تأثر تيم كوك، الرئيس التنفيذي لأبل، حين جاء على ذكر معلّمه ورئيسه الراحل ستيف جوبز، خلال مؤتمر Alls Things D (كلّ الأشياء د).
بدا جلياً أنّ جوبز الذي توفي العام الماضي بعد معركة طويلة مع مرض السرطان، قد ترك انطباعاً عميقاً على كوك كإنسان كما كقائد للشركة.
"كان يوم رحيله أحد أسوأ أيام حياتي، وقد أصابني بقدر ما أمكنك تصوّر ذلك"، قالها كوك.
وعمّا تعلّمه من جوبز، يقول: "تعلمت أنّ التركيز هو المفتاح، لأنه لا يمكنك إتقان أشياء كثيرة، ويجدر بك وضع بعض الأمور خارجاً. أعتقد أنه علمنا جميعاً أنّ الحياة هشة، ولسنا نضمن أيّ شيء للغد، لذا أعطها كلّ ما لديك".
يتابع: أشبع جوبز أيضاً الشركة بالسعي الدؤوب إلى الكمال، وهو سمة شخصية لديه تحوّلت إلى ثابتة في الشركة. وقبول الأفضل فقط هو جزء لا يتجزأ من عمل أبل التي تتمتّع بفلسفة الكمال، وهذا أمر فريد وخاصّ جداً، لا أرغب أن أشهد على تغييره.
غير أنّه أضاف أنّ سحر أبل يعتمد على تطوّرها وتغيّرها المتواصل: "أنا أحب ّ المتاحف، ولكنني لا أودّ العيش في أحدها"، وأخبر قصّة سبق أن قالها له جوبز، بشأن شركة وولت ديزني، حيث أصبح الأخير عضواً في مجلس الإدارة، بعدما استحوذت ديزني على بيكسار. وقال إنّ هاجس المديرين التنفيذيين في ديزني انطوى على ما ستقوم به الشركة بعد وفاة مؤسسها منذ وقت طويل، وبوجهة نظر جوبز كان هذا الأمر يقف عائقاً في إدارة الشركة في هذا العصر الحديث، لذا حضّ جوبز كوك على ألا يتكرّر هذا الأمر مع أبل.
واعترف كوك بتغيّر رأي جوبز أسرع من أيّ شخص عرفه، ما كان يشكّل ميزة لطالما أعجب بها.
"كان ينقلب على أمر بسرعة فينسى أنه غيّر رأيه 180 درجة في اليوم السابق... يتطلّب الأمر شجاعة كي يعترف المرء بخطئه، وهو كان يتحلى بهذا الأمر".
ووصف كوك مقابلته الأولى في العمل مع جوبز عام 1998، فقال إن مقابلته أول مرّة في أبل جرت على مضض، لأنه لم يثبت في عمله السابق لوقت طويل، ولم يكن مقتنعاً كلياً بالالتحاق بوظيفة أخرى لأنه لم يكن على ما يرام آنذاك. "لكن لم تمضِ 5 دقائق على المقابلة مع جوبز حتى رغبت في الانضمام إلى الشركة، هذا لأنّه كان يتحلّى برؤية للولوج بعمق إلى السوق الاستهلاكي في وقت كانت كلّ شركة حاسوب شخصي تذهب في الاتجاه المعاكس، إلى زبائن الشركات، كما أنّ جوبز لم يكن ليتأثر بثروته الكبيرة، ويبقى الأهمّ، أنّ جوبز رسم رؤية للشركة تكمن في كيفية خدمة الزبائن".