على الرغم من أن 2020 كان عامًا صعبًا بسبب جائحة كورونا، إلا أن الإمارات كانت قادرة على تحقيق العديد من الإنجازات الفريدة، ونستعرض في هذا التقرير أبرز إنجازاتها خلال هذا العام.
أكبر مختبر لتشخيص كورونا
بذلت الإمارات جهودًا كبيرة منذ اللحظات الأولى لانتشار كورونا، لمواجهة تحديات انتشاره، ونجحت في توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي والحلول الذكية لمواجهته، ولم تدخر وسعًا في توفير كل ما يلزم لضمان عبور الأزمة التي سببتها الجائحة على مستوى العالم كله بسلام.
ولم تتوان الإمارات في تأسيس أكبر مختبر لتشخيص "كورونا" في العالم خارج الصين، وكانت من أولى الدول التي استخدمت الذكاء الاصطناعي في مواجهته.
ونشرت كاميرات ذكية في الكثير من الأماكن لرصد مخالفات التباعد الاجتماعي ودرجات حرارة المارة فضلا عن اعتمادها تقنية الخوذات الذكية القادرة على رصد الأشخاص المحتمل إصابتهم بالفيروس.
ابتكار جهاز كشف سريع لفيروس كورونا بأشعة الليزر
نجحت الإمارات أيضًا في تطوير أداة تقنية تتيح إجراء فحوص جماعية فائقة السرعة خلال ثوان، لاكتشاف فيروس كورونا باستخدام أشعة الليزر، ما سمح بتوسيع دائرة الفحوصات على نحو غير مسبوق.
وعزز هذا الابتكار الإماراتي القدرة على تحديد حاملي المرض قبل أن يصبح معديًا ويشكل خطرا أوسع، وتساعد هذه التقنية المختصين على إجراء الفحوصات على نطاق واسع، بما يعزز القدرة على تتبع الحالات وكبح تفشي المرض بين القوى العاملة.
إطلاق مسبار الأمل
حققت الإمارات خلال عام 2020 إنجاز فضائي غير مسبوق، بإطلاق "مسبار الأمل" في أول مهمة عربية إلى المريخ يوم 20 يوليو، والتي تهدف إلى دراسة الطقس والمناخ في الكوكب الأحمر، ودراسة الكيفية التي تتحرك بها الطاقة في الغلاف الجوي للمريخ من القمة إلى القاع طوال أوقات اليوم وعلى مدى كل فصول السنة، وفهم أسباب التآكل المستمر في الغلاف الجوي للمريخ وأسباب فقدانه معظم المياه التي تشير الصور والدراسات إلى أنه كان ينعم بها ذات يوم.
كما تستهدف الإمارات من هذا المشروع التحول من اقتصاد موارد إلى مستدام، وبناء الأقمار الصناعية محليًا، وبناء مدينة على سطح المريخ، وتسخير المعرفة المكتسبة في خدمة البشرية عامة.
ومن المفترض أن تشهد رحلة المسبار التي تبلغ حوالي 500 مليون كيلومتر، وصول الروبوتات الآلية في فبراير 2021 بالتزامن مع مرور 50 عامًا على تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويعد إطلاق "مسبار الأمل" حدثا مميزًا على المستوى العربي والدولي، ومشروعًا فريدًا من نوعه بالنظر للمدة الزمنية التي استغرقها إنجازه، وهي نحو 6 أعوام حيث عادة ما تتطلب مشاريع بهذا الحجم وقتًا أكثر لإنجازها.
محطات "براكة" للطاقة النووية السلمية
لم يمضِ سوى أسبوعين فقط على إطلاق مسبار الأمل، حتى أعلنت الإمارات عن نجاح عملية تشغيل مفاعل المحطة الأولى في مشروع محطات "براكة" للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة، وذلك بعد حوالي 10 سنوات من بدء البرنامج النووي السلمي في الإمارات.
وبمجرد اكتمال تشغيل المشروع، فإن مفاعلات الطاقة الأربعة ستؤدي إلى توفير ربع احتياجات الإمارات من الطاقة، وهو ما يؤمن لها مستقبلا مشرقا مع الأخذ في الاعتبار الاستثمارات الكبرى التي ضختها سابقا في تطوير مصادر بديلة من الطاقة بينها الطاقة الشمسية.
إنجاز علمي لإعادة تأهيل المصابين بجلطة دماغية
نجح فريق بحثي من جامعة الإمارات بالتعاون مع "المركز الوطني لطب الشيخوخة"، ومركز أبحاث "ريكين" في اليابان، في تحقيق إنجاز علمي عالمي، من خلال ابتكار طريقة عملية تطبيقية جديدة، لإعادة تأهيل الحركة لمصابي ما بعد الجلطة الدماغية.
وتعتمد الطريقة التي أُثبتت نتائجها على 54 مريضًا يعانون من صعوبات وشلل في الحركة، كنتيجة لما بعد الجلطة الدماغية، على استخدام اليد السليمة للمصاب في تصحيح حركة اليد المصابة، في تعريف يطلق عليه اسم "إعادة التأهيل الذاتي".
وأثبتت النتائج التحليلية أن حركة العضلات المصابة للمرضى، وصور الدماغ في الجزء المتضرر جراء الجلطة الدماغية، تتعافى بشكل أسرع من خلال تحفيزه من قبل فص الدماغ السليم للمريض نفسه، والذي يمكن أن يحدث إذا قام المريض باستخدام يده السليمة لتحريك يده المصابة بشكل متتابع ومتفاوت خلال فترات إعادة التأهيل.
