تواجه المؤسسات العائليّة تحديّات عدّة من ناحية اثبات نفسها في الأسواق التنافسيّة. اذ في هذه المؤسسات يجب الفصل بين العلاقات العائليّة و العلاقات العمليّة وهذا الأمر قد يكون صعبا ان لم يكن ثمة استراتيجيّة معيّنة متبعة في العمل.
كان لنا لقاء مع الدكتورة جوزيان فهد سريح و هي بروفسورة مشاركة بمادة الإدارة بالجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة ومديرة معهد المؤسسات المملوكة عائليّاً و المبادرة الفرديّة بالجامعة اللّبنانيّة الأميركيّة، كما انّها عضو عائلي في مجموعة فهد الذي يملك مجموعة سوبرماركات في لبنان. في هذا اللّقاء حدّثتنا عن خبرتها و تجربتها في المؤسسات العائليّة.
*ما هي التحديّات التي تواجه المؤسسات العائليّة اليوم؟
التحديّات التي تواجه المؤسسات العائليّة اليوم ليست فقط تحديات الإنتقال الإداري من جيل الى جيل، من دون ان ننسى انّ هذه هي تحديّات مهمّة جداً و لكن نتكلّم اكثر عن تحدّي الإبتكار، اذ انّ هذا التحدّي هو الذي يسمح للمؤسسة بأن يكون لديها ميّزة تنافسيّة و تبقى موجودة في الأسواق.
للمؤسسات العائليّة العديد من التحديات، يوجد التحدّي التنظيمي، و تحدّي الإبتكار او تحدّي الإستراتيجيّة كي تبقى المؤسسة تتمكن من اعطاء منتج فريد و متميّز في السوق. كما يوجد تحدّي الإنتقال الإداري و تنظيم المؤسسة و الفصل بين الأمور الإداريّة و الأمور العائليّة.
*هل يوجد طريقة معيّنة متبعة من اجل انتقال الإدارة من جيل الى آخر في المؤسسات العائليّة؟
لا يوجد طريقة معيّنة في انتقال الإدارة من جيل الى اخر في المؤسسات العائليّة و لكن يوجد عدّة طرق متبعة وهي تؤدي الى نتيجة مرضية. لا اعتقد ان الإنتقال الإداري هو نقطة زمنيّة معيّنة تحصل في وقت معيّن. اذ بالنسبة اليّ هو عبارة عن عمليّة تتطلّب وقتاً ومن الأفضل ان يحصل هذا الإنتقال بشكل تدريجي، اي ان يبقى الجيل السابق و يسلّم الجيل الجديد قبل ان ينسحب من الشركة و ان يتم هذا الإنتقال على مراحل كي يحصل بطريقة سليمة.
*كيف يتمّ التنسيق بين الجيلين من اجل القيام بابتكار معيّن؟
الإبتكار اساسي كي تتمكن المؤسسة من التميّز في السوق. في رأيي ان اراد الجيل الصغير ان يقوم بابتكار و ان يقنع الجيل السابق به عليه اولاً ان يبدأ بابتكارات صغيرة تظهر ان هذه الإبتكارات ترفع المؤسسة.
و لكن اليوم اعتقد ان المؤسسات العائليّة تواجه منافسات عديدة و ان لم تقم بالإبتكار لن تتمكن من المنافسة.
*كيف يتمّ خلق هذه الإبتكارات؟
يجب ان يتمّ خلق جوّ معيّن للإبتكارات في المؤسسة. و من هنا ممكن ان تأتي الإبتكارات ليس فقط من المسؤولين بل احياناً من الموظفين او حتّى الزبائن.
*هل يوجد فرق من ناحية النجاح بين المؤسسة العائليّة والمؤسسات الأخرى؟
يمكن للمؤسسة ان تكون مختصّة بجميع الأنشطة. الإدارة هي الأشخاص، اي انّ الأشخاص الموجودين في الإدارة هم الذين يقومون بالنشاطات. يوجد دراسات اثبتت انّ المؤسسات العائليّة تقدّم ابتكارات اكبر من المؤسسات الكبرى. بالتالي للمؤسسات العائليّة نجاحات تفوق احياناً نجاحات الشركات الأخرى.
و لكن يوجد تحديّات كبيرة و يجب ان تعرف جميع افراد العائلة عن هذه التحديّات و كيفيّة تخطيها. يجب ان يوجد تواصل بين افراد العائلة بالإضافة الى تنظيم على المستوى المؤسساتي.
*الى اي درجة من المهمّ ان يكون جميع اعضاء المؤسسة متفقين على القرارات؟
حين نفصل في الأدوار في المؤسسات العائليّة، حتّى على نطاق مجلس الإدارة، يجب حتّى ان كان يوجد قرار ليس الجميع مقتنعين فيه، حتّى انّ تتطلّب الأمر وقتاً اطول في القرارات الكبيرة و المهمّة يجب ان يوافق جميع الأشخاص الجالسين في مجلس الإدارة. يجب محاولة اقناع هؤلاء الاعضاء كي يتمّ اقناع الزبون.
ويجب تجنّب الأمور التي قد تفصل بين افراد العائلة او التواصل من اجل حلّها.