مع قيام "تويتر" بتحديث التطبيق الخاص بها لإتاحة الصور في خدمة التراسل المباشر، والحديث عن أن "إنستغرام" تعمل على إدخال خدمة الرسائل خاصة بها غدا ً، فقد كان التركيز بالنسبة الى هذه المواقع على مدى الأشهر القليلة الماضية على الرسائل.
ولكن لماذا يعد من المهم جداً لهذه المواقع اقتحام هذه السوق، وما هو نوع التهديد الذي تشكله هذه التطبيقات الخاصة بالرسائل؟ لماذا تقلق مواقع مثل "فايسبوك" و"تويتر" بشأن ذلك؟
تطبيقات الرسائل هي أكثر من مجرد وسيلة للتواصل مع أصدقائك، فهي تعد بشكل عملي شبكات اجتماعية خاصة لأصدقائك. يوجد على WhatsApp 350 مليون مستخدم نشط شهرياً، ولدىLine 300 مليون مستخدم وتسعى لأن يصبح لديها 500 مليون بحلول نهاية عام 2014، في حين أن Viber لديه أكثر من 200 مليون.
وتعد الصور وأفلام الفيديو والملصقات والتسجيلات الصوتية والرسائل ذاتية التدمير والألعاب بعضاً من المميزات التي تتضمنها هذه التطبيقات.
ويعد عنصر الخصوصية أيضاً- أي وجود المحادثات التي يمكنك أنت والأصدقاء المختارين رؤيتها والاستماع إليها - عامل جذب أساسيا. وبالنسبة الى مواقع مثل "فايسبوك" و"تويتر"، يمكن أن يكون لهما تأثير على كل من قاعدة مستخدميهما وأرباحهما في غضون سنوات قليلة. لكن "فايسبوك" لديه بالفعل أكثر من مليار مستخدم، فلماذا يهتم هو وغيره من مواقع وسائل الإعلام الاجتماعية الأخرى بهذه التطبيقات؟ الأمر يعود إلى المجموعات العمرية الأصغر سناً التي تقوم باستخدام هذه التطبيقات. التركيبة السكانية الأسرع نموا ً في "فايسبوك" و"تويتر" و"غوغل" هي الفئة العمرية 45 - 64، بشكل أساسي الوالدان والأقارب والأشقاء الذين ليسوا على دراية كبيرة بشبكة الإنترنت ويرغبون في البقاء على اتصال مع الجميع.
و بالمقارنة، فإن أولئك الذين يستخدمون خدمات مثل WhatsApp وViber و Line هم عادة أقل من 25 عاماً. وهذا الجمهور هو أيضاً أكثر انخراطاً في استخدام الهاتف المحمول، مما يزيد من المشكلات التي يواجهها "فايسبوك" خلال محاولته جعل المستخدمين يحملون التطبيقات الخاصة به. ورغم أن "فايسبوك" و"تويتر" يواصلان النمو، لكن حقيقة أن المستخدمين الأصغر سناً لا يستخدمون التطبيقات الخاصة بهم، مدعاة للقلق. فالمنطق يقول انك إذا نجحت في اجتذاب هذه الفئة العمرية، فإنها ستستمر في استخدام الموقع عندما تتقدم في السن، وهو ما سيكون مفيداً بالنسبة الى الموقع والمعلنين. إنها ليست مشكلة الآن، لكنه يمكن أن تكون مشكلة فيما بعد.
