يتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي صورة لصخرة غريبة جدًّا وهائلة الحجم، تقع في إحدى المناطق السعودية، وتثير كل من يشاهدها بسبب تعرضها لعملية انقسام فريدة جدًّا، تذهل العلماء والمختصين، نظرًا إلى دقة عملية القطع الكبيرة التي جلعت البعض يربط هذا القطع بالكائنات الفضائية.
وادعى الكثير من رواد مواقع التواصل أنّ الصخرة التي يُطلق عليها اسم حصاة النصلة أو حصاة عنترة وتقع في واحة تيماء القاحلة غربي صحراء النفود، تعرضت إلى "قصف ليزري فضائي"، لكن هذه النظريات يستبعدها العلماء والخبراء.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية آراء جمعتها من عدة خبراء لمحاولة تفسير الانشطار الغامض والدقيق الذي تعرضت له هذه الصخرة الغريبة، حيث قدموا نظريات مختلفة ومتنوعة.
ويشير أحد الجيولوجيين إلى أن الانقسام قد يكون ناتجاً عن عملية التجوية، أو "ذوبان الجليد"، لكن آخرين يقولون إن الانقسام دقيق وسلس للغاية بحيث لا يمكن أن يكون نتيجة أحداث طبيعية، فمنهم من نسب السبب لليزر فضائي ومنهم من نسبه لحضارة زائلة عاشت على الأرض وشهدت تقدماً كبيراً، معتبرين أنّ هذه الصخرة دليل على تطورها التكنولوجي.
لكن العلماء يحاولون دائماً الاقتراب من الواقع، وهو ما أشارت إليه الجيولوجية شيري لويس، الباحثة في جامعة بريستول، في تصريحاتها لـ"MailOnline "، والتي وصفت المشهد بالرائع وتحاول تفير سبب الانشطار قائلة: "من الممكن أن يكون الانقسام قد تشكل بسبب عملية تسمى التجوية وتتمثل بـ"التجمد والذوبان"، والتي تحدث عندما يدخل الماء في شق صغير في الصخر. مع انخفاض درجات الحرارة، يتجمد الماء ويتوسع ويتمدد مما يؤدي إلى اتساع وإطالة الشق ليشكل كامل الصخرة.
وتابعت: "عندما تتكرر العملية على مدى آلاف أو حتى ملايين السنين يتوسع الشق حتى تنقسم الصخرة بالكامل. حيث أن هذه العملية، إلى جانب عملية الحت الناتجة عن الرياح يمكن أن يفسر سبب وقوف الصخرة بمفردها على هذا النحو"، مضيفةً "تأثير السفع الرملي يمكن أن يكون قد خلق سطحاً أمامياً أملساً إذا كان يواجه الريح السائدة".
لكن لويس استبعدت قيام حضارة قديمة بشرخ الصخرة، خصوصا عند النظر مع بعض الحضارات التي صنعت منحوتات جزيرة أستر بأبسط الأدوات لكن "بشق الأنفس".