إن الرسائل النصية القصيرة هي البيانات الأكثر استخداماً في العالم، وهي ثاني استخدام للهواتف النقالة، طبعاً الأول هو معرفة الوقت. كما أنها مصدر ربح شركات الاتصالات إذ يبلغ متوسط كلفة كل رسالة 0.10 دولار وهو مبلغ كبير مقارنة بأتعاب الشركة التي لا تنفق شيئاً لتنقلها لأنها تُرسَل عن طريق قناة تحكم، جزء صغير من راديو ترددات يُستخدم لإرسال المعلومات بين البرج والهاتف تتعلق بنظام الاتصال. غير أن تطبيقات iMessage، whatsapp، bbm وغيرها بدأ يغضِب شركات الاتصالات لأنه يسمح بإرسال الرسائل النصية مجاناً.
يعمل iMessage كنظام بلاك بيري الخاص بالرسائل الذي يسمح لمستخدمي بلاك بيري بإرسال رسائلهم بطول غير محدّد مع الصور والأشرطة المصورة بعضهم إلى بعض عبر شبكة الانترنت. كما يدعم iMessage خدمة تقارير الإرسال والمحادثات الجماعية ولا يعمل إلا على أجهزة متماثلة من آيفون وآيباد وآيبود تاتش عبر واي فاي أو 3 جي باستخدام نظام بيانات الهاتف.
كان نظام رسائل بلاك بيري المجاني أحد مقوّمات مبيعات الهاتف، لكن آر آي أم فشلت في الاستفادة من شهرته عبر توسيعه ليصبح قابلاً للعمل على أنظمة مختلفة، ما يعني أن على مستخدمي النظامين إرسال رسائل نصية قصيرة مدفوعة إلى من يستخدمون هواتف مختلفة. فلماذا إذاً يهدد نظام أبل الجديد شركات الاتصالات أكثر من تطبيقات رسائل الطرف الثالث أو تطبيق بلاك بيري؟
الجواب هو شيوع استخدام آيفون الذي يبدو أنه لن يتراجع بعد أن حصد نسبة 19% من أسهم السوق في أنحاء العالم خلال الربع الثاني من 2011، متفوّقاً على بلاك بيري بميزة اندماجه بنظام آي أو أس. لا داعي لتنزيل تطبيق طرف ثالث والقلق حول امتلاك الشخص الآخر للتطبيق أم لا، لأنه سيعود إلى شكل رسالة نصية قصيرة قياسية إن لم يتضمّن الجهاز الآخر iMessage، علماً بأن وصول الرسالة المرسلة عبر التطبيق لن يستغرق سوى ثانية واحدة.
قد تقلق شركات الاتصالات من خطر هذه التطبيقات إذ جرى تطوير تطبيقات عديدة حول العالم فتخيّل ماذا سيحدث عندما يستبدل الناس من حول العالم الرسائل العادية.