تسجل

لولو خازن لـ"رائد": احتفظ بتواضعك لكي تضمن تحقيق النجاح

لولو خازن لـ"رائد": احتفظ بتواضعك لكي تضمن تحقيق النجاح
لولو خازن لـ"رائد": احتفظ بتواضعك لكي تضمن تحقيق النجاح

عندما فازت لولو خازن باز على المتنافسين التسعة وآلاف المتقدمين للمشاركة في برنامج "المبادر"، كانت تعيش لحظة تتويج جهودها كرائدة أعمال نجحت في إثبات تميز أفكارها. وتعد فكرة باز لموقع Nabbesh.com سبب تأهيلها للفوز بالجائزة الكبرى. والموقع هو أول بوابة للمتخصصين الذين يعملون لحسابهم الخاص على مستوى الشرق الأوسط.

التقى موقع "رائد" السيدة لولو خازن باز، وكان هذا الحوار.

هلا أخبرتنا أولًا عن موقع نبش وعن السبب الذي دفعك إلى تأسيسه؟

الأمور كلها بدأت مع نهاية عام 2011 عندما أدركت أني لم أعد مهتمة بالعمل بنظام الدوام الكامل وشعرت بالاضطرار إلى البدء بعمل خاص بي. وكان انتقالي للالتحاق بوظيفة آمنة عملية غير سهلة، ومع هذا كنت واثقة من أني سأجد حاجة أخيرًا إلى إنشاء مشروع. وكنت أعلم أن هناك كثيرًا من الفجوات في منطقتنا. وعدم انتظامي في عمل منحني وقت فراغ كبيرًا، لذا بدأت أبحث عن طرائق يمكنني القيام من خلالها ببعض الأعمال الحرة أو الأعمال الاستشارية من أجل الإبقاء على نشاط ذهني والحصول أيضًا على بعض الدخل. ولم تكن هناك قنوات يمكنني العثور من خلالها على نوع العمل الذي أبحث عنه، ولم أكن أعلم من أين أبدأ صراحةً.
ثم فكرت في شأن ملايين السيدات اللواتي ربما يُكنَّ في موقفي نفسه، أو الأشخاص الذين يبحثون عن دخل إضافي، أو الطلاب الذين يسعون إلى اكتساب خبرات عمل، وقررت أنها فرصة عمل من الممكن أن تلبي رغبات أكثر من45 مليون شخص في الشرق الأوسط. لذا بدأت بالعمل على تلك الفكرة والبحث عن شخص يطورها معي. ثم التقيت ريما الشيخ التي شاركتني في تأسيس موقع نبش وباتت كبيرة مسؤولي قطاع التكنولوجيا في الموقع، وشرعنا مذذاك في تطوير المشروع!
* المصدر: تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن الوظائف للعام 2013: الـ 45 مليون شخص يمثلون الذين يزيد سنهم عن 15 عامًا وهم إما عاطلون من العمل وإما لا يعملون في خمس أسواق هي: مصر، السعودية، الإمارات، لبنان، الأردن.

ما هي مفاتيح نجاح موقع نبش؟

حققنا إنجازات كبرى كثيرة أثناء رحلة نبش، وكان أكبرها الفوز بمسابقة المبادر "The Entrepreneur" التلفزيونية التي منحتنا التمويل. وقد جلبنا مفهوم "العمل الحر" إلى خارطة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونحن نطور الآن مزيدًا من الوعي في شأن فوائد العمل الحر أو إيجاد وظائف افتراضية، وسنعنى بمساعدة الآلاف من الأشخاص على إيجاد فرص العمل التي تناسب أساليبهم الحياتية، لا العكس.
ووصلنا أخيرًا إلى 30 ألف عامل حر مسجل على نبش من كل أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويتم نشر أكثر من 300 فرصة عمل حر كل شهر على نبش وتنشر لدينا وظائف من أكثر من 100 مدينة! وأتممنا أخيرًا السلسلة الأولى من جولات تمويلنا واستعنا بفريق مذهل لمساعدتنا على الارتقاء بموقع نبش إلى المستوى التالي! ونحن فخورون ومسرورون جدًّا بأن نكون في واجهة حركة العمل الحر في المنطقة!

كيف تصفين لنا حياتك بعد مسابقة "المبادر" خصوصًا أنك انتقلت بين وضعيتين مختلفتين؟

مسابقة المبادر كانت منصة رائعة منحتنا قدرًا كبيرًا من الصدقية، فكان علينا أن نظل مهتمين بتحسين الأعمال لتلبية طموحات عملائنا، وكانت أيضًا بداية الرحلة وهناك كثير من الأعمال التي لم تنجز بعد! لدينا طموحات وتطلعات عالية من أنفسنا ومن فريقنا، لذا فإننا ما زلنا في البداية.

