يقوم المصمّمون بتشكيل العالم الذي نراه الآن، بدءاً من الناسك في كهفه في صحراء غوبي، إلى العامل في عمله أو منزله، فجميعهم يمتلكون تصاميمهم الخاصة.
ولكن تبقى الغالبية العظمى من هؤلاء المصممين مغمورةً بالرغم من أعمالهم الخالدة. ولكن أعمال النخبة منهم رائعة وجميلة ومشهورة عالمياً.
في ما يلي نقدم لكم أفضل عشرة رواد في التصميم يجهدون لتحسين مظهر حياتنا سواء كانوا ينثرون غبارهم السحري فوق الأجهزة الإلكترونية أو الأبنية أو الأدوات المنزلية أو الساعات أو المجوهرات أو الملابس.
هادي سليمان
عندما يفكر الناس بأجود الملابس الرجالية لا يسعهم إلا تذكر هادي صاحب التأثير الكبير الذي حوّل الملابس الرجالية القديمة الطراز لتصبح معاصرة وراقية خلال سبع سنوات أمضاها في “ديور هوم”، فمعاطفه الطويلة بالأكتاف الجميلة والسراويل الضيقة أعطت مفاهيم جديدة لملابس نجوم الروك الأنيقة وخطوط الموضة الحديثة بدءاً بـ“أول سينتس” وصولاً إلى “توب مان”.
أدريان نيوي
وجوده ضمن هذه القائمة ضرب من الشذوذ لكونه مهندساً وليس مصمماً، ولكن إنجازه قد أشعل ثورةً في عالم (الفورمولا1) والرياضة حين صمّم أفضل وأسرع سيارات الديناميكا الهوائية والاكثر جمالاً على الإطلاق، لذا فهو النجم الرائد في هذا المجال فضلاً عن أن سياراته تسيطر على (الفورمولا 1) منذ الثمانينيات، فلقد تنقل كثيراً لشدة إعجاب الفرق بأعماله المبتكرة إلا أنه يعمل الآن مع “ريد بول”.
ميشيل كريفز
من ضمن كبار المهندسين المعماريين يعد كريفز أكثرهم تأثراً بالحضارة القديمة، إذ إنه يعتمد على أقواس وقناطر بيلار في معظم أعماله، ولكن ما يميّزه هو تفانيه وبراعته في استخدام الألوان القوية ونادراً ما يستخدم لوحات الألون الزجاجية والستيل وإنما يعمل بالأدبغة الخشنة والطين الأبيض، لهذا نرى الأبنية الملحمية التي يصمّمها أروع من تلك التي تحيط بها ناقلاً الحضارة القديمة إلى ساحات المدن في أرجاء العالم المعاصر.
فيفيان ويستوود
إنها سيدة الموضة فملابسها الغريبة ولكن الجميلة تعد أساسية منذ عقود إذ إنها نجحت في جعل المظهر الفوضوي والفاضح عماد خط الموضة، فكلما ارتديت حذاء “كونفيرس” أو سروالاً مهترئاً أو قميصاً أو قلادة ستتذكرها حتماً، وبالرغم من أنها قد ناهزت السبعين عاماً لا تزال مبدعة بتصاميمها منافسةً المصممين الأصغر سناً منها كلما أمسكت بالإبرة والخيط.
ريتشارد روجرز
إنه الملك روجرز الذي ككل العظماء اشتهر من خلال النقد المدمّر الذي تغلب عليه بمرور الوقت، فبناء بومبيدو في باريس وبناء ليودس في لندن يعتبران أشهر أبنيته لأنهما يعبّران عما يجول في نفسه إذ نلاحظ وجود الممرات والمصاعد ودورات المياه في خارج المبنى ففي البداية لم يكن الناس يعرفون بوجود هذين المبنيين إلا أنهم لم يلبثوا أن اعتادوا وجودهما إلى أن أصبحا رمزين للهندسة المعمارية. ويقوم الآن بتصميم أحد الأبراج الجديدة في موقع مركز التجارة العالمي القديم.
ديتريك لابس/ديتر رامس
لقد شكل ديترك لابس وديتر رامس أعظم فريق تصميم في التاريخ فهما المبدعان اللذان صمّما براون، ولا يشتهران بتصميم أجمل الآلات الحاسبة والساعات المنبهة والأثاث المعاصر فحسب بل إنهما أسّسا عشر قواعد رئيسية تُعتمد في التصميم الآن، وهما يمثلان الابتكار والفائدة والجمال والبساطة والصدق والتجدّد والتحمل والدقة والمودة والصداقة والنقاء، ابحث عنهما تجدْ اسميهما مكتوبَين بروعة. أوليست هذه هي العبقرية بعينها؟
يوهيجي ياماموتو
إنه اسم خالد ويشبه الياباني راي وينستون علاوة على ذلك، ولكنه بدأ العمل في الموضة منذ زمن طويل فملابسه سرمدية لأنه يلتزم بتصاميمه وأفكاره مهما تغيّرت خطوط الموضة من حوله، وتعتبره الصحافة اليوم رمزاً عظيماً بعد أن كانت تهاجمه من قبل، وبامتلاكه القدرة على استخدام تدرجات عديدة لنفس اللون (الأسود بشكل رئيسي) يجعل الملابس النسائية فريدة من نوعها وقد عُرضت في معرضه الذي أقيم في متحف “في آند أي” في لندن العام الماضي.
فيليبي ستراك
بالتأكيد تتذكرون علبة عصير البرتقال التي صممها والتي تشبه تمثال لويس بيرجوا أو شخصية من “وار أوف ذا وورلدس” ولكنها ليست سوى غيض من فيض، فهذا العبقري الأشهر في عالم التصميم لا يكترث للمال وإنما هو مثقف مهتم بالجمال يعمل بالهندسة المعمارية والإعلانات التجارية والديكور الداخلي وعلى وجه الخصوص تصميم المنتجات. وآخر ما ابتكره هو المحرك الهوائي الصغير والرخيص الذي يمكنه توليد طاقة تكفي لتشغيل نصف أدوات المنزل، وبهذا كله وبخبرته ذات الأربعة والأربعين عاماً لا يزال نجم عالم التصميم.
مورتين ليند
من السهل نسيان جمال الساعة اليدوية القيّمة عادة وسط عالم المجوهرات المبهرجة التي يتزيّن بها فنانو الراب، ولكن مورتين ليند الحاصل على جائزة في التصميم والذي أسّس “ليند” الأشهر في عالم الساعات لم يتخلّ عن قيمة الساعة الحقيقية ما جعل ساعاته رائجةً في سويسرا تتألق من خلال تصاميمه التي لا تُنسى.
جوناثان آيف
لم يؤثر موت ستيف جوبس على أسطورة إبداع زملائه في “أبل”، لأننا لا نستطيع تناسي الرجل الذي قاد أعجوبة “أبل” الفنية التي لا تضاهى بالنسبة للمستهلكين. إنه جوناثان آيف رئيس فريق التصميم الذي قدم لنا اللمسات الفريدة والخالدة كالمستطيل المدور الحواف واللونين الأبيض والأسود والزر المرئي الوحيد، التي أمست الدعائم التي تقوم عليها صناعة الالكترونيات اليوم، إنه الرمز الذي حافظ على جمال الطراز القديم من خلال تصاميمه المعاصرة.