تابع الخليجيون، بحذر وقلق، تحركات العاصفة "شاهين" التي وصلت إلى بحر العرب، وضربت ساحل سلطنة عُمان بدءاً من صباح الأحد.
واستحوذت هذه العاصفة على اهتمام ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبّروا عن قلقهم البالغ من تأثيراتها، بخاصة بعد التحذيرات الأربعة التي أطلقتها السلطات العمانية، إذ استبقت الأخيرة الإعصار بإعلان إجازة رسمية للموظفين، وتأجيل كل الرحلات من مطار مسقط الدولي وإليه حتى إشعار آخر، وناشدت سكان المناطق الواقعة في نطاق التأثير المباشر للإعصار، إخلاء منازلهم والتوجه إلى مراكز الإيواء.
وحظي وسم "#شاهين" بتفاعل واسع بين المغردين العمانيين، الذين ألزمتهم العاصفة بالبقاء في منازلهم، فاستعدوا لها بابتكار الصور الكاريكاتورية التي عبرت عن حالة بعضهم. ولمواكبة التطورات دشن عمانيون وسوما أخرى حملت أسماء عديدة مثل #العاصفة_المدارية_شاهين #اعصار_شاهين و#بحر_العرب.
وتداول مغردون عمانيون صورًا ومقاطع فيديو قيل إنها تظهر مناطق في سلطنة عمان وقد تحولت إلى بركة مياه كبيرة، بينما شارك البعض مقاطع تُظهر سيارات عالقة في مياه الأمطار. كما تناقل آخرون مقطعا يظهر مجموعة من الأشخاص وهم يكابدون لإنقاذ أنفسهم بعد أن حاصرتهم السيول الجارفة.
ولم يقتصر التفاعل على المعلقين العمانيين، بل تخطاه ليشمل مشاركات من دول عربية أخرى، حيث شهد موقع تويتر تضامناً عربيا واسعا مع سلطنة عمان. وتنوعت التعليقات عبر تلك الوسوم بين الدعاء بالسلامة وإطلاق المبادرات الإغاثية والسخرية من الآثار التي أحدثتها العاصفة.
وتساءل البعض عن مدى جهوزية السدود التي من شأنها حماية البلاد من الغرق والسيول الجارفة، بخاصة أن تلك المشاهد باتت متكررة في السلطنة التي تعرضت في السنوات الأخيرة للعديد من الظواهر المناخية المختلفة. وقدّم عمانيون مقترحات عديدة لتخفيف الأضرار التي قد تجلبها العواصف المدارية، كتطوير البنى التحتية وإنشاء مراكز جديدة لدارسة التحولات المناخية.
وقد ألقى بعضهم باللائمة على ما يصفونه بـ"تجاهل بعض المسؤولين" لأولوية تطوير المراكز العلمية التي من شأنها وضع خطط ودراسة التغيرات المناخية في بحر العرب.
أما عن تسمية العاصفة بـ"شاهين"، فذكرت صحف آسيوية وخليجية، ان دولة قطر هي من اقترحت هذه التسمية. والشاهين هو أحد أنواع الطيور الجارحة المعروفة بسرعتها الفائقة.
لكن من الثابت أن معظم هيئات الرصد الجوية الإقليمية تختار أسماء الأعاصير وفقا لقائمة رسمية من الأسماء التي تقترحها دول المنطقة. ويتم التصديق على تلك الأسماء قبل بداية كل موسم للأعاصير. ويشترط في الاسم المقترح أن يكون حياديا من دون دلائل تحريضية أو سياسية أو دينية.
والعاصفة "شاهين" هي امتداد لإعصار "جولاب" الذي تشكل قبل أيام في منطقة خليج البنغال. ففي 29 سبتمبر، رصد مركز تابع للبحرية الأميركية وجود منخفض في خليج البنغال قبل أن يتجه نحو بحر العرب مساء الأربعاء الماضي، حيث تكونت عاصفة مدارية وصلت تأثيراتها لسواحل سلطنة عمان مساء أيام السبت.
وقد أعلنت هيئة الأرصاد الجوية العمانية في وقت مبكر من مساء الجمعة أن الحالة المدارية "شاهين" في بحر العرب تحولت إلى إعصار من الدرجة الأولى.
ويتوقع خبراء أن تستمر تأثيرات العاصفة إلى عدة أيام، ما دفع السلطات العمانية إلى إعلان يومي الإثنين والثلاثاء عطلة رسمية.
إلى ذلك، تظهر صور الأقمار الاصطناعية بوضوح وجود كميات ضخمة من السحب الركامية التي تتحرك حول بحر العرب . وقد امتدت تأثيرات إعصار شاهين إلى بعض جيران السلطنة، إذا أفادت السلطات الإيرانية باختفاء 5 صيادين إيرانيين جراء الإعصار الذي ضرب المناطق الساحلية جنوب شرقي البلاد.
بدورها، أعلنت دولة الإمارات تدابير أولية لمواجهة الأثار المحتملة للإعصار على سواحلها. في حين نفت السعودية وجود أي تأثير مباشر لإعصار شاهين عليها، متوقعة تشكل انخفاض جوي الاثنين القادم وهطول أمطار تستمر لعدة أيام على الأجزاء الجنوبية للمنطقة الشرقية والرياض.