
الشركة الجديدة الأكثر جاذبيّة في العالم اليوم هي بينترست، وهي عبارة عن موقع إلكتروني لجمع الصّور يلاقي إستحساناً عالياً من الجمهور، خاصّةً من النساء الأميركيّات.
يوم اشترت فايسبوك إنستغرام، علّق أحد المراسلين على تويتر: "إذن أصبح بينترست يساوي 5-10 مليار دولار؟"
ترد كلمة Pinterest في مولّد غوغل إعتباراً من منتصف سنة 2011، بعد ذلك تجد أرقام الموقع بتصاعد مخيف.
تمّ تأسيس بينترست منذ 4 سنوات (سنة 2008)، أثناء الركود الاقتصادي. لكنّ "نجاح الشركة حصل بين ليلة وضحاها" بحسب أحد المستثمرّين المقرّبين.
فشل تطبيق توت
في أغسطس 2008، ابتدأ كلّ من بول سيارا وبن سيلبرمان العمل على شركة سمّوها كولد برو لابس. كان سيارا المدير التنفيذي نظراً لمعرفته برجال الأعمال، وقد جعل من منزله في كاليفورنيا أوّل مكتب للشركة.
أمّا سيلبرمان الذي كان يستخدم الداتا لتحسين منتجات غوغل حيث عمل سابقاً، كان صاحب فكرة المنتج منذ البداية في كولد برو لابس. تجلّت رؤيته في تطبيق لأيفون دعاه توت، كان من خلال يسحب البيانات من المنتجات على الإنترنت في سبيل خلق كاتالوغ ضخم للمتسوّقين.
لكنّ التطبيق لم ينجح رغم أنّ الفكرة كانت مثيرة للاهتمام والحصول على التمويل اللازم في أوائل سنة 2009، وذلك أنّ الناس لم يكونوا يعتمدون التطبيقات من أجل التسوّق، كما أنّ كولد برو لابس كانت تحدّث في التطبيق وتطلق إصداراً جديداً دون معرفة ردود الفعل.
لكن ظلّ البعض يعتمد التطبيق بحيث كانوا يرسلون صور بعض المنتجات إليهم فيقوموا بجمعها. هذا التصرّف دفع سيلبرمان خلال صيف 2009، إلى العمل مع فريق تقني صغير على منتج مبنيّ على هذا التصرّف بالذات، وقد تمّ التحوّل من تطبيق جهاز محمول إلى منتج يرتكز على الويب.
بنى الفريق منتجاً يتيح للمستخدمين وضع صور الأشياء في السلال، وقد أراده سيلبرمان غامضاً ليستخدمه أيّ كان، لأيّ غرض، وهذا الدرس تعلّمه من تويتر.
مع نهاية خريف 2009، كان المنتج قد اكتمل تقريباً، فهمّ سيلبرمان بإقناع المدراء أنّ المنتج الجديد هو مستقبل الشركة، وخلال عشاء عيد الشكر، أطلقت صديقته تسمية على الشركة: بينترست.
ليس بن سيلبرمان بطبيب
ساهم في تأسيس الشركة 4 أفراد، إثنان منهم تقلّدا منصب مدير تنفيذي، ولكن إن كان هناك "مارك زوكربرغ" و"ستيف جوبز"، فلبينترست هناك "بن سيلبرمان".
يقول أحد المستثمرين: لديه السلوك المناسب لهذا المنصب، وهو يشبه لاري بايدج في غوغل ومارك زوكربرغ في فايسبوك.
"حين تتحدّث إليه، لن يعبّر عن اهتماماً بما تقوله، لكنّه يومئ برأسه وينتقل إلى موضوع آخر. ولكن في المرّة التالية، يعيد التطرّق إلى الموضوع!"
ترعرع سيلبرمان في دي موان، ضمن عائلة من الأطبّاء، وكان يظنّ أنّه سيصبح واحداً منهم.
في طفولته، إقتدى برجال الأعمال أمثال إيستمان وديزني وجوبز، وحين قرّر الدخول إلى سوق العمل لم يكن يدرك من أين يبدأ.
إختار أولاً أن يصبح مستشاراً في المجلس التنفيذي للشركات في العاصمة، ولكنّه وجد نفسه في المكان الخاطئ بعد عدّة قراءات، فاتّجه إلى كاليفورنيا حيث عمل في غوغل وأخذ فيها بعض الدروس. لكنّ غوغل أصابته بالإحباط لأنّه لم يسمح له بالعمل على منتجات جديدة وتحديث بعضها، فاشتكى من الأمر، ما حدا بصديقته بالطلب منه أن يكفّ من شكواه وحضّته على إنشاء عمل جديد، وهذا ما حصل مع توت بدايةً في 2008، ثمّ بينترست لاحقاً.
بينترست تقلع
لم يتوقع أحد أن يصبح بينترست ضمن المواقع الـ 15 الأولى في غضون سنتين، حتّى أنّ البعض لم يفهم كيف حصل ذلك. وارتفع عدد المتصفّحين للموقع بوتيرة تصاعدية، ولكنّ ذلك لم يكن كافياً لتبنّي الموقع، فكان حضور فريق العمل في مؤتمر تك كرانش (نيويورك، مايو 24-26) بلا جدوى ولم ينل ما استحقه من اهتمام.
في ذكرى قدامى المحاربين، وصلت إشارة قويّة جداً إلى سيلبرمان وفريقه أنّ منتجهم يلقى الصّدى الواسع. وفي مبادرة تشجيعية منها، دعت مديرة IAC السابقة شانا فيشر الفريق وعبّرت عن محبّتها للمنتج وعن رغبتها في الاستثمار فيه.
مصدر مقرّب من إدارة الشركة قال آنذاك: "ليس الأمر أنّ الشركة كانت ستنفذ من المال لو لم تخلّصها، لكنّها قالت: هذا سبّب محبّتي للمنتج، ولمَ أظنّ أنّه على درجة من الأهميّة، وإليكم المستثمرين الذين قد أدعوهم إلى نهضة الشركة. وبالطبع فقد لاقى هذا التصريح صدى كبير لدى كلّ من بن وبول".
أكملت بينترست جولة ثانية من التمويل، والأهمّ من ذلك فقد انضمّ المدير التنفيذي لـ "إيفنبرايت" كيفين هارتز إلى الجولة، وهو صاحب خبرة كبيرة في بايبال، وأحد أهمّ المستثمرين في وادي التكنولوجيا Silicon Valley.
مع نهاية 2010، تبيّن نموّ بينترست المذهل، بمعدّل 50 بالمئة كلّ شهر!