تسجل

ما الموقف الذي اتخذته ناسداك من العملاء الغاضبين بشأن فايسبوك؟

لم تقم مجموعة ناسداك بأي خطوة لاسترضاء العملاء بعد المشاكل التي صدرت في التداول، ولم يصدر اعتذار صريح. ورغم غضب بعض العملاء يقول خبراء إنه لا بديل أمامهم إلا الاستمرار في التداول بالبورصة.
فحجم التداول في ناسداك الأسبوع الماضي يفوق المتوسط الشهري، وسعر سهمها لم يتغير تغيراً يذكر بعد أسبوعين من خلل التداول.
وناسداك إحدى بورصتين أميركيتين تستطيع الشركات إدراج أسهمها فيهما وتضم بعض أسهم شركات التكنولوجيا الأكثر تداولاً مثل أبل وغوغل وبينها وبين بورصة نيويورك منافسة على الإدراجات الكبيرة. وقد اعتبر طرح فايسبوك ضربة موفقة لها.
وفي ظل قلة الخيارات المتاحة للمتعاملين فإن مركز ناسداك القوي يعطي ثقة للمستثمرين والمحللين.
لكن كثيراً من عملاء ناسداك يعزفون لحناً مختلفاً. فخلال اليوم الأول من تداول فايسبوك تسببت أعطال تقنية بعدم معرفة صناع السوق – الذين يسهلون التداولات للسماسرة ويضطلعون بدور حيوي لتسهيل تداول الأسهم – بالمعاملات التي نفذت بالفعل.
وكانت النتيجة خسائر وصلت إلى 115 مليون دولار لصناع السوق الأربعة الكبار في ناسداك. وقال مسؤولان تنفيذيان كبيران بالقطاع المالي إنهما يتوقعان أن يصل إجمالي خسائر أعضاء ناسداك لما بين 150 و200 مليون دولار.
ولم يزد رد فعل ناسداك على مؤتمر بالهاتف للأعضاء فقط مع نائب الرئيس التنفيذي، وبيان بأن الشركة ستجنب 13.7 مليون دولار لتعويض الخسائر، وإشارة مقتضبة لفايسبوك خلال اجتماع مساهمي الشركة.

وفي معظم قطاع الأعمال الأميركي كان وضع من هذا القبيل سيدفع المسؤولين التنفيذيين لإجراء اتصالات معالجة أزمة غير عادية.

وقال مسؤول تنفيذي بالقطاع المالي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الأمر "رغم تعرّضهم لانتقادات كبيرة فإن أحداً لم يخسر أي أموال عدا باتس نفسها. بينما ... المستثمرون لم يخسروا".
ويقدم عدم إجراء اتصالات علنية حماية جزئية في وقت تتراكم فيه الدعاوى القضائية المرفوعة على ناسداك من مستثمرين مستائين. لكن كثيرين ممن يتعاملون مع ناسداك بانتظام أو من المطلعين على طريقة تناولها لعلاقات العملاء يقولون إنه حتى إن لم تكن هناك مشاكل قانونية فإن الصمت وعدم إبداء الأسف لصناع السوق قد يفضي إلى ذلك.
وبموجب القواعد التنظيمية والعقد المبرم مع عملائها تقتصر التعويضات الإلزامية على ناسداك عن أعطال التداول على ثلاثة ملايين دولار شهرياً. وقدمت البورصة طلباً إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات لزيادة المبلغ إلى 13.7 مليون دولار ليشمل 10.7 ملايين دولار حققتها من طرح فايسبوك عن طريق بيع أسهم ظلت في حوزتها بسبب الأخطاء التقنية.

وقال محام مطلع على الوضع "يواجهون بلا ريب شبح دعاوى قضائية كبيرة إذا لم يكن هذا المبلغ كافياً".
ويقول العملاء إن سقف التعويضات يجب ألا يسري في هذه الحالة لأن مشاكل فايسبوك نجمت عن إهمال جسيم.
وفيما لا يملك المتداولون خياراً عدا الاستمرار في التعامل مع ناسداك فإن الخطر الذي تواجهه الشركة في المدى الطويل هو عدم الفوز بطرح جديد من عينة طرح فايسبوك.