كيف يمكن مقارنة تطبيقات خدمات الرسائل في "فايسبوك" و"تويتر" و"غوغل"؟
ليست على ما يرام. حتى "فايسبوك مسنجر"، والذي تعد تطبيقات الرسائل فيه واحدة من أفضل التطبيقات على الموقع، يبدو جامدا ً بمثيله في WhatsApp و Snapchat. ولأن خدمات الرسائل فيه مرتبطة بطريقة عمل الموقع، فإن هذا يعني أنه يجب إبقاء الأمور متسقة بحيث يظل الجميع سعداء. أدخلت "تويتر" تحديثاً جديداً على خدماتها للتراسل المباشر (DM) في شكل صور. وهي خطوة صغيرة بالنسبة الى الموقع، ولكن من المستبعد جداً أن تجذب أي شخص خارج القاعدة الأساسية لمستخدمي "تويتر". وقد أدخلت "غوغل" hangouts، ولكنها لن تجذب الأشخاص الذين لا يقومون باستخدام الخدمة بانتظام. ويتردد أن "إنستغرام" سيقوم بإدخال وظيفة الرسائل الخاصة مساء الغد. وإذا مضت قدماً في ذلك الأمر، يعتقد أنها يمكن أن يكون مماثلة لـ Snapchat التي عرضت "فايسبوك" شراءها مقابل 3 مليارات دولار الشهر الماضي.
ألم يقم "إنستغرام" / "فايسبوك" بأمر مماثل من قبل ؟
حين أطلق "تويتر" تطبيق مشاركة الفيديو في يناير الماضي، رد "فايسبوك" بإطلاق فيديو "إنستغرام" في يونيو. لم يسر الأمر بشكل جيد حيث أن "إنستغرام" لم يكشف بعد عن أعداد أفلام الفيديو التي تم نشرها على مدار السنة. الفرق بين "تويتر" وSnapchat هو أن الأولى هي من بين المنافسين الرئيسيين لـ Snapchat، وكان تطبيق الفيديو من "إنستغرام" الفيديو رداً على تطبيق مشاركة الفيديو Vine من "تويتر"، ولكن "إنستغرام" لم تكشف عن حجم استخدامه.
ألا يمكن أن يقوم "فايسبوك" بتغيير ما تقدمه تطبيقات الرسائل الخاصة بها ؟
نعم، ولكن إذا كنت تتذكر ففي كل مرة تقوم هذه المواقع بتغيير، يكون هناك دائماً رد فعل سلبي لذلك، وقيام "تويتر" بإدخال معاينة الصور في أكتوبر هو مثال حديث. الناس لا يحبون التغيير، وهذا يشمل التغييرات في التطبيقات والخدمات. وفي كل مرة يتم إجراء تغيير، فإنه يقدم دائماً بشكل تدريجي حتى يعتاده المستخدمون. وفي حين أن المواقع الكبيرة لديها تطبيقات الرسائل الخاصة بها، فإن رد الفعل يعني أنها ستقوم دائما َ بإدخال التحديثات ببطء، وبالتالي تعمل على اللحاق بمنافسيها.
وهذا هو أحد الأسباب التي تفسر عرض "فايسبوك" شراء Snapchat مقابل 3 مليارات دولار الشهر الماضي، وما يتردد من أن "غوغل" عرضت شراء Snapchat مقابل 4 مليارات دولار و WhatsApp مقابل مليار دولار، وهو الأمر الذي يبين مدى أهمية السوق.
أليست تطبيقات الرسائل مربحة؟
بعضها مربح. هناك رسوم اشتراك سنوي في WhatsApp يدفعها المستخدمون بعد استخدام الخدمة لمدة عام، وهي تقول إن ذلك مربح، في حين تعتمد تطبيقات أخرى على الإعلانات أو المحتويات المدفوعة كالألعاب أو الملصقات. وعلى عكس Snapchat، فإن هذه التطبيقات لديها بالفعل نماذج أعمال بحيث أنها لا تحتاج الى قبول أي عروض قد تظهر في طريقها.
يمكنك قراءة المزيد
فايسبوك يعكف على تطوير زر متعاطف للمناسبات الحزينة
كم تبلغ قيمة المستخدمين النشطين لتويتر وفايسبوك ولينكد إن؟
معلومات عن تطبيق سناب شات الذي رفض عرض فايسبوك
إليك أدوات في الفايسبوك لم تعلم بوجودها سابقًا!
Snapchat ترفض عرض فايسبوك لإستحواذه بمليار دولار