تقلد تيم كوك في 2011 منصب المدير التنفيذي لشركة أبل، مثيرا تساؤلات عديدة حول قدرته على أن يحل محل صديقه ومعلمه ستيف جوبز. وقد أثبت قدرته بقوة بعدما وصلت أبل لمرحلة فارقة حاليا، بعد أن أصبحت أول شركات الولايات المتحدة التي تصل قيمتها لتريليون دولار.
التخرج والعمل
ولد تيموثي دونالد كوك في ألاباما عام 1960 وترعرع في بلدة روبرتسديل حيث التحق بالمدرسة الثانوية، وتخرج من جامعة "أوبورن" بألاباما عام 1982 وحصل على شهادة في الهندسة الصناعية، والتحق فورا بالعمل بشركة IBM في قسم الحاسب الآلي. وفي عام 1996، تم تشخيص إصابته بمرض التصلب المتعدد، ما كان سبباً في تغيير رؤيته للعالم ودفعه للمشاركة في الأعمال الخاصة بالعديد من المؤسسات الخيرية.
بعد 12 عاما، ترك العمل في شركة IBM وانتقل للعمل مديرا للعمليات بشركة Intelligent Electronics، ثم تركها في عام 1997 للعمل كنائب لمدير شركة Compaq، حتى رشحه ستيف جوبز للعمل نائب لمدير أبل للعمليات حول العالم، وكان قرار غلق مصانع أبل ومخازنها والاستعانة بمقاولين خارجيين من أول القرارات التي اتخذها كوك، ونتجت عنه صناعة عدد أكبر من الأجهزة وتوصيلها للعملاء في زمن أسرع.
أسلوب قاسي
مع تزايد نفوذ كوك في أبل، عُرف بأسلوبه القاسي في الاستجواب ورغبته في عقد اجتماعات طويلة لا تنتهي قبل الوصول لحل سليم، وبإرساله لرسائل إلكترونية في أي وقت وانتظاره للرد في حينها. وفي عام 2007، أصدرت أبل هاتف ايفون الذي سيحدث ثورة في عالم الهواتف.
كما عينته أبل في العام نفسه مديراً تنفيذياً لقسم العمليات، وأصبح يدير معظم أعمال الشركة. وفي العام 2009، عين مديراً تنفيذياً مؤقتاً للشركة مع تدهور الحالة الصحية لجوبز عقب إصابته بسرطان البنكرياس في عام 2003. وفي 2011، استقال جوبز نهائيا من منصبه تاركاً منصب المدير التنفيذي بشكل نهائي لكوك. وبرغم القلق الذي أصاب العديدين بخصوص قدرة كوك على تولي منصب صديقه، إلا أنه استطاع أن يحافظ على الكثير من تقاليد الشركة وأن تستمر في النجاح تحت إدارته.
أبل تحسم المنافسة
حققت آبل إنجازا جديدا غير مسبوق بأن أصبحت أول شركة أميركية تتخطى قيمتها السوقية التريليون دولار، لتحسم بذلك السباق إلى التريليون مع شركات منافسة مثل أمازون وألفابت (الشركة الأم لغوغل).فبعد إعلان الشركة عن أرباح في الشهر الفائت فاقت التوقعات؛ ارتفعت أسهمها مؤقتا لتصل إلى 207.05 دولارات للسهم، الأمر الذي جعل قيمة آبل تتخطى بقليل التريليون دولار.ورغم أن سوق الهواتف الذكية مشبع تقريبا، فقد تمكنت آبل من زيادة هوامش الربح ومتوسط سعر البيع بفضل جهاز آيفون إكس.ومع أن مبيعات آيفون نمت بنسبة 1%؛ فإن العائدات قفزت بنسبة 20%. وبعائدات بمقدار 53.3 مليار دولار تمكنت الشركة من تحقيق نسبة نمو تبلغ 17% على أساس سنوي.