خلال توجهي إلى مقر العمل وصلني إشعار عبر هاتفي الذكي بأن بريداً إلكترونياً جديداً قد وصلني. هذا ليس بجديد أو بمستغرب خلال أيام الأسبوع بالنسبة إلى الجميع بطبيعة الحال، الجديد كان محتوى الرسالة، فما لم أتوقعه على الإطلاق هو تنظيم رحلة للصحافيين لاستكشاف العاصمة البريطانية لندن. ثلاثة أعوام تقريباً مضت منذ انتشار فيروس كوفيد-19 ومتحوراته، التي نتيجة كثرتها توقفنا عن تعدادها! ثلاثة أعوام حرمتنا بكل ما للكلمة من معنى من السفر! نعم لقد حان وقت أن أحزم أمتعتي وحقائبي التي عادت برفقتي وهي مليئة بقصص لن يخبركم بها أحد زار لندن لمجرد التسوّق! نحن لمسنا الجانب الآخر للندن، الجانب الذي سنأخذكم في رحلة سريعة لتتعرفوا عليه، فإن لم تقرروا بعد وجهتكم هذا الصيف فالمملكة البريطانية هي بالتأكيد المكان الذي ننصحكم بزيارته.
لماذا لندن؟
إن لم تزوروا لندن من قبل فستتساءلون لماذا هذه المدينة بالذات؟ وإن قمتم بزيارتها فسأقول لكم أنها أكثر من مجرد مدينة تحتضن ساعة "بيغ بن" و"عين لندن" و"قصر باكنجهام"، التي بإمكان لأي شخص لديه اتصال بشبكة الانترنت رؤيتهم أو التعرف عليهم. كما أن لندن هي أكثر من مجرد وجهة للتسوّق! إنها مدينة مبنية على قصص وروايات مازالت حية إلى يومنا هذا! السرّ باكتشافها يكمن في ارتياد الأماكن الصحيحة لتكون تجربتكم مختلفة وأصيلة إن صح التعبير، وهنا يأتي دورنا! سنخبركم عن قطار The British Pullman، الذي لا يشبه أي قطار آخر في العالم، وعن جسر النساء!، وعن أول رجل شرطة في العالم، لن تتوقعوا ماذا كان يحصل في السجن!، بالتأكيد سنخبركم في سياق الموضوع. كما سنطلعكم على مدينة "باث" التي ساهمت بانتشار مفهوم حمامات الاستجمام إلى كل بقاع العالم! مستعدون؟
قطار The British Pullman
هذا القطار هو البوابة السحرية إلى عالم موازٍ تعيش فيه تجربة حيّة للسفر بأسلوب أرستقراطي فاخر. عربات القطار صمدت في وجه العولمة وحتى الحرب العالمية الثانية! وقد تم ترميمها بشكل يحاكي العصر الذهبي لتنقل الأمراء والأرستقراطيين باستخدام القطار قبل ظهور السيارات، بحيث تحمل كل عربة من عربات القطار اسماً وديكوراً بلون مختلف. ماذا عن تفاصيل الرحلة؟
• الرحلة تنطلق من محطة فيكتوريا في لندن إلى مدينة باث الأثرية التي سنسلط عليها الضوء في سياق الموضوع.
• تكلفة الرحلة حوالى 1800 درهم إماراتي للشخص.
• الرحلة تضم 5 أطباق ووجبات فاخرة ومعدة بمعايير عالمية.
• الرحلة تستغرق من 10 إلى 12 ساعة، ذهاباً وإياباً وجولة سريعة في مدينة باث.
مدينة باث التراثية
ساهمت مدينة "باث الأثرية" بنشر مفهوم "السبا" و "مرافق الاستجمام" في كل أرجاء العالم بفضل ينابيعها الساخنة. نعم، ساخنة بشكل طبيعي وتتدفق بغزارة حتى يومنا هذا! وقد كان يعتقد الرومان أن هذه الينابيع لديها قدرات شفائية كثيرة، بحيث كانوا ينصحون بالاستحمام بها وحتى شربها. ماذا يوجد أيضاً في باث؟
• جسر بولتيني الكلاسيكي، الذي يُعد واحداً من أربعة جسور فقط في العالم الذي تنتشر على جانبيه المتاجر.
