مع الله ورسوله، فيقول الله تعالى في سورة محمد: "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2)"، فلكل منا ركن من أركان الإسلام أو الفروض التي نقصر فيها، فلنجعل في هذا اليوم بداية تجديد العهد بألا نقصر في هذا الركن أبداً.