أظهر تقرير غالوب العالمي للمشاعر 2022 الصادر، الثلاثاء، أن مشاعر الضغوط والحزن والغضب والقلق والآلام الجسدية، التي يعاني منها الناس يوميًا، سجلت رقمًا تاريخيًا في قياسات الرأي العام التي تجريها مؤسسة غالوب سنويًا منذ عام 2006، ما يشير إلى ارتفاع "معدل التعاسة العالمي".
جاء ترتيب الدول العشر الأكثر تعرضًا للمشاعر السلبية على النحو التالي: أفغانستان ثم لبنان، العراق، سيراليون، الأردن، تركيا، ثم بنغلاديش والإكوادور وغينيا وأخيرًا بنين.
تعليقًا على هذا التقرير قالت خبيرة علم الاجتماع، الاستاذة الجامعية وديعة الأميوني في حديث خاص لموقع سكاي نيوز عربية إن "التعاسة زادت عالميًا والأسباب عديدة أبرزها الأزمات الاقتصادية على مستوى العالم".
وشرحت أميوني الأسباب التي تساهم بالشعور في التعاسة على الشكل التالي:
- الأنظمة الرأسمالية المتبعة منذ زمن، ودعت إلى ضرورة إعادة النظر فيها وصياغة أنظمة اقتصادية جديدة أكثر عدلًا وخاصة في لبنان.
- الضغط الاقتصادي، الذي يؤدي إلى عدم الشعور بالأمان والأزمات السياسية وأنظمة الحكم الفاسدة التي ساهمت في توسيع رقعة التعاسة.
- العامل البيولوجي النفسي، من خلال تأثيرات جائحة كورونا الصحية على نفسية الأشخاص.
قالت أميوني "بات المواطن يعيش فترة اضطراب كبيرة وصار أكثر تعاسة، ووصل إلى حد التوحد والسلوك الانغلاقي على نفسه مع الخوف من الانخراط في المجتمع وصولًا إلى الشعور بالتوحد الاجتماعي".
وتابعت "إضافة إلى كل هذه الأسباب هناك التدهور الاقتصادي وعدم الاستقرار الصحي، وفشل القادة السياسيين في الحكم مع فقدان عامل الأمن الاجتماعي القومي على مستوى العالم ولبنان مما أدى إلى الشعور بالتعاسة".
وختمت حديثها لموقع سكاي نيوز عربية "لا أستغرب تقدم لبنان في هذا التقرير لأنه يمر بأزمات على كافة المستويات الصحية والأمنية والاقتصادية وكل هذه الأسباب مجتمعة جعلت اللبنانيين من أكثر المجتمعات تعاسة على الصعيد العالمي".
أكثر عوامل التعاسة
اعتمد التقرير لقياس المشاعر السلبية على سؤال: هل عانيت معظم يومك بالأمس من أي من المعاناة التالية: ألم جسدي، قلق، حزن، ضغوط وغضب؟
بحسب التقرير، يتضح أن:
- القلق شكل ما نسبته 42%
- الضغوط كانت أقل بقليل وشكلت نسبة 41%
- الألم الجسدي وبلغت نسبته 31%، أي نحو ثلث عينة الاستطلاع
- مشاعر حزن وبلغت نسبتها 28%
- الشعور بالغضب وبلغت نسبته 23%