يصف قاموس أكسفورد رجل عصر النهضة بأنه شخص يملك العديد من المواهب والمعارف، ويمكنه القيام بكل شيء، ولم يعد هذا المصطلح شائعا الآن في عصرنا الحديث الذي يشجعنا على التخصص منذ حداثة سننا، ويحدد لنا المناهج التي سندرسها حتى قبل أن ندخل سوق العمل.
وبدلاً من أن نتعلم عدة مهارات، نعزي أنفسنا بأننا سنتقن مهارة واحدة، ولكن شهد عصرنا في الآونة الأخيرة ميلاد نوع جديد من رجال النهضة متعددي المهارات، وظهر ذلك في حركة #metoo التي ظهرت في العام 2017 لتلقي الضوء على معاملة الرجال السيئة للنساء، وأجبرت المجتمع على التعامل مع مشكلة الذكورية التي أضحت مكسورة.
المشاعر المكتومة
اتسام الرجال بالقوة والصمت لم يعد كافيا بعد الآن، فيجب أن يتحدثوا عن مشاعرهم المكتومة إضافة إلى إعالتهم لعائلاتهم ووجودهم معا. فقد وجدت إحدى الدارسات التي نشرت في صحيفة Journal of Marriage and Family عام 2011 أن الرجال في 11 دولة من أثرى دول العالم الغربي يقضون يوميا 59 دقيقة في المتوسط في رعاية أطفالهم، مقارنة بالزمن القصير الذي سجل عام 1965 وبلغ 16 دقيقة.
القوالب النمطية
ومعروف أن المعتقدات القديمة تموت بصعوبة، ففي دراسة أعدها موقع The Book of Man وشارك فيها 1000 رجل بريطاني، اتفق 79% منهم أن مفهوم الذكورية القديم يجب أن يتغير، ووافق 65% منهم أن القوالب النمطية خطر على المجتمع. وبرغم هذا، اعترف نصفهم أنهم يجدون أنفسهم مدفوعين لإتباع هذه القوالب النمطية.
تطوير النفس
ورغم أن الدراسات الأكاديمية أثبتت أن هناك رابطا قويا بين تعدد المواهب والإبداع والنجاح، إلا أننا ندين لأنفسنا بالتحول لرجال نهضة بتوسيع أفقنا ومداركنا. ولكن أصبح من الصعب على الرجال أن يتقنوا العديد من المهارات مع عبء المسؤوليات الملقاة على عاتقهم إضافة لعبء تخصيص وقت لرعاية أطفالهم خاصة مع الوضع الاقتصادي الحالي ونمط الحياة الحديث، ولكننا ندين لأنفسنا دوما بمحاولة التطور، ورغم أنه من المستحيل أن نتقن كل شيء، إلا أن عملية تطوير النفس عملية لا نهائية.