يعتبر دالى من أهم فناني القرن العشرين، وهو أحد أعلام المدرسة السريالية، يتميز دالى بأعماله الفنية التي تصدم المُشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها، وكذلك بشخصيته وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة والتي تصل حد اللامعقول والاضطراب النفسي.
وفي حياة دالي وفنه يختلط الجنون بالعبقرية، لكن دالي يبقى مختلفاً واستثنائياً، في فوضاه، في إبداعه، في جنون عظمته، وفي نرجسيته الشديدة.
تعد شخصية هذا الفنان الأكثر هذياناً في عصره، والأكثر تناقضاً وأيضاً جاذبية، يقف عند حافة العبقرية والابتذال، مع ان تفكيره كان عادياً، الاّ أن تصرفاته غير المألوفة، وحبه للمال، ونشاطه الهلوسي الذي يحمل اضطراب عقلي يتجلى في هوسه المزمن بالعظمة، جعله على نقيض كل من سبقه من السرياليين.
ويرى النقاد والمؤرخون أنه رسام السريالية بامتياز، ويطلق بعض النقاد على السريالية التي تطغى عليها الهلوسة الفنية "الداليّة"، لكنه في ختام حياته اتخذ في فنه اتجاهاً أقرب إلى الصوفية الكاثوليكية.
واشتغل سلفادور دالي في السينما فأجاد في الإخراج وصمم العديد من الديكورات والأزياء للأفلام السينمائية والمسرحيات، واشتغل في تصميم الجواهر والملصقات الفنية والأثاث أيضاً.
يذكر أن الثورة الحقيقية في مسيرة دالي جاءت مع ظهور جالا ( زوجته فيما بعد) على مسرح حياته، حيث شكلت بداية انغماسه في النزعة السريالية، وكانت ملهمته و لها أكبر الأثر على شخصيته وأعماله الفنية، وبمرور الوقت أصبحت مديرة علاقات سلفادور العامة والمسؤولة عن تسويق "منتجات دالي".
ويعتقد الكثيرون بأن تأثير جالا قد أنقذ دالي من الجنون، ولكنه حكم عليه في الوقت نفسه بالاستمرار على المسرح بصورة متواصلة، وأثر على روحية وجوهر حياته وفنّه.
وتعد لوحة "إصرار الذاكرة" من أشهر لوحاته على الاطلاق ويصور فيها ساعات تذوب إشارة منه إلى الزمن، وقد استخدم الأسلوب المتبع في هذه اللوحة في لوحات أخرى مثل لوحة انفجار الزمن وتحلل لإصرار ذاكرة وأصبح أسلوباً متفرداً به، ومن لوحاته الشهيرة أيضاً اللوحات التى صور فيها زوجته وملهمته جالا مثل لوحة شظايا أنثوية متكورة.