اكتشف علماء فلك يابانيون، عن طريق الصدفة، مجرتين متخفيتين على "حافة الزمان والمكان" (تعبير يُستخدم للإشارة إلى البعد الكبير جدًّا)، وهو ما وصفه أينشتاين بـ"الزمكان"، وذلك باستخدام 66 تلسكوبًا لاسلكيًا لاكتشاف المسافات البعيدة جدًّا واختراق البيئات والأكوان المتراكبة.
وقاد هذا الاكتشاف مجموعة من العلماء بقيادة العالم يوشينوبو فوداموتو، وهو عالم فلك في معهد أبحاث العلوم والهندسة في جامعة "واسيدا" باليابان، والمرصد الفلكي الوطني الياباني (NAOJ)، حيث رصد الفريق عن طريق الصدفة إشارات طيفية غريبة من المجرتين أثناء دراسة المجرات المجاورة التي تتألق بأضواء أكثر سطوعا بالأشعة فوق البنفسجية.
وعثر الفريق على المجرتين الجديدتين عندما كان يرصد مجرتين مستهدفتين يطلق عليهما رمزي "REBELS-12" و"REBELS-29". وخلال عمليات الرصد، لاحظ الفريق أنه على بعد آلاف السنين الضوئية من المجرات المستهدفة، كانت هناك انبعاثات لامعة غريبة قاموا بتتبعها ودراسة مصدرها. وبعد البحث والمتابعة اكتشف الفريق مجرتين أطلق عليهما اسمي "REBELS-12-2" و"REBELS-29-2".
ووفق تقرير منشور في مجلة "vice"، تشكلت هذه المجرات المحجوبة خلف حجاب كثيف من الغبار منذ أكثر من 13 مليار سنة ، أي بعد حوالى 800 مليون سنة فقط من ولادة الكون نفسه، الأمر الذي قد يمكّن العلماء ويساعدهم في العثور على أجسام قديمة أخرى يغمرها الغبار.
وتخفت هذه المجرات لفترة طويلة جدًّا خلف سحابة من الغبار الكوني، حيث لا يمكن رؤيتها من خلال الأشعة فوق البنفسجية أو عن طريق الضوء البصري.
وبحسب موقع "tweaktown"، استخدم الفريق مصفوفة "أتاكاما" الكبيرة المليمترية - الفرعية (ALMA)، الموجودة في تشيلي لصنع هذا الاكتشاف. وهذه المنظومة هي عبارة عن مقياس تداخل فلكي يتكوّن من 66 تلسكوبًا لاسلكيًا، وهو قادر على الرؤية من خلال البيئات والأكوان المتراكمة الموجودة على مسافات كبيرة جدًّا بشكل لا يصدق.
ويقدر الباحثون أن المجرات المكتشفة حديثًا تشكلت بعد 800 مليون سنة فقط من ولادة الكون التي حدثت قبل 13.8 مليار سنة.