من يمكنه الانضمام إلى نبش وما هي الشروط أو المتطلبات؟

في إمكان الجميع الانضمام ومجانًا وبمنتهى السهولة! وفي مقدور أي شخص إنشاء حساب على نبش وسرد مهاراته التي يمكن أن تتفاوت من التصميم، وتطوير الويب، وتطبيقات الهواتف المحمولة إلى الترجمة، والتدريس والتدوين والخدمات المالية أو الاستشارات التسويقية. ويمكن الجميع التسجيل على الموقع ونحن نرحب من جانبنا بكل المهارات. ويبحث العملاء عن المواهب للعمل في المشاريع أو في شكل حر، وكذلك نشر وظيفة مجانًا، وتوظيف أموال ودفعها للأشخاص المتعاونين بنظام العمل الحر فقط عندما تكتمل المهام المطلوب منهم إنجازها. ونحن نقدم خدمة دفع بحيث يمكن العميل في دبي أن يستعين بأمان بموظف حر في عمّان على سبيل المثال ولا يدفع له الأموال إلا بعد أن ينجز له المطلوب.

ما العقبات التي واجهتموها في البداية؟

واجهنا العقبات نفسها التي تواجهها مشاريع وشركات ناشئة كثيرة، مثل صعوبة توظيف الأشخاص المميزين، ومحدودية الموارد، ومحدودية التمويل وصعوبة تحديد الأولويات، وكذلك ضمان استقرار موقعنا، وضمان مواكبته المعايير العالمية، وضمان جودة خدمة العملاء لدينا وإشعارهم بالسعادة وحثهم على العودة إلى موقعنا الإلكتروني! ليس من السهل تطوير سوق تجارية، ثم إن الوصول إلى ما نحن فيه اليوم يعتبر رحلة شاقة.

ما الذي يمكنك أن تخبرينا إياه عن موقع نبش بعد تمويل شركة Eureeca له؟ وماذا تعرض تلك الخطوة بالنسبة إلى مستقبل شركتكم الناشئة؟ وكيف ستستعينون برأس المال هذا؟

الحصول على استثمار ناجز على نحو ناجح كان قصة نجاح بالنسبة إلينا، ونجحنا في جمع 100 ألف دولار خلال 12 يومًا عبر 23 مستثمرًا. وهو ما أعطانا بالفعل قدرًا كبيرًا من الثقة وانضم إلى عضوية مجلس إدارتنا بعض المستثمرين الرائعين بفضل هذا الإجراء. وكلهم باتوا سفراء لعلامتنا التجارية!
وسيتم استخدام الأموال في دفع الوظائف الحرة لكي تنشر على الموقع. وهدفنا الرئيس الآن هو تعليم أصحاب المشاريع المتوسطة، والصغيرة والبالغة الصغر، فوائد استقدام موظفين يعملون بالنظام الحر بدءًا من ادخار التكاليف حتى توظيف الخبراء لمدة محدودة من الوقت ولإيجاد المواهب في وقت قياسي وأخيرًا دفع أموال للموظفين الذين يعملون بالنظام الحر في بيئة آمنة حيث يجب على الموظف الحر أن يسلم الأعمال الموكلة إليه أو أن يعيد إلى العملاء أموالهم. وقدّمنا نظامًا خاصًّا بالأسعار من أجل بناء ثقة حين تستعين الشركات بموظفين يعملون بالنظام الحر والعكس.
وفي بيئة افتراضية حيث يمكن العميل أن يكون جالسًا في السعودية والموظف الحر في لبنان على سبيل المثال، مما يخلق سوق عمل شفافة تمكن الناس من أن يتفاعلوا ويُتموا صفقات بعضهم مع بعض بأمان، وهو أمر أساسي بالنسبة إلى نجاحنا.

ما أكبر خطأ مهني ستسعدين بتكراره؟

لم أندم على شيء فعلته حتى الآن، وهو ما ساعد على تكوين هويتي اليوم. ويمكنني أن أخبركم في غضون بضع سنوات هل هناك مشاعر ندم أم لا.

ما أصعب قرار كان عليكِ اتخاذه في الشهور القليلة الماضية؟

أرى أن توظيف بعض الأشخاص ومن ثم الاستغناء عن خدماتهم في فريق عملنا هو أصعب قرار أتخذه. فمن المفزع دومًا أن أرى أناسًا يرحلون بغض النظر عن الأسباب.

ماذا كنت تفعلين آخر مرة نظرت إلى الساعة وعلمت أن الوقت قد سرقك تمامًا؟

أعمل. فالساعة تكاد تقترب من الحادية عشرة مساءً وأنا ماكثة على مكتبي. ولكن إلى جانب العمل، أحب الجري وأنسي نفسي دائمًا أثناءه إلى أن ينهك جسدي.

