تسجل

خاص رائد: الحجز الإلكتروني للسفر يوفّر أكثر من مليار دولار سنوياً

يوماً بعد آخر تصبح التكنولوجيا شريكاً لا غنى عنه في عمليات السفر والحجوزات على مستوى العالم.  ويرى مزودو الخدمات وخبراء السفر أن التكنولوجيا سوف تنقل هذا القطاع إلى عهد جديد.
موقع رائد الالكتروني التقى المدير الإقليمي للتسويق والعمليات في شركة أماديوس العالمية، أحمد يوسف وأماديوس تعد الشركة الأهم في مجال تكنولوجيا السفر والتحويلات المالية لقطاع السياحة والسفر العالمي، يوسف أوضح في حديثه لرائد أن الابتكارات التقنية الحديثة في قطاع السفر سوف تحدث ثورة في عالم الحجوزات والتحويلات المالية بحلول عام 2020. وتطبيق هذه التقنيات، هو التحدي الماثل أمام القطاع في تجاوز الارتباك والضغوطات التي يعيشها قطاع السفر اليوم.

الانترنت وأجهزة الهواتف الذكية
يرى يوسف أن الانترنت والموبايل عاملين أساسين في تغيير شكل صناعة السياحة في الشرق الأوسط، حيث وصل عدد مستخدمي الموبايل في الشرق الأوسط إلى 250 مليون مستخدماً، وهو يحتل المرتبة الأولى في معدلات النمو السنوي، إذ تصل معدلات نمو استخدام للهواتف الذكية في الشرق الأوسط إلى أكثر من 30% وهو رقم لانجده في دول أخرى في العالم،  كما أن نسبة استخدام الانترنت والموبايل في الإمارات مثلاً تصل إلى 100%  مثلاً، مع توقع تزايد هذه النسبة إلى 200% لهذا العام.
وفي آخر دراساتنا في شركة أماديوس التي كانت تحت عنوان "من الفوضى إلى التعاون" تم التركيز فيها على سلوكيات المستخدمين للإنترنت وشكل الخدمات التي يريدها المسافرون ومتطلباتهم. أظهرت الدراسة إن التقدم المستمر في وسائل التكنولوجيا وفر على صناعة الطيران العالمية ما يقارب 1 مليار دولار أميركي في المطارات عندما تحّول الكثير من المسافرين إلى أساليب الحجز الإلكتروني، بدلاً من طباعة التذاكر ورقياً.
ويرى يوسف أن مجموعات المسافرين وشبكة الإنترنت والخبراء، سيشكلون منظومة متكاملة للمعلومات تسهل إنجاز المعاملات الشخصية أكثر بكثير من الطريقة التي نشهدها اليوم. وفي ظل تنامي دور التقنيات التي تسهل على الأفراد الإطلاع على جميع جوانب تجربة السفر ومراقبتها، وسيكون بإمكان المسافرين استعراض هذه المعلومات والاستفادة منها، أما فيما يتعلق بمزودي خدمات السفر فإن العلامات الرقمية والرموز من المحتمل أن تصبح أدوات هامة للدلالة على تاريخ العملاء ومعرفة ما يرغبون به . كما ستتاح الفرصة أيضاً لمزودي خدمات السفر للمشاركة في منظومة المعلومات المتكاملة هذه ومساعدة من يستخدمها لإيجاد ما يبحث عنه، وهذا ما سيمثل أحد الجوانب الرئيسية التي سينشط من خلالها وكلاء السفر لتقديم القيمة للعملاء.

نظام أماديوس للسفر
كما تحدثنا في البداية فإن أماديوس تعد الشركة الأهم عالمياً في توفير أنظمة الحجز المتكاملة وتبادل المعلومات بين مكاتب السياحة وشركات السياحة وشركات الطيران، وللدلالة على  أهمية ودور نظام أماديوس  في عالم السفر يقول يوسف إن نظام أماديوس يحتل المرتبة الأولى عالمياً وحصة أماديوس في هذا المجال تصل إلى  37.2% من حصة السوق العالمية مقارنة بأنظمة الحجوزات الرئيسية المنافسة في العالم .

