مايكل روبن اسم مرادف لقصص النجاح المعاصرة التي قرر أصحابها أن يعتمدوا على أنفسهم من الألف إلى الياء. ويمكن القول إنه رائد أعمال عصامي، بدأ حياته من الصفر، حتى تمكن من الانضمام الى نادي المليونيرات.
لم يعد ربح مليون دولار بالخبر المستحق للحديث عنه كما كان سابقاً، وأصبح التوجه الحالي الحديث عمن ربح المليار وهو لم يبلغ العشرين أو الثلاثين أو الأربعين.
ولم يرد مايكل تغيير الدنيا إلى الأفضل، ولم يخترع أيضاً المصباح الكهربائي، بل هو تاجر بالفطرة، محب للمخاطرة ويفكر في المستقبل. من بيت والديه في ولاية فيلادلفيا كانت بدايته حين ذهب إلى معسكر تخييم للأطفال، وأخذ باقة بطاقات أشهر شخصيات لعبة البيسبول الأميركية الشهيرة، وهناك قام ببيعها للآباء الذين زاروا أطفالهم في المعسكر، واشتروا منه البطاقات بربح جيد، بعدها اتفق مع خمسة أولاد صغار كي يعملوا لديه براتب مقابل إزاحة الثلوج من طرقات زبائنه.
وبدأ وهو في سن الـ 12 عاماً في بيع البذور من باب لآخر في حيه، وحين رجع من معسكر للتزلج قرر افتتاح محل لدوزنة (Tune up / Tweak) معدات التزلج في بدروم بيت والديه. بعدها بفترة وجد مايكل أن بيع المعدات ذاتها أفضل من مجرد إصلاحها، لذا دخل هذا المعترك بكل قوته. سلك مايكل سلوكا "شرساً" في التسويق والإعلان لمشاريعه، حتى أنه قام بتوزيع منشورات دعائية على السيارات الواقفة في منطقة تتبع لمنافس له في السوق، فما كان من هذا المنافس إلا واتصل هاتفيا بوالد مايكل وهدده أنه إذا لم يتوقف ابنه عن هذه النشاطات الإعلانية المستفزة في منطقته فسوف يبلغ عنه الشرطة لتقبض عليه. جادل والد مايكل هذا المنافس قائلا له: إنه طفل يبلغ من العمر 12 عاماً، فماذا يمكنه أن يفعل لكي يهددك في تجارتك؟ واستمر مايكل في التسويق والإعلان حتى بلغت إجمالي المبيعات 25 ألف دولار في السنة الأولى له في هذه التجارة، بربح صافي شهري قدره 500 دولار في المتوسط.
ولما بلغ 14 عاماً أقنع والده كي يستأجر متجراً في سوق تجاري قريب، ليتبعه باستئجار متجر آخر بسنتين، ثم توصل الى صفقة مع إدارة مدرسته لتسمح له ولشركائه بالدراسة بدوام جزئي لا كلي (بارت تايم). حين كان عمره 16 سنة، حل موسم تزلج شتوي ضعيف الإقبال شحيح المبيعات، الأمر الذي ترك بصمة شديدة الوطء على تجارة مايكل، مع ديون قدرها 120 ألف دولار. يحكي مايكل عن هذه الفترة فيقول:" لم ينتبني الخوف، ونظرت الى الديون على أنها خطوة أخرى عليه أن يخطوها". ولتفادي إعلان إفلاس شركته وإغلاقها، اقترض مايكل من والده مبلغ 37 ألف دولار والذي اقترضها بدوره، ثم دفعها للمقرضين، وكان شرط والد مايكل لإقراضه هو أن يذهب مايكل للدراسة الجامعية.
كبوة صغيرة خرج منها مايكل ببعض التفكير، إذ عثر على صفقة مبيعات تزلج قيمتها 200 ألف دولار عرضها صاحبها مقابل 17 ألف دولار فقط. لكن كيف سيوفر ثمنها – خاصة وأنه مدين لوالده؟ اقترض مايكل من جار مراب، أقرضه المبلغ مقابل فائدة قدرها ألف دولار لكل أسبوع يمر قبل سداد كامل المبلغ. قبل مايكل المخاطرة واشترى المعدات وباعها خلال 4 أسابيع مقابل 75 ألف دولار وسدد مبلغ الربا وكذلك سدد دينه للدائنين ولوالده. هذه الصفقة جعلته يركز أكثر على البيع بالجملة والبعد عن البيع للمشترين الفرديين.
تعلم مايكل الكثير من هذه التجربة، إذ بدأ يبحث عن معدات رياضية ذات جودة عالية وسعر متدن في الوقت ذاته، وهو بدأ بشراء المعدات الزائدة عن حاجة الآخرين بسعر متدن، ليقوم ببيعها في سلسلة من 3 محلات بيع معدات تزلج كان قد سبق له شراؤها. بعد قضاء شوط دراسي واحد، قرر مايكل ترك الدراسة الجامعية للتركيز على تجارته، وفي عام 1994 قرر إطلاق علامته التجارية الخاصة في عالم الأحذية وسماها يوكون Yukon.
في عام 1995، وبعد بلوغه سن 23 عاماً، قرر شراء حصة قدرها 40% من رايكا أو Ryka وهي شركة مساهمة تصنع أحذية نسائية كانت تمر بضائقة مالية جعلتها على شفا الإفلاس، مقابل 8 ملايين دولار، جزء منها نقدا والباقي ضمانات لسداد ديون على الشركة.
بهذا الشراء أصبح مايكل المدير التنفيذي لهذه الشركة، ليكون بذلك عضواً في نادي المليونيرات العصاميين بأريحية. بنهاية هذه السنة، جاء إجمالي المبيعات السنوية 50 مليون دولار بزيادة 30% عن السنة السابقة بفضل إدارة مايكل. في عام 1997 جمع مايكل جميع شركاته تحت مظلة واحدة، شركة جديدة أسماها الرياضة العالمية أو غلوبال سبورتس، ما جعل إجمالي المبيعات السنوية للعام الأول لهذه الشركة الجديدة يفوق 130 مليون دولار. وفي العام 1999، استطاع روبن أن يطور طرقاً لنقل محتوى شركة GSI لبيع المستلزمات الرياضية بالتجزئة على الإنترنت. ثم اشترى موقع إي باي أعمال مايكل عام 2011 مقابل 2.4 مليارات دولار.
يمكنك قراءة المزيد
أرون ليفي... من تناول السباغتي والنوم على الحصير إلى مليونير
أين يتمركز المليونيريون الجدد في العالم؟
شاما كاباني طالبة طموحها جعلها مليونيرة ناجحة
كوري وادن رحلة شاب معدم أصبح مليونيرًا
تعرّف إلى أبرز المليونيرات الشبان في مجال ريادة الأعمال