• مبنى الهلال الملكي وحديقة فكتوريا الملكية المجاورة له.
• منزل الكاتبة جاين أوستن، والمركز التفاعلي المخصص لتسليط الضوء على سيرة حياتها.
• منزل الكاتبة ماري شيلي، التي كتبت فيه رواية "فرانكنشتيان".
• متاحف ومتاجر ومطاعم.
أول شرطي في العالم
عندما قمنا بزيارة Burlington Arcade اعتقدنا أنه مجرد سوق للقطع الأصيلة والنادرة أو المصممة خصيصاً للعائلة المالكة، بدءاً من الملابس والأحذية، وصولاً إلى الساعات والمجوهرات والعطور. إلا أننا كنا مخطئين! فالشارع الصغير جذبنا بمسألتين:
• الأولى هي أنه بإمكان السيدات صنع أحمر الشفاء الخاص بهن وتسميته، بحيث سيكون اللون حصري لهن، وذلك بمساعدة خبراء التجميل، الذين سيساعدون كل سيدة وفتاة على اختيار اللون المناسب لبشرتها ولشخصيتها. نعم، إن كنت تفكر بشراء هدية فريدة لشريكة حياتك أو والدتك، هدية لا يملكها أحد من حولك، فـ Burlington Arcade هو ما تبحث عنه.
• الثانية، هي أنه في هذا الشارع يمنع الجري والغناء والتصفير، فإن خالفت هذه القواعد، حتى في القرن الواحد والعشرين، فستزج في سجن تحت الأرض لعدة ساعات، ولكن ما ستحصل عليه لا يصدق! سوف يقدم لك الشرطي أفخر أنواع القهوة في العالم وألذها. لهذا يعتقد أن مفوم الشرطي الحالي قد بدأت ترتسم ملامحه في هذا الشارع.
جسر النساء
تنتشر عدة جسور عريقة وتاريخية وشهيرة في لندن فوق نهر التايمز، أبرزها جسر البرج المتحرك. إن قمت برحلة في القارب بالنهر، وذلك بالقرب من عين لندن، بإمكانك مشاهدة هذه الجسور عن قرب، ولكن هناك جسراً واحداً من بين كل هذه الجسور يحمل قصة مثيرة للاهتمام، وهو جسر واترلوو أو ما يعرف أيضاً بجسر النساء. لماذا؟ لأنه الجسر الوحيد الذي بني بالكامل على أيدي النساء، فكانت المفارقة أنه تم تسليمه بالوقت المحدد وبميزانية منخفضة!
ماذا أيضاً؟
إلى جانب كل ما سبق وذكرناه، إن كنتم من عشاق المسارح العالمية، فلا يمكنكم تفويت عرض Lion King الموسيقي في لندن فهو أولاً نشاط يناسب كل أفراد العائلة من دون استثناء، وثانياً حلقة وصل تربطنا بذكريات الطفولة، وتجعلنا نرى العمل من منظور جديد كأشخاص بالغين، فنحن مثلاً ربطناه بواقعنا اليوم، فكل واحد منا معرض للخيانة أو الغدر من أقرب الناس إليه؟ كما أننا جميعنا خسرنا شخصاً عزيزاً ومازلنا إلى اليوم نحيي ذكراه. هناك المزيد، العمل يجسد أيضاً مشاعر الخوف من الفشل أو انعدام الثقة بالنفس. أما المشاعر الأسمى التي يجسدها فهي مشاعر الحب والعائلة!
رحلة الأيام الستة التي كانت من تنظيم كل من
Visit Britain و WeGo، كانت استثنائية بكل ما للكلمة وجعلتنا نعشق الوجه الآخر للندن! أما أروع ما في الأمر هو السهولة والعملية المطلقة التي تتميّز بها تجربة حجز تذاكر السفر والفنادق مع
WeGo! إذ يمكنك رؤية الخيارات المتعددة في مكان واحد واختيار الأنسب بالنسبة لك ولعائلتك ولميزانيتك.