ويعيد يوسف نجاح نظام أماديوس واعتماده من قبل معظم شركات السفر وشركات الطيران إلى انه شركة أماديوس وضعت إستراتيجية مختلفة ومتميزة عن بقية الأنظمة الأخرى في العالم منذ بداية 2000\2001، وتتميز الإستراتيجية المتبعة لشركة أماديوس في تخصصها  عند مقارنتها بالشركات العالمية المنافسة، وينفرد هذا بتقنية تطوير حلول الأعمال التي تربط الشركات بالعملاء والشركات ببعضها البعض، في حين أن أنظمة الشركات الأخرى بقيت محصورة في استخدامها نظام التوزيع العالمي GDS فقط .
ويشرح يوسف، بالقول:" إن عدد شركات الطيران التي تم استضافتها  في نظام  IT Airline التابع لأماديوس وصل إلى 145 شركة طيران، كما بلغ عدد الشركات التي يمكن أن يتم الحجز فيها عبر منظومة أماديوس إلى 475 شركة" .
ولكن ما هي الأوجه الأساسية التي يرتكز عليها نظام أماديوس ؟
يقول يوسف:"  إن نظام أماديوس له وجهان أساسيان في عمله، الوجه الأول هو نظام التوزيع العالمي GDS  الذي يعتمد على توزيع منظوم الحجوزات العالمية ويعتبر صلة الوصل  لشركات الطيران والفنادق والسيارات والقطارات مع شبكات التوزيع العالمي التي تضم شركات السياحة و المسافرين.
أما الوجه الثاني لنظام أماديوس فهو تقنية تطوير حلول الأعمالIT  Airlines الخاصة بشركات الطيران والتي تزود شركات الطيران بنظام استضافة حجوزاتها واستضافة مخزونها و توزيعه الكترونيا في نفس اللحظة.
يوجد ثلاث برامج أساسية تستخدمها أماديوس للتعامل مع الشركات، وهذا مايميزها عن شركات تقدم خدمات مماثلة  منها One World  الذي يقوم فيها نظام أماديوس باستضافة 9 شركات طيران تستخدم هذا النوع من الحجوزات من أصل 12 شركة عالمية، كما يستضيف أماديوس 18 شركة من أصل 27 شركة عبر نظام  Star Line  و يقوم نظام  Sky Team  باستضافة 6 شركات من أصل 15 شركة عالمية. وهذا يعطي صورة أوضح عن اعتمادية أماديوس وثقة الشركات العالمية بخدماتها.
يقدر حجم العمل عالمياً بنظام Build Transactions لحجوزات شركات السياحة في العالم 1 مليار دولار، وصلت حصة أماديوس منها في العام الماضي إلى 850 مليون دولار.
نسأل يوسف عن الوسائل التي تدعم نظام استضافة البيانات من أماديوس في حماية البيانات من المخاطر فيقول:" إن استراتيجينا التي نفخر بها، هي امتلاكنا لمركز بيانات في اردينع بألمانيا، ويعد هذا المركز أكبر مركز للبيانات في العالم بعد مركز المخابرات الأميركية، ويوفّر هذا المركز Full Redundancy التي تجعل من نظام أماديوس نظاما محمياً وغير معرض للمخاطر .
ويعطي يوسف فكرة عن حجم أماديوس بالقول:" تضم شركة أماديوس 10125 موظف من 123 جنسية يعملون في فروعها المنتشرة حول العالم، وتتواجد أماديوس في 170 دولة حول العالم، منها 21 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتضم 380 موظفاً.
أهم الشركات
يقول يوسف:"  بدأت فكرة مشروع أماديوس بفضل أربعة مؤسسين هم لوفتهانزا، الطيران الإسباني، الطيران الاسكندنافي، الطيران الفرنسي اتفقوا على إتباع نظام توزيع سفر عالمي خاص بهم، يسهل تصنيف بيانات المسافرين ويحفظ هذه البيانات وتستطيع الشركات المذكورة تبادل عمليات الحجز والتنسيق فيما بينها، وقد أصبح هذا النظام مع مرور الوقت نظام معتمداً من قبل العديد من شركات الطيران.
اليوم وبعد اعتماد نظام أماديوس من قبل معظم شركات الطيران العالمية تركز الشركة تواجدها في الشرق الأوسط ويعتمد نظام  أماديوس مجموعة من شركات الطيران العربية منها  شركة مصر للطيران، الخطوط الجوية القطرية، الملكية الأردنية، شركة طيران الليبية، المغربية، الخطوط السعودية، طيران الاتحاد وشركة الطيران التونسية.
تعتبر هونغ كونغ من أهم الاسواق السياحية في اسيا والتي زاد عدد استقطاب السياحة فيها بنسبة 25 % في العام الماضي.
وحول تأثيرا لأزمات العالمية والأزمات السياسية في المنطقة على حركة السياحة في العالم والوطن العربي قال يوسف:"
تأثرت الدول المتقدمة بشكل كبير نتيجة الأزمات والاضطرابات التي حلت بالمنطقة، في وقت زادت نسبة السياحة بنسبة 6% إلى أوربا. وآسيا، كما تراجع عدد المسافرين من المنطقة العربية  بالمقارنة مع أعوام سابقة، فقد قدر عدد المسافرين من المنطقة بحسب منظمة السياحة العالمية لعام 2011 حوالي 5 مليون راكب فقط . مقارنة بالضعف تقريباً قبل الأحداث التي ألمت في المنطقة".
ويرى يوسف أن أميركا ما تزال السوق السياحي الأكبر في العالم، يليها هونغ كونغ، حيث نجد الحجوزات المستمرة والانتشار السياحي الكبير،  كما تعتبر الصين سوقاُ عالمية كبيرة خاصة في مجال حركة السياحة الداخلية.