فقدت كل من البتكوين والإيثريوم قيمتها بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة، وسط مخاوف اقتصادية عالمية، فقد سجلت العملة المشفرة الرائدة انخفاضًا حادًا تجاوز 12% لتصل إلى أقل من 53 ألف دولار، وهو أدنى مستوى له منذ أواخر فبراير، ما يعكس حالة من عدم الاستقرار.
وفي الوقت نفسه، تراجع الإيثريوم إلى 2,300 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ منتصف يناير، مسجلًا انخفاضًا بنسبة 16%.
وهذه الانخفاضات تأتي في أعقاب بيانات اقتصادية ضعيفة من الولايات المتحدة، أثارت مخاوف من ركود اقتصادي محتمل، ما دفع المستثمرين إلى تحويل أموالهم نحو الأصول الآمنة.
تأثير الصناديق المتداولة
وكانت العملات المشفرة قد شهدت زخمًا قويًا خلال العام الحالي بعد أن وافقت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على صندوق متداول في البورصة يتتبع السعر الفوري لعملتي البتكوين والإيثريوم.
القرار الجديد أدى إلى زيادة كبيرة في الاستثمارات في هاتين العملتين، ما أسهم في رفع أسعارهما خلال الأشهر الماضية.
مخاوف الركود
وعلى الرغم من هذا الدعم المؤسسي، تعرضت أسواق العملات المشفرة مؤخرًا لضغوط شديدة، حيث انخفض البتكوين إلى جانب الأصول الأخرى مثل الأسهم العالمية في عملية بيع واسعة النطاق.
الحركة الهبوطية جاءت نتيجة المخاوف المتزايدة من ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية على الساحة الدولية، وقد أدى هذا إلى تراجع البتكوين بنحو 20% من أعلى مستوى له في مارس 2024، ما يعكس حالة من القلق والاضطراب بين المستثمرين.
أصول محفوفة بالمخاطر
وفي تعليق حول هذا الوضع، قال المحلل السوقي في "آي جي"، توني سيكمور: "هذه التطورات تمثل تذكيرًا كبيرًا بأن البتكوين والعملات المشفرة بشكل عام هي أصول محفوفة بالمخاطر وتقع في قلب منطقة المخاطرة".
وأضاف سيكمور أن البتكوين يختبر حاليًّا مستوى الدعم الحرج بين 53 و54 ألف دولار، مشيرًا إلى أن الحفاظ على هذا المستوى ضروري لمنع حدوث المزيد من الانخفاض نحو مستوى 48 ألف دولار.
ومع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي وتزايد المخاوف من ركود عالمي، يبقى مستقبل العملات المشفرة غير مؤكد، ويتعين على المستثمرين مراقبة تطورات الأسواق عن كثب والاستعداد لمزيد من التقلبات.
وفي حال تفاقمت المخاوف الاقتصادية أو الجيوسياسية، قد نشهد مزيدًا من الانخفاضات في أسعار البتكوين والإيثريوم، ما يزيد من التحديات التي تواجه هذه الأصول الرقمية في المستقبل القريب.