تسجل

جراح تجميل يقدّم 400 عملية تجميل مجانية لضحايا انفجار مرفأ بيروت

قام جرّاح التجميل، الدكتور جو بارود بتقديم 400 عملية جراحية مجانية لكل من النساء والرجال، الذين تعرّضوا للتشوه بعد إنفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020.
قُتل آلاف الأشخاص جراء الانفجار، وجرح 7 آلاف، إذ إن عددًا كبيرًا من السكان يصل إلى 300 ألف نسمة باتوا بلا مأوى مؤقتًا، ووصل مجمل الخسائر إلى نحو 10 إلى 15 مليار دولار.
وتقول السلطات اللبنانية إن 2750 طنًاً من نترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ سنوات في مرفأ بيروت ما عرضه لهذا الانفجار الضخم.
وكانت كمية مماثلة من مادة نترات الأمونيوم وصلت على متن سفينة شحن تحمل علم مولدوفا تدعى أم في روسوس ( MV Rhosus)، وقد رست في مرفأ بيروت في عام 2013 جراء مشكلات تقنية أصابتها، وكانت في رحلة من جورجيا إلى موزمبيق.
تعرّض الكثير من الناس الذين كانوا في بيوتهم في المناطق القريبة من موقع الإنفجار إلى اصابات في الوجه، وبعضهم كان قريبًا من الأبواب والنوافذ، فرماهم الانفجار بعيدًا أو وقعت عليهم أشياء ثقيلة.
ومن وسط الظلمة والفوضى، أطلق طبيب التجميل الدكتور جو بارود حملة إنسانية لكل جرحى الانفجار من خلال تقديم جراحات تجميلية وترميمية لكل شخص يعاني من إصابات وحروق في الوجه.
الدكتور جو بارود يملك خبرة في الجراحة الحربية، كان حاضرًاً لتقديم أي مساعدة لكل الجرحى الذين أصيبوا في الوجه، ووضع خبرته وعيادته في تصرف الجرحى الذين يعانون من إصابات وحروق في الوجه.
ويقول الدكتور بارود في تقرير: " رأيت أن هناك الآلاف من الأشخاص لا يزالون بحاجة إلى المساعدة وليس باستطاعطهم تحمّل التكاليف، فقرّرت تقديم جراحات تجميلية مجانية".
وقام جراح التجميل بإفراغ حسابه المصرفي لشراء المستلزمات الجراحية لأن الوضع الاقتصادي في لبنان كان سيئًا للغاية.
ويضيف الدكتور: " لم أكن أريد أن أترك الشمس تغيب دون تحويل كل أموالي إلى مستلزمات ومعدات جراحية، حتى لو عدت إلى المنزل بدون مال".
وكانت الدعوى لجميع المصابين للعلاج في عيادة الدكتور جو بارود دون استثناء، هناك من تعرّض لتكسير في الأنف، وقطب تحتاج إلى تعديلها وتصحيحها حتى لا تترك ندوبًاً وآثارًاً في الوجه، ومن خلال صور المرضى كان يعرف ما إذا كان الشخص بحاجة إلى جراحة أو معاينة مباشرة أو متابعة علاجهم عبر الهاتف.
ويتابع قوله: "في الشهر التالي بعد الانفجار، كانت عيادتي مقتظة بالناس، كانت عيادتي تتضمّن 4 غرف، والغرف الأربعة مليئة حتى أن المداخل خارج العيادة كانت مليئة".
ومعبرًا عن مأساته أضاف: " كان من السهل بالنسبة لي أن أقوم بفتح الجروح وخياطتها، لكن الجزء الأصعب كان سماع القصة 400 مرة ومن 400 وجهة نظر مختلفة".
عمل الدكتور جو بارود على إجراء 15 عملية جراحية يوميًا، بمجموع 400 شخص وذلك دون أن يطلب دولارًا واحدًا. هذه الأنواع من العمليات لم تكن لإظهار الجمال الخارجي، إنما لإعادة الحياة بعد تلك المأساة.
وفي التقرير قامت إحدى الزبائن بشكره على مساهمته وقالت: " الدكتور جو قام بدور البطل فعلًا بالنسبة لي، والعمل الذي قام به كان حقًا بطولي، لأنه عندما كان في ذلك الوقت، ألم، جرح، دم، ودمار كان هو الأمل! شكرًا لك طبيبي! شكرًا على شفائي من الجروح الداخلية والخارجية".