ما هي ميزتك التنافسية وهل يمكن تقليدها؟

أي مشروع يمكن تقليده، لكن ما نطوره هو علاقات مع عملائنا، ومثل هذه العلاقات لا يمكن تقليده. ونحن نهتم شديد الاهتمام بمنطقتنا وبدأنا بالمشروع لمساعدة الناس على إيجاد الوظائف والحصول على دخل وكذلك خلق فرص عمل متكافئة للجميع! ويمكن فردًا يعيش في القرية أن يصل إلى الفرصة التي تتاح أمام فرد يعيش في المدينة شرط أن يكون لديه إنترنت ومهارات. لدينا فريق عمل مذهل يعمل جاهدًا في واقع الأمر، وبعض المستثمرين الرائعين في مجلس الإدارة يساعدوننا على إدراك النجاح. ونحن عازمون مواصلة الابتكار ونأمل في أن نظل في الصدارة. صحيح أن نسخ الأعمال قد يكون ممكنًا، لكن إنجاحها قصة مختلفة تمامًا! لذا سنعمل على تعزيز علاقتنا بجميع حاملي الأسهم لدينا مما سيعزز نمونا وسيضمن ولاء العملاء.

أين ترين مشروعك في غضون 5 أعوام؟

سيكون أكبر منصة تقدم فرص عمل افتراضية ومبنية على المشاريع للجميع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهناك فرصة كبيرة ونحن حرصاء على مواصلة النمو وخلق قيمة لكياننا.

بأي 3 صفات يمكنكِ أن تصفي نقاط القوة لديكم؟

المثابرة، فأنا لا أستسلم أبدًا. والمرح، وأنا أشعر بمرح ومتعة حين أعمل مع ... عليكم سؤال زملائي (ابتسامة).

ما الكتاب الذي تتصورين أن على كل طاقم العمل قراءته؟

هناك كتب كثيرة. وقد قرأت كتابًا منذ مدة عنوانه 10 faces of innovation  وقد أحببته بالفعل. وهناك كتاب آخر مفيد في مجال الأعمال هو Good to Great. وأستمتع بقراءة كتب عن الذكاء العاطفي والاجتماعي. وبالطبع لا
يمكن نسيان السيرة الذاتية الخاصة بالملياردير ورجل الأعمال ريتشارد برانسون.

ما مصدر إلهامك؟

أنظر دومًا إلى الأشخاص الذين يتخطون حدود قدراتهم ويحققون أمرًا أكبر من أنفسهم. فهذا يجعلني أشعر أن لا شيء مستحيلًا. وتلهمني قراءة قصص نجاح عن رواد أعمال آخرين وتدفعني إلى المواصلة. وكذلك الأشخاص الذين يعملون من أجل شيء ما أو من أجل قضية ما. وقضيتنا مع نبش هي توفير وظائف لأناس ليس لديهم أي فرص.

كيف أثرت ريادة الأعمال في حياتك اليومية والعائلية؟

لقد غيرت حياتي اليومية تمامًا. لكن عزائي الوحيد هو اعتقادي أن الأمور ستكون صعبة خلال السنوات الأولى القليلة فقط، لذا آمل في أن أكون على صواب في تلك الرؤية.

هلَّا شاركتِ قراء "رائد" 5 مفاتيح للنجاح؟

1- كن قدوة في منصبك القيادي. ولا تتوقع أن يقوم الناس بأمور أنت لا تقوم بها بنفسك. وإن كنت تريد سلوكًا معينًا، فعليك أن تبدأ بنفسك.

2- لا تجب بـ"لا" على إجابة. فالمثبطات كثيرة، ولكن يجب أن تظل إيجابيًّا وأن تواصل! وليس مهمًّا عدد الأشخاص الذين يقولون لك "لا" ما دام هناك شخص يقول لك "نعم".

3- تبني النظام الروتيني. فعلى الرغم من أن جميعنا يكرهه، لكن الروتين أمر ضروري لضمان النجاح. فالحياة تصبح مملة وصعبة في بعض الأوقات، وهنا يمكنك أن تفكر في الرياضيين، فحقيقة أنهم يتدربون 5 ساعات يوميًّا ليست للمرح، بل إنها طريقتهم الوحيدة للفوز.

4- واظب على فضولك وحبك للاطلاع. ففي مقدورك دومًا تعلم شيء من أحد الأشخاص، وعليك أن تصغي وتفكر، فالإنصات إلى أحد الأشخاص قد يثير لديك فكرة مشروع أو إنجاز شخصي.

5- احتفظ بتواضعك. فليس هناك ما هو أسوأ من الغطرسة في وجهة نظري. فهي تضلل الناس وتبعدهم عن الحقيقة وتجعلهم عرضة للمشكلات. والتواضع شيء أساسي في المناصب القيادية. لذا حاول أن تحتفظ بتواضعك لكي تضمن تحقيق النجاح.

يمكنك قراءة المزيد

من مؤتمر DGTL#U بيروت تعرّف إلى قصص نجاح رواد الأعمال

ريتشارد برانسون يكشف أسرار نجاح مجموعة فيرجن

سالم القاسمي لرائد الخطأ مدرسة والتخطيط هو سبب نجاح أي مشروع

كاتي كول قصة نجاح تُختصر بسبع نقاط!

أشخاص شقّوا طريقهم نحو النجاح في أعمار مبكرة ومتأخّرة