أكبر نافورة بالعالم
شهدت دبي هذا العام إطلاق "نافورة النخلة" في "ذي بوينت"، لتسجل هذه النافورة اسمها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كأكبر نافورة في العالم، لتستحوذ بذلك على اللقب من نافورة بانبو مونلايت رينبو في كوريا الجنوبية.
وتحتل "نافورة النخلة"، التي تشكل احتفالاً بإبداعات دبي وطموحاتها، مساحة تنتشر على أكثر من 14 ألف قدم مربعة تغمرها مياه البحر، وتشعّ خلال الليل بأنوار 3000 مصباح ليد تنبض بالحياة.
كما تتميز هذه النافورة بـ128 مضخة فائقة القدرة تدفع المياه إلى ارتفاع 105 أمتار، ومزودة بأدوات للتحكم في درجة اللون والبريق.
والنافورة المفتوحة للجمهور على مدار العام مصممة بحيث تؤدي عروضاً مائية راقصة لمدة ثلاث دقائق كل ثلاثين دقيقة.
بيع أول منزل في منتجع عائم في دبي مارينا
أزاحت الشركة الإماراتية سيغيت شيبيارد الستار هذا العام، عن منتجع قصر البحر العائم، وأولى مراحل المشروع البيت العائم "نيبتون".
ويتكون منتجع قصر البحر العائم من فندق فخم محاط ببيوت عائمة، حيث طورت الشركة المفهوم السائد عن البيت العائم من خلال ابتكار تصميم فريد على شكل قارب زجاجي متحرك يمكنه التنقل من مكان لآخر بشكل آمن، ويعمل بواسطة محركات ذات دعامات مزودة بنظام الهيدروليك المقاوم لحركات الأمواج، مما يعطي إحساساً أكبر بالراحة أثناء السفر.
ويتكون "نيبتون" من طابقين وشرفة وسطح يحتوي على مسبح زجاجي، مساحة كل طابق منهم 300 متر مربع، أي مجموع مساحة الطوابق 900 متر مربع.
ويتكون الطابق الأول من 4 غرف نوم مع حماماتها، وصولاً إلى الطابق الأرضي الذي يتميز بأرضية زجاجية واسعة توفر لساكني البيت منظراً ساحراً، كما يضم مطبخ وغرفة معيشة وغرفتين إضافيتين للعاملين بالبيت بالإضافة إلى الشرفة، ولإضافة المزيد من الفخامة؛ تم تصميم الأثاث من شركة (أستون مارتن) العالمية.
إجراء عملية لجنين ببطن الأم
نجح أطباء إماراتيون هذا العام في إجراء عملية لجنين في بطن أمه، في جراحة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى المنطقة العربية،
وقاد الجراحة الطبيبان الإماراتيان منى تهلك، استشاري النساء والولادة والمدير التنفيذي لمستشفى لطيفة، ومحمد العلماء، استشاري جراحة المخ والأعصاب في مستشفى راشد.
وأجريت العملية الجراحية بنجاح لجنين ضئيل الحجم لم يتجاوز وزنه 700 جرام، يعاني من تشوه خلقي في العمود الفقري، لم يتجاوز عمره 6 أشهر بمستشفى لطيفة في دبي.
ابتكار جهاز يتيح استخدام المصاعد دون لمس
مثلما يقول المثل الشائع إن الحاجة أم الاختراع، يبدو أن تداعيات فيروس كورونا، دفعت فريق عمل من مختبر الذكاء الصناعي والروبوتات في كلية تقنية المعلومات بجامعة الإمارات العربية المتحدة، لابتكار جهاز يتيح استخدام المصاعد الكهربائية وفتح وغلق الأبواب في الكلية دون لمس، من أجل حماية المستخدمين من طلبة الجامعة وأعضاء الهيئة التدريسية والموظفين والعاملين في مباني الكلية.
ويعمل جهاز المصعد المبتكر عن طريق الاستشعار عن بعد، ويتيح للمستخدم فتح وغلق أبواب المصعد، بالإضافة إلى تحديد الطابق والوجهة بدون الضغط أو ملامسة أزرار المصعد.
وقد تم تصميم وتثبيت بعض السواعد المطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد على الأبواب الداخلية للكلية وأبواب المختبرات لتسهيل فتح الأبواب وإغلاقها بدون اللمس المباشر باليد، وذلك لتقليل الاقتراب أو لمس الأسطح المحيطة في داخل وخارج المبنى، ويمكن إنتاج العديد من هذه الأجهزة وتوزيعها على مختلف المباني والمصاعد والأسطح لمختلف كليات وإدارات ومباني جامعة الإمارات.
ولا تتوقف إنجازات دولة الإمارات عند حد معين، فدائمًا ما تفاجىء العالم رغم كل الصعوبات، ومن بين المفاجآت التي شهدها عام 2020 أيضًا عقد معاهدة سلام مع إسرائيل، والتي تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار والازدهار في منطقة الشرق الأوسط.
وإذا كان عام 2020 كان مليئًا بالإنجازات رغم تحديات كورونا، فمن المنتظر أن تحقق الإمارات إنجازات أخرى خلال العام القادم.