تسجل

الفنان غابي زوان "ما أبتكِرُهُ يجب أن يصبح عالمياً"

الفنان غابي زوان "ما أبتكِرُهُ يجب أن يصبح عالمياً"
الفنان غابي زوان "ما أبتكِرُهُ يجب أن يصبح عالمياً"

فاجأ الفنان الهولندي غابي زوان، صاحب الاسم الحديث نسبياً في عالم الفن المعاصر، كثيرين بنهجه غير التقليدي، والنمط غير العادي الذي يتبعه في أعماله الفنية. إذ يستخدم غابي الألوان ليضفي لمساته ببرنامج الفوتوشوب، ويلصق بالغراء، ويخيط الغرز والدرزات، ويلوّن، ويرسم، ويخلط بين ذلك كله، خارج نطاق المألوف وبعيداً عما هو متعارف عليه.

عانى غابي عسر القراءة وهو صبي صغير، وبدلاً من أن يعوق هذا الأمر تحقيق أحلامه، بحث عن الظروف التي يمكن أن تزدهر فيها مقدرته على الإبصار ومواهبه الفنية. وقد اهتم غابي بالرسم والألوان خلال المراحل الأولى في حياته المهنية، التي سلك فيها مسارات مختلفة، كفنان مؤدٍّ تارة، مع نجوم مثل كايلي مينوغ ومايكل جاكسون وأندريه أغاسي، وكمصمم أزياء تارة أخرى. وهو يصف ما فعله بالقول: "ابتكرت كل فكرة يمكن أن تخطر ببالك، ما لم يكن عليّ أن أضعها في نسق كتابيّ".

أدى عدم قدرة غابي على وضع أفكاره حيز الكلمات المناسبة إلى جعله مفكراً خلاقاً. وما بدأ كشيء يستر "نقصه" به، انتهى كمصدر لا ينضب من الأفكار. ولا يعتبر غابي أن هذا الأمر يميّزه، لكن خبراء الفنّ والمعجبين بغابي يحبون عمله الإبداعي، الذي لا يرون فيه أي تنازلات، فهو برأيهم عمل غريب بصبغة معاصرة، يتسم بقدر رفيع من الابتكار.

ولطالما كان غابي، الذي عاش طفولته في ثمانييات القرن الماضي، مهووساً بصيحات الموضة وثقافة البوب، وبالتالي جاء فنه مجسّداً لما كان سائداً آنذاك من موسيقى وفنون ورموز، ومبرزاً الحنين إلى الماضي. استخدم غابي في عمله مواد متنوعة (مثل الدهانات وأقلام التلوين والسكر وعلب كوكا كولا والأشرطة)، بطرق عدّة (كالتثبيت بالدبابيس، والتلوين، واللصق بالغراء)، على خلفيات بعيدة كل البعد عن قماش اللوحات المعروف (كألواح الكرتون الممزقة، والأحذية الرياضية، والملابس، والإسفلت).

يَقبَل غابي كل ما يقدّمه الفضاء الرقمي من الأمور التي تفيد فنه، وهو ناشط على الإنترنت، إذ يتبعه على تويتر أكثر من 66,000 شخص، كما ينشط على فيسبوك  وفليكر ويوتيوب، حيث يعرض صور أعماله الفنية وتسجيلات فيديو لمشاريعه، وليس هناك تقريباً ما لا يودّ مشاركة الغير به.

شهد العام الماضي نشاطاً واسعاً لغابي، فقد أقام معرضين في نيويورك، ومعارض في أمستردام، وزيورخ، وفيينا، وروتردام، ولوزان.

وإضافة إلى معارضه، اشترك غابي في عدد من المشاريع المتميزة، بينها مشروع في لاس فيغاس، حيث ترك 777 عملاً فنياً في الشوارع. وربما اشتهر أكثر في مشروع دورة فرنسا الدولية للدراجات الهوائية لعام 2009، حيث رسم لوحة تكريمية للدراج الأمريكي لانس آرمسترونغ على آخر مرتفع في المرحلة 16 من البطولة. وقد لاحظت الصحافة العالمية تلك اللوحة ونقلتها عبر وسائل الإعلام، كما شاهدها الجميع.

في عام 2010، كُلف غابي رسمياً من منظمي دورة فرنسا للدراجات لرسم 11 عملاً فنياً على المناطق الجبلية لمضمار السباق. وقد لقي هذا المشروع اهتماماً كبيراً من وسائل الإعلام الدولية.

ونتيجة لمشروع دورة فرنسا للدراجات، شهد غابي إقبالاً واسعاً من علامات تجارية عالمية، من ألواح التزلج إلى المطاعم، تطلب تعاونه معها. وفي نوفمبر من العام الماضي، افتتح غابي معرضاً فنياً في سوهو، بنيويورك، وها هو يستعد لافتتاح معرضه الأول في دبي الشهر الجاري في موجو غاليري.